قضية ٢ : قضية الاختفاء

58 4 0
                                    

" أرجوك أفهمني ، هم من قالوا لي ذلك !"
" و من سيصدقك أيها الشقي ؟ هيا أرحل و إلا سترى ما لا تريد رؤيته !
لا أريد إخبار الشرطة بالأمر و لا أي شيء أخر ، أنا لا أريد إقحام نفسي في مشاكل ليس لي علاقة بها لمجرد أنك تظن أني يمكنني مساعدتك !"
" لكن ، هم لن يصدقوني إن أخبرتهم بنفسي"
" ماذا قلت لك ؟"
كان عمر يمشي في شارع عائداً إلى بيته ثم رأى هذا المشهد ، لصبي في عمر المراهقة يتوسل إلى رجل يبدو في الأربعين من عمره لكي يساعده.
يتقدم عمر ثم يقول للصبي :
" إن كان لا يريد مساعدتك لا بأس أنا سأساعدك."
ينظر الرجل له نظرة استخفاف ثم يذهب.
يقول الفتى لعمر :
" لكن كيف سيصدقني أفراد الشرطة إن أخبرتهم بما حدث الأمس ؟"
تسأل عمر :
" لكن ما الذي حدث ؟ أشرح لي."
شرح له هذه القصة :
" كنت مع عائلتي في رحلة ، و نحن نعود من الرحلة ليلا و إذ فجأة يطلق مجموعة من الرجال النار على عجلات سيارتنا ، يحاصرونا ثم قاموا بإخطافنا ، حاولنا أن  نقاوم لكن فشلنا، و لكن لما أنا هنا و عائلتي لا ؟
لأن الرجال أمروني بأن أفعل ما يفعلوه ، أمروني أن أخطف أطفال كما خطفوا أخوتي ، و أنا لا أريد ذلك فأريد أن أخبر الشرطة بالموضوع و استمر بإدعاء أنني أحاول خطف أحد."
ينظر إلى عمر و يجده يسجل الملاحظات عما يقوله و يسأله عمر بعدها :
" و من ثم ماذا سيحصل ؟ سيعودوا بك مجدداً إلى المكان نفسه ؟"
" نعم ، إن خطفت و لو طفل واحد سيسمحوا لي بالعودة إلى هناك كي أحرر أهلي."
" عرفت كيف يمكن التصرف بشأن ذلك ، و لا تخاف فأنت بإخباري قد أخبرت الشرطة."
" أأنت شرطي ؟!"
" أنا محقق أيضاً ، اسمي عمر إن لم تعرف من أنا ، و لكن لدي سؤال ؟
أيمكن إعطائي رقمك لأتواصل معك ؟"
" لكن لما ؟"
" كي أستطيع التواصل معك بشأن القضية ، سأحتاجك لإنهاء الأمر و أعدك ، سأساعدك بشأن أهلك."
" حقاً ؟ أشكرك جداً."

بدأ عمر بإكمال تحقيقه في قضية جون ، و التي لا تختص باختفاء جون و حسب ، بل عمر يريد معرفة سبب اختفاء كل أولئك الناس ، فمن الضحايا و أغلبهم من لم يُسمع عنهم شيء و لم تحدد أعمارهم حتى و لا ماذا فُعل بهم ، فهو يريد كشف ذلك و بأسرع وقت.
تلقى عمر اتصال من المحققة راما و قد قالت له :
"أن الجيران الذين يسكنون في الحديقة المجاورة للحادثة يشكون أن حادثة خطف جديدة قد حدثت هناك ، أنا سأذهب لهناك أريد منك القدوم في أسرع وقت لنتابع الإجراءات."
" حسناً لن أتأخر."
رغم أنه تلقى الخبر منها في الساعة الثانية الفجر إلا أنه الآن في موقع الجريمة.
بينما المحققة تدير فريق التفتيش كان عمر يراقب الكاميرات، و قد لاحظ وجه رجل مؤلف له ، قد لاحظ وجه الرجل الذي قام بإخطاف الطفلتين.
" لا ، غير ممكن ! هو نفسه لكن كبر بالسن معقول ؟ و سأله برسالة نصية :
" تذكره ؟ إن نعم ما كان اسمه ؟ لا أتذكره."
و أكمل مراقبة الكاميرات و سمع الحديث الذي دار بينهم و عرف أن تلك الطفلتين يقربان الذين خطفا قبلهما ، فقرر عمر الذهاب و سؤال أب ستيسي عن أمر ما.
طرق باب بيت ستيسي و فتح له الأب :
" مرحباً ، أنا المحقق عمر ، و أريد أن سألك بعض الأسئلة بشأن ما حدث مع ابنتك في ليلة خطفها."
" نعم أسأل."
" هل كنت مستيقظ في وقت الحادثة ؟"
" لا لم أكن ، ما أعرفه فقط عن الموضوع هو أن ابنتي كانت تكلم شخص ما على الهاتف ، لكن لم أعرف من."
" هاتف من ؟"
" لا أعرف ، لكنه كان خلوي.
" أيمكن أن أتفقد جميع الهواتف ؟"
" نعم يمكنك."
تفقد عمر الهواتف و وجد رقم غريب واحد.
سجل عمر ما يريد من معلومات للاستفادة من هذا الحدث و استنتج من الأسئلة الباقية أن لا علم له و لا لأحد بالبيت بأي شيء يخص الحادثة سواء هذا الأمر ، و لا كاميرات مراقبة داخل البيت و لا خارجه و هذا يعني أنه انتهى من التحقيق معهم.
" أشكىك على مبادرتك معي."
ثم انصرف عمر.

