" أرجوك أفهمني ، هم من قالوا لي ذلك !"
" و من سيصدقك أيها الشقي ؟ هيا أرحل و إلا سترى ما لا تريد رؤيته !
لا أريد إخبار الشرطة بالأمر و لا أي شيء أخر ، أنا لا أريد إقحام نفسي في مشاكل ليس لي علاقة بها لمجرد أنك تظن أني يمكنني مساعدتك !"
" لكن ، هم لن يصدقوني إن أخبرتهم بنفسي"
" ماذا قلت لك ؟"
كان عمر يمشي في شارع عائداً إلى بيته ثم رأى هذا المشهد ، لصبي في عمر المراهقة يتوسل إلى رجل يبدو في الأربعين من عمره لكي يساعده.
يتقدم عمر ثم يقول للصبي :
" إن كان لا يريد مساعدتك لا بأس أنا سأساعدك."
ينظر الرجل له نظرة استخفاف ثم يذهب.
يقول الفتى لعمر :
" لكن كيف سيصدقني أفراد الشرطة إن أخبرتهم بما حدث الأمس ؟"
تسأل عمر :
" لكن ما الذي حدث ؟ أشرح لي."
شرح له هذه القصة :
" كنت مع عائلتي في رحلة ، و نحن نعود من الرحلة ليلا و إذ فجأة يطلق مجموعة من الرجال النار على عجلات سيارتنا ، يحاصرونا ثم قاموا بإخطافنا ، حاولنا أن نقاوم لكن فشلنا، و لكن لما أنا هنا و عائلتي لا ؟
لأن الرجال أمروني بأن أفعل ما يفعلوه ، أمروني أن أخطف أطفال كما خطفوا أخوتي ، و أنا لا أريد ذلك فأريد أن أخبر الشرطة بالموضوع و استمر بإدعاء أنني أحاول خطف أحد."
ينظر إلى عمر و يجده يسجل الملاحظات عما يقوله و يسأله عمر بعدها :
" و من ثم ماذا سيحصل ؟ سيعودوا بك مجدداً إلى المكان نفسه ؟"
" نعم ، إن خطفت و لو طفل واحد سيسمحوا لي بالعودة إلى هناك كي أحرر أهلي."
" عرفت كيف يمكن التصرف بشأن ذلك ، و لا تخاف فأنت بإخباري قد أخبرت الشرطة."
" أأنت شرطي ؟!"
" أنا محقق أيضاً ، اسمي عمر إن لم تعرف من أنا ، و لكن لدي سؤال ؟
أيمكن إعطائي رقمك لأتواصل معك ؟"
" لكن لما ؟"
" كي أستطيع التواصل معك بشأن القضية ، سأحتاجك لإنهاء الأمر و أعدك ، سأساعدك بشأن أهلك."
" حقاً ؟ أشكرك جداً."
☆
بدأ عمر بإكمال تحقيقه في قضية جون ، و التي لا تختص باختفاء جون و حسب ، بل عمر يريد معرفة سبب اختفاء كل أولئك الناس ، فمن الضحايا و أغلبهم من لم يُسمع عنهم شيء و لم تحدد أعمارهم حتى و لا ماذا فُعل بهم ، فهو يريد كشف ذلك و بأسرع وقت.
تلقى عمر اتصال من المحققة راما و قد قالت له :
"أن الجيران الذين يسكنون في الحديقة المجاورة للحادثة يشكون أن حادثة خطف جديدة قد حدثت هناك ، أنا سأذهب لهناك أريد منك القدوم في أسرع وقت لنتابع الإجراءات."
" حسناً لن أتأخر."
رغم أنه تلقى الخبر منها في الساعة الثانية الفجر إلا أنه الآن في موقع الجريمة.
بينما المحققة تدير فريق التفتيش كان عمر يراقب الكاميرات، و قد لاحظ وجه رجل مؤلف له ، قد لاحظ وجه الرجل الذي قام بإخطاف الطفلتين.
" لا ، غير ممكن ! هو نفسه لكن كبر بالسن معقول ؟ و سأله برسالة نصية :
" تذكره ؟ إن نعم ما كان اسمه ؟ لا أتذكره."
و أكمل مراقبة الكاميرات و سمع الحديث الذي دار بينهم و عرف أن تلك الطفلتين يقربان الذين خطفا قبلهما ، فقرر عمر الذهاب و سؤال أب ستيسي عن أمر ما.
طرق باب بيت ستيسي و فتح له الأب :
" مرحباً ، أنا المحقق عمر ، و أريد أن سألك بعض الأسئلة بشأن ما حدث مع ابنتك في ليلة خطفها."
" نعم أسأل."
" هل كنت مستيقظ في وقت الحادثة ؟"
" لا لم أكن ، ما أعرفه فقط عن الموضوع هو أن ابنتي كانت تكلم شخص ما على الهاتف ، لكن لم أعرف من."
" هاتف من ؟"
" لا أعرف ، لكنه كان خلوي.
" أيمكن أن أتفقد جميع الهواتف ؟"
" نعم يمكنك."
تفقد عمر الهواتف و وجد رقم غريب واحد.
سجل عمر ما يريد من معلومات للاستفادة من هذا الحدث و استنتج من الأسئلة الباقية أن لا علم له و لا لأحد بالبيت بأي شيء يخص الحادثة سواء هذا الأمر ، و لا كاميرات مراقبة داخل البيت و لا خارجه و هذا يعني أنه انتهى من التحقيق معهم.
" أشكىك على مبادرتك معي."
ثم انصرف عمر.
☆
تلقى أحمد رسالة نصية لم يستطع فتحتها إلا بعد فترة.
كانت تلك الرسالة النصية التي أرسلها عمر له.
تمعن جيداً في صورة الرجل و لم يذكر بعد من هو ، حتى سأل عمر :
" لكن لما تريد مني معرفة اسمه ؟"
أجابه عمر على الفور :
" لأنه خطف طفلان ، إن عرفنا هويته سأستطيع استعادهم و القبض عليه."
عادت الذكريات بأحمد كي يحاول معرفة اسمه، ثم تذكره :
" توماس ماردر ، هو ليس فقط خاطف أطفال ، بل هو أخطر مما تتصور، لكنه يستمتع بالقيام بمهام مساعديه، فتظنه مساعد."
" توماس ماردر ؟ لم أسمع به من قبل."
" ستعرفه جيداً و تحتاج أن تعرف به ، كنت أريد إخبارك بأمره من ستة سنوات و ما أعرفه عنه ، لكن صدقني لو أخبرتك لكنت خسرتك و لكن الآن سأخبرك بما أعرفه عنه."
أخبره أحمد عن كل شيء يخص ذاك القاتل المتسلسل المجنون و الذي كان هدفه إنهاء أحمد منذ سنوات لأنه عرف بموضوع جرائمه و هو الوحيد على قيد الحياة من الذين عرفوا بالأمر.
" إذاً هو نفسه الذي يوكل كل أولئك لمحاولة قتلك ؟ هو نفسه الذي كان يستمر بتهديدك قبل ست سنوات ؟"
" نعم ، و لم يتوقف عن الأمر."
" أشكرك أحمد على مساعدتي ، سأنتقم على كل ما فعله بك و ستشكرني بعد حين."
" لا داعي لانتظر قدوم الأمر كي أشكرك ، أشكرك يا أخي على كل ما تفعله لأجلي."
" العفو فالأخ لأخيه أليس كذلك ؟"
" نعم ، و الآن أكمل عملك ، أريد أن يلقى الانتقام في أسرع وقت."
☆
تفقد عمر في مركز الشرطة حال الرقم الغريب الذي وجده في هاتف أب ستيسي لكنه لا يعمل بعد الآن.
" عرفت ذلك ، هو ليس غبي لكي يحتفظ برقم كان جزء من جريمته.
كل تلك الأدلة لا أستطيع ربطها بعد."
☆
" لكن لما علي فعل كل هذا ؟! أهو قد أذاني لهذه الدرجة ؟!"
" ماذا ترى يا بني ؟ ماذا ترى يا عبد الله ؟ رأيت بعينك ، هو السبب بأن والدك قد حرمت منه لسنين ، هو سبب في إنك لست مع حب حياتك الآن ، هو السبب بأنك عشت أقصى حياة يمكن لإنسان عيشها ، لذا ، لا تقل لي لما و أكمل مهمة إنهاءه."
فكر في الموضوع ثم أجاب :
" نعم أنت معك حق ، هو سبب كل ذلك ، تباً له."
" إذاً يا بني ، كنت أريد أن أعرف على أحد أفضل شركائي و هو من سيتولى مهمة قتل أحمد و عمر معنا."
" من هو ؟"
" أنه توماس ماردر."
انصدم طحان من أنه سيكون شريك توماس ماردر ، ذلك القاتل المعروف بعدم الرحمة و القسوة الشديدة بين المجرمين، حتى أب طحان لم يكون بقسوته قد.
و من هو توماس حقاً ؟
توماس هو قاتل متسلسل معروف في لوس أنجلوس خاصة ، أبيض شعره بني و عيونه زرقاء اللون ، و يميزه جرح على عينه اليمينة ، و رياضي جداً.
من يصبح عدو توماس فسيفعل أي شيء في سبيل إنهاءه ، و من عرف بخطة له فلن يفر طليقاً منه كما حال أحمد معه ، و هو الأقوى بين مجرمي لوس أنجلوس، في الخمسينات من عمره اقترب من الستين ، كان يعمل كمجرم منذ أن كان عمره ١٥ سنة، لهذا فهو خبير جداً في هذا المجال و لم يمسك بعد من قبل الشرطة.
☆
سيتصل عليه ذلك الرجل المتكبر و يوبخه :
" ألم أقل لك أن تخطف أحدهم ، لما لم تقم بعملك ؟"
أجابه متوتراً :
" أ.ن.ا أ.س.ف ، لكن لم أستطع القيام بشيء."
" لا فائدة منك ، إذاً تجهز ، سنأخذك قريباً إلى موقع مماتك * ضحك*."
و يفصل الخط في وجهه.
في الوقت نفسه يلقى الولد اتصال من عمر ، يجيبه بسرعة البرق و يشرح له ما حدث معه و هو متوتر، ثم يقول له عمر :
" إذاً علي التصرف الآن ، أخبرني أين أنت و سأقابلك هناك."
و بالفعل قابل عمر الفتى ، و اتقفا على خطة مدروسة هو و عمر و الشرطة و وافق الجميع عليها.
بعد ساعات ، يكون الفتى واقفاً لوحده ثم يأتي واحد من أولئك الخاطفين ، يمسك الصبي من أذنه و يسحبه و يقول له :
" أنت فاشل ، ستلقى حتفك أنت و عائلتك."
سحبه معه لسيارته ، حاول الفتى مقاومته لكنه لم يستطع.
و دون أن يلاحظ المجرم ، لحقت بعه الشرطة و عمر بسيارات عادية إلى المكان ، و كان مبنى كبير يشبه تصميم الفندق الذهبي لكنه أكبر و أضخم، جدرانه الخارجية كلها من الزجاج و فخم جداً ، لا يبدو عليه كموقع اختطاف.
وصل بالفتى إلى المكان و بدأت الشرطة بخطة الاقتحام ، كانوا كثر جداً ، و نجحت خطتهم.
قبضوا على العديد من المجرمين ، و راحوا يبحثوا عن الناس المخططفة ، حرروهم كلهم و لم يبقى سواء ستيسي و أيميلي.
تسأل المحققة راما :
" أين المحقق عمر ؟"
يبحث الجميع في طوابق عنه و عن الطفلتين ، و هو في الحقيقة يهرب حاملاً الطفلتين و جميع المجرمين يصبون عليهم الرصاص.
قد أصيب عمر بكثير من الرصاص ، لكن لم يأبه و أكمل طريقه بالهرب معهم.
اختبئ بعد أن أصيبت رجلاه و لأنه لم يعد يقوى على الحركة و أصبح يتألم بشدة.
بقيتا الطفلتان محميتان به و من ثم أتى شرطي من الطريق المعاكس و حملهم إلى مخرج الطوارئ ، وجد أحد المجرمين عمر ، ضحك و رفع المسدس عليه ليقتله ، و من ثم ضُرب المجرم من الخلف على رأسه ، و حمل عمر على ظهره و نقله إلى المشفى ، هذا كان أخر مجرم منهم و تم القبض على من في المبنى كلهم.
☆
" يا لهم من أغبياء ، ذلك القسم هو أسوء قسم."
" ماذا حدث يا أبي ؟"
" انظر ! قد تم القبض عليهم بعد أشهر فقط من فتح قسمهم يا لا غبائهم ، حقاً يا لا غبائهم ، و الأسوء أنهم قد كشفوا بطريقة غبية جداً ، الأهم أننا فصلناهم عنا كي لا يتدخلوا بعملنا و يخربوه."
" معك حق يا أبي."
" و أنت ، لا تكن مثلهم ، أعرف أنك لست هكذا لكن للاحتياط أذكرك، كل من حولك أعداء لك لا تثق بأحد."
" حسناً أبي."
☆
" عليك الجلوس هنا في المشفى لبعضة أيام لنضمن تحسنك بالكامل."
" شكراً لك دكتورة."
" الآن أرتاح ، العمليات تمت بنجاح."
خرجت الدكتورة ثم دخل أحمد و صبا و معهم الورود لعمر :
تقول صبا :
" هذه الورود هدية لك."
و يكمل أحمد :
" و أيضاً أحضرت لك لابتوبك كي تكمل عملك عليه ، لكن ليس الآن."
" أوافق أحمد الرأي ، فدائماً ما تتعب نفسك أرتاح قليلاً."
" حسناً ، و أين كايرا ؟"
تجيبه صبا :
" كايرا ، ستأتي لاحقاً ، قالت لي أن عليها الكثير من العمل لا يمكنها القدوم."
يقول عمر بنبرة حزينة :
" كل مرة تفعل بي هذا."
" لا تخاف عمر ، ستأتي هي زوجتك ، أنا لو أحمد حصل به هذا لتحولت لفلاش و أتيت لهنا."
ضحكا هي و أحمد على النكتة.
ثم يجيبها عمر :
" أنتي ، لكن ليس كايرا ، أنتي لست ككايرا أبداً.
من الممكن أنها لن تأتي أصلاً ، فأعدت على ذلك."
" لا تقل ككلام كهذا ، ستأتي ، لكن الآن أنت أرتاح و لا تفكر كثيراً."
" حسناً حسناً سأرتاح."
" يا لا الأخ الذي لديك ، عنيد كثيراً."
" لكنه يعرف زوجته أكثر منك، مؤسف أنك ربما أخترت الشخص الخطأ."
" لا تقل له كلام كهذا أحمد ، أنت تتدمر علاقتهم ، ربما لديها موضوع طارئ."
" طارئ أكثر من سوء حال زوجها ؟ صدقتك."
" أحمد !"
" حسناً ، اهدئي سأسكت لا تغضبي."
" ما عليك منه ، الآن كيف حالك أتشعر بتحسن ؟"
" نعم أفضل من قبل."
" جيد ، و لا تخاف أنا و أحمد بجانبك دائماً ، و سنكون معك في كل لحظة."
" أشكركما."
ثم أتى لكل واحد منهم مهمة في عمله فقالت له صبا عنهم :
" أعتقد أن زيارتنا انتهت ، لدينا الكثير من العمل لإتمامه ، و لا تخاف عملنا الآن لهذا الشهر سيكون هنا في لوس أنجلوس لذا سنكون قريبين منك فإذا احتجت لنا اتصل بنا."
" حسناً."
" وداعاً."
☆
بعد فترة من الراحة عاد عمر للعمل على لابتوبه جالساً على كرسيه في المشفى.
تذكر كلام أحمد عن توماس ماردر و أنه قد رأه من قبل.
Flashback :
قبل ست سنوات :
يقول عمر لنفسه :
" علي الآن فقط إدخال كلمة السر للحصول على ذلك الملف."
يتذكر أنه تصفح الملف وقتها و قرأه اسم توماس ماردر.
و من ثم حصل ما حصل معه هناك و داهموا الرجال المكان.
The flashback ended
" ذلك الملف ؟ المنظمة نفسها معقول ؟ هم مئات الأشخاص و يملكون نفس الهدف ، و حالات الاختفاء الست سنوات الماضية ازدادت بعد وجود تلك العصابة بنفس ازديادها الآن بعد عودة عملهم ، الفندق الذي فيه أصوات ناس تعذب دليل على أن تجارتهم تجارة بشر الآن ، أذكر أنهم عصابة تعمل في الدارك ويب لذا فإن هذا النوع من تجارة ليس جديد عليهم، و أيضاً توماس يلاحق أحمد للآن ، و حادثة إطلاق نار الفندق كانت لقتل أحمد ، و هم أرادوا قتل ستيسي و أيميلي لأنهم عرفوا بخطفهم لأخوتهم كما أرادوا قتل أحمد لمعرفته بموضوع تعاملهم مع مدرسته و لأنه عرف بمقتل أصدقاءه.
كل شيء وضح الآن ، أنا أواجه عدوي قبل ست سنوات من جديد ، لذا لدي بعض الأدلة الأخرى لأصل لهم.
هذه المرة ستكون المواجهة الأخيرة و أنا متأكد."
نتبع في الجزء القادم ✨
أنت تقرأ
The Files 2 : The revegne | الانتقام
Acción(تتضمن تلميحات عن العنف) عمر ، رجل في الثلاثين من عمره يعمل كمحقق خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، هو عربي الأصل لكن انتقل للعيش هناك مع زوجته من أجل عملهما. اعتاد أن يتم تكليفه بعدة مهام صعبة في مجال عمله لكن هذه المهمة كانت الأصعب على الإطلاق. ف...