... يقولون أن النار و الثلج خطان متوازيان لا يلتقيان ، لأن الثلج ممكن أن يطفئ النار ، و النـار يمكنهـا أن تذيب الجليد ، فـ إذا إشتعلت النـار يمكنها أن تحرق كل شيء أتى أمامهـا ، و إذا ذاب الجليـد يمكنه أن يغرق الذنيا و ما فيها ، فـ ماذا لو إلتقيا هذان الشيئان !! ...
... بِـ مكـان مهجور ، كانت هنَاك إمرأَة تضعُ مولودها ، كانَ المطَر غزير ، و هِي كانت هنَاك مستلقية على الأرض ، تبكي و تصرخ بـ شدة ، إنه وجع الولادة القاسي ، الذي يكُون بـ ألم كسر الأضلع و أشد منه ألما ، وضعت المرأة مولودها ، و قطعت الحبر السري بـ سكين كانت تحمله معها ، رفعت مولودها و وضعته بـ حضنها ، لـ ترى إذا كانت فتاة أم صبي ، لكنها كانت فتاة ، فتاة أتت لـ الذنيا ك غلطة من المسمى بالحب ، الحب الذي قسى على قلب إمرأة ، و حطمها ، و أخد منها شرفها ، و رماها كما ترمى الأزبال ، مع بطن تكون بها كائن من الحرام ، لفت إبنتها الصغيرة بـ وشاح ، و إنتظرت هناك حتى توقف المطر ، و وقفت و هي تحمل صغيرتها بين يديها ، و ذهبت تبحث عن مكان تضع به إبنتها لـ يحملها أحد من المارة و يحميها من فساد المجتمع ، و من الذئاب الذين تكسوهم ملامح البشر ، هناك وجدت منزلا واضح على أصحابه أنهم مازالوا مستيقظين ، لأن الأضواء كانت تسطع من النوافذ معلنة على أن هناك من مازال مستيقظا بـ ذاك المنزل ، وضعت إبنتها أمام الباب ، و خلعت سلسال من عنقها ، و وضعتها فوق إبنتها ، و قبلتها بـ جبينها أخر قبلة ، و قالت ..
أتمنى أن تسامحيني يا إبنتي
.. هناك طرقت الباب ، و عندما سمعت أحدهم قال ..
نعم ! من هناك !
.. قد هربت و تركت إبنتها ورائها ، كانت إمرأة من فتحت الباب ، و لما وجدت الصغيرة أمام منزلها قد حملتها و هي تحذق هنا و هناك و تتسائل من وضع تلك الطفلة الحذيثة الولادة أمام منزلها ! ، لكنها لم ترى أحدا ، دخلت لـ منزلها ، لـ يأتيا صبيان ، ثوأم ، ذو السابع من عمرهما ، و قال واحد منهما متسائل ..
من هذا يا أمي !
.. لـ يأتي الزوج و قال متسائل ..
أين عترثي على هذا الطفل يا ميساء !
.. لـ تقول بعدما جلست علي كرسي ..
سمعت طرقات على الباب ، و لما خرجت لم أجد أحدا غير هذه الطفلة