تلقى أحمد رسالة نصية لم يستطع فتحتها إلا بعد فترة.
كانت تلك الرسالة النصية التي أرسلها عمر له.
تمعن جيداً في صورة الرجل و لم يذكر بعد من هو ، حتى سأل عمر :
" لكن لما تريد مني معرفة اسمه ؟"
أجابه عمر على الفور :
" لأنه خطف طفلان ، إن عرفنا هويته سأستطيع استعادهم و القبض عليه."
عادت الذكريات بأحمد كي يحاول معرفة اسمه، ثم تذكره :
" توماس ماردر ، هو ليس فقط خاطف أطفال ، بل هو أخطر مما تتصور، لكنه يستمتع بالقيام بمهام مساعديه، فتظنه مساعد."
" توماس ماردر ؟ لم أسمع به من قبل."
" ستعرفه جيداً و تحتاج أن تعرف به ، كنت أريد إخبارك بأمره من ستة سنوات و ما أعرفه عنه ، لكن صدقني لو أخبرتك لكنت خسرتك و لكن الآن سأخبرك بما أعرفه عنه."
أخبره أحمد عن كل شيء يخص ذاك القاتل المتسلسل المجنون و الذي كان هدفه إنهاء أحمد منذ سنوات لأنه عرف بموضوع جرائمه و هو الوحيد على قيد الحياة من الذين عرفوا بالأمر.
" إذاً هو نفسه الذي يوكل كل أولئك لمحاولة قتلك ؟ هو نفسه الذي كان يستمر بتهديدك قبل ست سنوات ؟"
" نعم ، و لم يتوقف عن الأمر."
" أشكرك أحمد على مساعدتي ، سأنتقم على كل ما فعله بك و ستشكرني بعد حين."
" لا داعي لانتظر قدوم الأمر كي أشكرك ، أشكرك يا أخي على كل ما تفعله لأجلي."
" العفو فالأخ لأخيه أليس كذلك ؟"
" نعم ، و الآن أكمل عملك ، أريد أن يلقى الانتقام في أسرع وقت."

تفقد عمر في مركز الشرطة حال الرقم الغريب الذي وجده في هاتف أب ستيسي لكنه لا يعمل بعد الآن.
" عرفت ذلك ، هو ليس غبي لكي يحتفظ برقم كان جزء من جريمته.
كل تلك الأدلة لا أستطيع ربطها بعد."

" لكن لما علي فعل كل هذا ؟! أهو قد أذاني لهذه الدرجة ؟!"
" ماذا ترى يا بني ؟ ماذا ترى يا عبد الله ؟ رأيت بعينك ، هو السبب بأن والدك قد حرمت منه لسنين ، هو سبب في إنك لست مع حب حياتك الآن ، هو السبب بأنك عشت أقصى حياة يمكن لإنسان عيشها ، لذا ، لا تقل لي لما و أكمل مهمة إنهاءه."
فكر في الموضوع ثم أجاب :
" نعم أنت معك حق ، هو سبب كل ذلك ، تباً له."
" إذاً يا بني ، كنت أريد أن أعرف على أحد أفضل شركائي و هو من سيتولى مهمة قتل أحمد و عمر معنا."
" من هو ؟"
" أنه توماس ماردر."
انصدم طحان من أنه سيكون شريك توماس ماردر ، ذلك القاتل المعروف بعدم الرحمة و القسوة الشديدة بين المجرمين، حتى أب طحان لم يكون بقسوته قد.
و من هو توماس حقاً ؟
توماس هو قاتل متسلسل معروف في لوس أنجلوس خاصة ، أبيض شعره بني و عيونه زرقاء اللون ، و يميزه جرح على عينه اليمينة ، و رياضي جداً.
من يصبح عدو توماس فسيفعل أي شيء في سبيل إنهاءه ، و من عرف بخطة له فلن يفر طليقاً منه كما حال أحمد معه ، و هو الأقوى بين مجرمي لوس أنجلوس، في الخمسينات من عمره اقترب من الستين ، كان يعمل كمجرم منذ أن كان عمره ١٥ سنة، لهذا فهو خبير جداً في هذا المجال و لم يمسك بعد من قبل الشرطة.

سيتصل عليه ذلك الرجل المتكبر و يوبخه :
" ألم أقل لك أن تخطف أحدهم ، لما لم تقم بعملك ؟"
أجابه متوتراً :
" أ.ن.ا أ.س.ف ، لكن لم أستطع القيام بشيء."
" لا فائدة منك ، إذاً تجهز ، سنأخذك قريباً إلى موقع مماتك * ضحك*."
و يفصل الخط في وجهه.
في الوقت نفسه يلقى الولد اتصال من عمر ، يجيبه بسرعة البرق و يشرح له ما حدث معه و هو متوتر، ثم يقول له عمر :
" إذاً علي التصرف الآن ، أخبرني أين أنت و سأقابلك هناك."
و بالفعل قابل عمر الفتى ، و اتقفا على خطة مدروسة هو و عمر و الشرطة و وافق الجميع عليها.
بعد ساعات ، يكون الفتى واقفاً لوحده ثم يأتي واحد من أولئك الخاطفين ، يمسك الصبي من أذنه و يسحبه و يقول له :
" أنت فاشل ، ستلقى حتفك أنت و عائلتك."
سحبه معه لسيارته ، حاول الفتى مقاومته لكنه لم يستطع.
و دون أن يلاحظ المجرم ، لحقت بعه الشرطة و عمر بسيارات عادية إلى المكان ، و كان مبنى كبير يشبه تصميم الفندق الذهبي لكنه أكبر و أضخم، جدرانه الخارجية كلها من الزجاج و فخم جداً ، لا يبدو عليه كموقع اختطاف.
وصل بالفتى إلى المكان و بدأت الشرطة بخطة الاقتحام ، كانوا كثر جداً ، و نجحت خطتهم.
قبضوا على العديد من المجرمين ، و راحوا يبحثوا عن الناس المخططفة ، حرروهم كلهم و لم يبقى سواء ستيسي و أيميلي.
تسأل المحققة راما :
" أين المحقق عمر ؟"
يبحث الجميع في طوابق عنه و عن الطفلتين ، و هو في الحقيقة يهرب حاملاً الطفلتين و جميع المجرمين يصبون عليهم الرصاص.
قد أصيب عمر بكثير من الرصاص ، لكن لم يأبه و أكمل طريقه بالهرب معهم.
اختبئ بعد أن أصيبت رجلاه و لأنه لم يعد يقوى على الحركة و أصبح يتألم بشدة.
بقيتا الطفلتان محميتان به و من ثم أتى شرطي من الطريق المعاكس و حملهم إلى مخرج الطوارئ ، وجد أحد المجرمين عمر ، ضحك و رفع المسدس عليه ليقتله ، و من ثم ضُرب المجرم من الخلف على رأسه ، و حمل عمر على ظهره و نقله إلى المشفى ، هذا كان أخر مجرم منهم و تم القبض على من في المبنى كلهم.

" يا لهم من أغبياء ، ذلك القسم هو أسوء قسم."
" ماذا حدث يا أبي ؟"
" انظر ! قد تم القبض عليهم بعد أشهر فقط من فتح قسمهم يا لا غبائهم ، حقاً يا لا غبائهم ، و الأسوء أنهم قد كشفوا بطريقة غبية جداً ، الأهم أننا فصلناهم عنا كي لا يتدخلوا بعملنا و يخربوه."
" معك حق يا أبي."
" و أنت ، لا تكن مثلهم ، أعرف أنك لست هكذا لكن للاحتياط أذكرك، كل من حولك أعداء لك لا تثق بأحد."
" حسناً أبي."

" عليك الجلوس هنا في المشفى لبعضة أيام لنضمن تحسنك بالكامل."
" شكراً لك دكتورة."
" الآن أرتاح ، العمليات تمت بنجاح."
خرجت الدكتورة ثم دخل أحمد و صبا و معهم الورود لعمر :
تقول صبا :
" هذه الورود هدية لك."
و يكمل أحمد :
" و أيضاً أحضرت لك لابتوبك كي تكمل عملك عليه ، لكن ليس الآن."
" أوافق أحمد الرأي ، فدائماً ما تتعب نفسك أرتاح قليلاً."
" حسناً ، و أين كايرا ؟"
تجيبه صبا :
" كايرا ، ستأتي لاحقاً ، قالت لي أن عليها الكثير من العمل لا يمكنها القدوم."
يقول عمر بنبرة حزينة :
" كل مرة تفعل بي هذا."
" لا تخاف عمر ، ستأتي هي زوجتك ، أنا لو أحمد حصل به هذا لتحولت لفلاش و أتيت لهنا."
ضحكا هي و أحمد على النكتة.
ثم يجيبها عمر :
" أنتي ، لكن ليس كايرا ، أنتي لست ككايرا أبداً.
من الممكن أنها لن تأتي أصلاً ، فأعدت على ذلك."
" لا تقل ككلام كهذا ، ستأتي ، لكن الآن أنت أرتاح و لا تفكر كثيراً."
" حسناً حسناً سأرتاح."
" يا لا الأخ الذي لديك ، عنيد كثيراً."
" لكنه يعرف زوجته أكثر منك، مؤسف أنك ربما أخترت الشخص الخطأ."
" لا تقل له كلام كهذا أحمد ، أنت تتدمر علاقتهم ، ربما لديها موضوع طارئ."
" طارئ أكثر من سوء حال زوجها ؟ صدقتك."
" أحمد !"
" حسناً ، اهدئي سأسكت لا تغضبي."
" ما عليك منه ، الآن كيف حالك أتشعر بتحسن ؟"
" نعم أفضل من قبل."
" جيد ، و لا تخاف أنا و أحمد بجانبك دائماً ، و سنكون معك في كل لحظة."
" أشكركما."
ثم أتى لكل واحد منهم مهمة في عمله فقالت له صبا عنهم :
" أعتقد أن زيارتنا انتهت ، لدينا الكثير من العمل لإتمامه ، و لا تخاف عملنا الآن لهذا الشهر سيكون هنا في لوس أنجلوس لذا سنكون قريبين منك فإذا احتجت لنا اتصل بنا."
" حسناً."
" وداعاً."

بعد فترة من الراحة عاد عمر للعمل على لابتوبه جالساً على كرسيه في المشفى.
تذكر كلام أحمد عن توماس ماردر و أنه قد رأه من قبل.
Flashback :
قبل ست سنوات :
يقول عمر لنفسه :
" علي الآن فقط إدخال كلمة السر للحصول على ذلك الملف."
يتذكر أنه تصفح الملف وقتها و قرأه اسم توماس ماردر.
و من ثم حصل ما حصل معه هناك و داهموا الرجال المكان.
The flashback ended
" ذلك الملف ؟ المنظمة نفسها معقول ؟ هم مئات الأشخاص و يملكون نفس الهدف ، و حالات الاختفاء الست سنوات الماضية ازدادت بعد وجود تلك العصابة بنفس ازديادها الآن بعد عودة عملهم ، الفندق الذي فيه أصوات ناس تعذب دليل على أن تجارتهم تجارة بشر الآن ، أذكر أنهم عصابة تعمل في الدارك ويب لذا فإن هذا النوع من تجارة ليس جديد عليهم، و أيضاً توماس يلاحق أحمد للآن ، و حادثة إطلاق نار الفندق كانت لقتل أحمد ، و هم أرادوا قتل ستيسي و أيميلي لأنهم عرفوا بخطفهم لأخوتهم كما أرادوا قتل أحمد لمعرفته بموضوع تعاملهم مع مدرسته و لأنه عرف بمقتل أصدقاءه.
كل شيء وضح الآن ، أنا أواجه عدوي قبل ست سنوات من جديد ، لذا لدي بعض الأدلة الأخرى لأصل لهم.
هذه المرة ستكون المواجهة الأخيرة و أنا متأكد."
نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن