13_مريضة نفسية!

290 27 63
                                    

          "الألم ينهش ملامحي بشراهة!"   

متنسوش الڤوت.
                   ____________
_حــــور!

نطقها بهلعٍ ثم هرول سريعًا نحوها وهو يضربها بخفة على وجنتها لعلها تستعيد وعيها .. لكن لا جدوى ، لذا كاد أن يحملها ولكنه تراجع وصرخ بنبرة جهورية يتوارى خلفها القلق:
_هاتولي حاجة أسند راسها عليها بسرعة ، وحد تاني يجيبلي برفان ومياه بسكر .. بـــســرعــة!

نطق كلمته الأخيرة بصراخ هستيري حتى جعل الأجساد من حوله تتتراجع بخوفٍ ، لكن ذهبت فتاتان ليأتين بما طلبه ، كان يلتفت حوله بتشتت وينظر لها بألم ، نسى ما يفعله في تلك الحالات ، فاق من حالة التشتت على صوت تولين المُهرولة تجاه حور بسرعة كبيرة وهي تصرخ بإسمها ، وقالت وعباراتها بدأت بالهطول:
_أنتم واقفين كده ليه؟ .. حد يلحقها واقفين تتفرجوا ، إيه يا دكتور محدش عارف يفوقها؟

_هنفوقها .. هنفوقها البنات بيجيبوا بيرفيوم  ومياه بسكر وجايين.

أومأت عدة مرات وهي تُمسك بيد صديقتها تربت عليها بحنوٍ بالغ ، حتى جائت الفتيات وأمسك الوسادة وضعها أسفل رأسها ، ثم أمسك زجاجة العطر ونثر منها على ظهر يده ثم قرّبه من أنفها .. وبعد قليل عادت لوعيها وفتحت عينيها بوهنٍ شديد ، فصاح مرةً أخرى:
_حد يجيبلي جهاز قياس الضغط بسرعة.

ثم وجهه نظره لها حتى وجدها تفتح عينيها ، نطق بلهفةٍ:
_حـور .. أنتِ كويسة في حاجة بتوجعك؟

أومأت برأسها وهي تنظر إليه بإرهاق ، حتى سارعت تولين تقول:
_إيه يا عيوني اللي بيوجعك؟

همست بصوتٍ يكاد لا يُسمع:
_دماغي بتوجعني أوي ومش عارفة أتنفس كويس يا تولين.

_معلش .. معلش من الدوخة والوقعة ، خدي اشربي المياه بسكر ده على ما الدكتور يقيسلك الضغط.

قالتها تولين وهي تساعدها في الإعتدال ، بينما حسن قال بصوتٍ مضطرب من القلق:
_طيب تقدري تسندي عليها وتقومي تقعدي في المكتب تشربي المياه بسكر وأقيسلك الضغط وعشان تعرفي تتنفسي كويس؟

أومأت واستندت على ذراع حور واتجهت نحو غرفة المكتب الخاص بحسن الذي كان يسير ورائهم يحمل بيده كوب المياه وجهاز قياس الضغط ، جلست حور فوق الأريكة  ، وأعطتها تولين الكوب لترتشف منه ، حتى قال حسن:
_بتشتكي من حاجة أو بتاخدي علاج مأخدتيهوش يا حور عشان كده أغم عليكِ؟

تجرعت كوب المياه ثم نطقت وهي تتحاشى النظر لوجهه:
_لا .. أنا بس كنت مُجهدة شوية ومكنتش فطرت فعشان كده وقت بتحصلي دايمًا عادي.

نظر لها بشكٍ ولكنه لم يُرد أن يضغط عليها بحديثه ، ثم أمسك جهاز قياس الضغط وقام بقياسه لها حتى قال:
_الضغط واطي إلى حدٍ ما ، لو كنتِ سيبتي نفسك أكتر كان وطى جامد ، ولقد الله ممكن كنتِ تروحي فيها ، متعمليش في نفسك كده تاني يا حور  ، متهمليش في نفسك وصحتك كده.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن