أول مرة

20 3 2
                                    

حل يوم جديد و سارت الأمور كما تجري العادة... كانت كيان لا تفك عن التفكير بكل ما قاله ترانيم لها و قلبها يخفق بشدة كل ما تفكر بكلماته عندما نادته بمولاي ... لم تكن تفهم ماللذي تشعر به بالضبط... سعادة...شك...حيرة...حزن و هل أن كلامه حقيقي أم كذب...
أمضت اليوم في غرفتها لا ترضى أن تتكلم مع أي شخص

**************

كانت قمر قلقة بشدة... فهي لا تعرف سبب إعتزال كيان للجميع... ضلت تتكأ على الباب في حيرة من أمرها عسى أن تدخل أو تمكث بالخارج ... في تلك اللحظات كان سوار مارا من هناك في حين رآها تراجع على الفور ليختبأ فقد ظل يتجنبها منذ أن اعترف لها بمشاعره فلم يعد قادرا أي ينظر إليها في وجهها... إلا أن خصلة من شعره ظلت تطل من مخبأه و قد فطنت قمر بذالك فقالت:
_من هناك؟
إرتجف جسده و لم يتحرك... فشعرت بالفضول و تقدمت لترى من هو و ماإن لمست كتفه حتى صاح كليهما بشدة... صرخ هو من هول الصدمة أما هي فقد صاحت من رجفته المفاجأة ... فتدارك سوار الأمر محافضا على رجولته:
_أحم...آسف على إفزاعك لقد كنت مارا من هنا و أحسست بالدوار لذا توقفت هناك...
كانت كذبة مكشوفة لا يصدقها طفل رضيع..إلا أن قمر إبتسمت و أجابت:
_هكذا إذا... فهمت!
_أوه... أجل أجل هذا جيد... على كل لماذا بديت مترددة في دخول غرفة السيدة هل من خطب ما... أقصد لقد رأيت ذالك بالصدفة... لم أكن أنظر إليك
_إنها لا ترغب في مقابلة أحد ... بدى عليها الإنزعاج من الأمس فور عودتها إلى غرفتها في الصباح..إلا أنها لم تطلب العزلة بل قضينا و قت ممتعا حتى تأكدت تماما من نسيانها الأمر المزعج الذي أبت إخباري به..أما اليوم فقد حصل شيء غريب كانت هنا منذ الصباح قضت ليلتها في غرفتها و كان السيد ترانيم هنا أيضا وليس في غرفته كما تسري العادة... ذهبا لتناول الإفطار... ثم عادت و هي تأبى الكلام أو التحدث مع أي شخص...
_ لقد فهمت... لا تقلقي يا قمر... لدي الحل ! سيكون الحل جاهزا في 5 دقائق كحد أقصى
أكمل كلامه و أنطلق جريا إلى ترانيم...ليس قلقا على كيان لكنه لا يريد رؤيت محبوبته قلقة.. دفع الباب دون سابق إنذار كما كان على هيئته كثعلب لزيادة سرعته و صرخ:
_سيدي! سيدي! إن...إن كيان ليست ب خي... أين هو؟
لحق به سوار ركضا إلا أنه لم يعثر على أي أثر له حتى وصل الغرفة كانت قمر جاثية عند الباب:
_ فسألها ماءا هناك؟
_إنه الملك! لقد جاء مسرعا ...لم أره من قبل بهذه الحالة... ماللذي يجري يا ترى!
_أششش إنه الحل... تعالي لنستمع إلى ماللذي سيحدث من خلال الباب
و أخذ يقترب من الباب لوضع أذنه بقربه

**************

كان ترانيم قد إنطلق على الفور إلى غرفتها فور رؤية سوار على تلك الهيئة و سماع إسم كيان... فقد ظن أن مكروها قد أصابها... دفع الباب بيديه و دخل مقفلا الباب بسرعة فإذا بوسادة تستقبل و جهه
_ألم أخبركم بأن لا تدخلو!
أمسك ترانيم الوسادة قبل أن تلمس وجهه بلحضة:
_لماذا تبدين بخير؟
_ماذا؟ و لم لا أكون بخير!
_لقد جأني سوار في حالة فوضى و خادمتك تبدو مذعورة ضننت أن مكروها قد أصابك!
_لا أنا بخير، إنقلع
مدت يدها لتضربه بوسادة أخرى و تقول في نفسها(أنت السبب)
فإذا به يلتقط الوسادة الأخرى أيضا و يتقدم في إتجاهها و هو يقول:
_ألا تعلمين أنه لا يجوز طرد ملك من غرفة في قصره! و خصوصا أنها غرفة زوجته!
_اوه حسنا... لكن أنا بحاجة لمساحة شخصية أريد البقاء لوحدي!
رمى الوسادة في إتجاهها لتضربها بوجهها و هو يجيب:
_وحدك؟ تقصدين وحدنا أليس كذالك؟! لماذا تبدو كياني في مزاج سيء؟
و بعد أن أنهى أرسل الوسادة الثانية بإتجاه وجهها ثانية ثم أكمل إقترابه
_توقف عن ضربي بالوسادات!...
_أليس هذا ما كنتي تفعلينه لي منذ دخلت غرفتك؟
_يالك من وغد حقير!
جلس إلى جانبها على السرير و أجاب:
_هل تستمتعين بإهانتي؟
فضحكت و قالت:
_أجل نوعا ماا
_هكذاا إذا!.... على كل لماذا كنتي ترغبين في البقاء وحدك؟
_لا شيء مهم
بدى الغضب على ملامحه و ضرب السرير بقوة:
_أخبريني بسرعة ! لا تختبري صبري و لا تغضبيني أكثر من هذا!
وقفت و بدأت تبتعد :
_لا شيء مهم..
حاصرها بإتجاه الجدار وقال:
_هل تقولين عن شيء أزعح زوجتي شيئا غير مهم؟
_توقف عن التمثيل و مناداتي بزوجتي!و إبتعد أيضا!
تجاهلها و واصل الإقتراب و أجاب:
_لا أناديك بزوجتي؟... ألا تصدقين أنك كذالك؟... هل ترغبين أن أثبت لكي انك زوجتي بالفعل و أستطيع أن أفعل بك ما أريد؟
_لا أتحدث عن ذالك... لكن لا شك أنه بعد مرور سنة...س....سأعود إلى بيتي و ستتزوج فتاة تحبها بالفعل و تكون زوجتك بحق...
_هل أنتي غيورة؟
_لا... ماللذي تهذي به
_نعم..  نعم ... أصدقك... على كل لا أملك أي نية للتزوج مرة أخرى...و من قال أنني لا أحبك
وقال في نفسه(لن أدعك تغادرين أبدا فقد أخطأتي بجعلي أحبك يا صغيرة)
_لا يهم... ما شأني بذالك ... فقط كنت أخبرك بأن لا تأخذ زواجنا بجدية...
حاصرها أكثر إلى الجدار بيديه و صدره و سأل عن طريق المزاح فهو يعلم أنها غير متعودة على الرجال من خلال ردات فعلها:
_هل هناك رجل تحبينه...و ينتظرك بالخارج؟
أحابت بثقة:
_نعم.. بالطبع... إنه وسيم للغاية و طويل القامة لديه عضلات ضخمة و دائما ما يعتني بي إنني أحبه حقا أظن أنه يحبني أيضا و...
قاطع كلا مها رؤيت وجهه اللذي بدى عليه الغضب الممزوج بالصدمه و ضلمة عينيه التي بانت للتو و بدء فجأة بضرب الحائط بيده بقوة بإستمرار و هو يصيح :
_أصمتي! أصمتي! ... تبا! أغلقي فمك! تبا!
بدى منفعلا بشدة و قد جن جنونه لدرجة أن الألم قد بان على صوته
إرتعشت كيان و أخبأت وجهها تحت يديها من شدة الخوف و أجابت:
_ترانيم... إنني أتحدث عن والدي...
عند سماع ذالك الكلام توقف عن ما كان يفعله و قد خارت قواه و أنزل رأسه على كتفها بهدوء و لم تشعر سوى بدموع تنهمر فوق كتفها...
عندها عرفت كيان صدق مشاغره اتجاهها و ماإن همت بالنظر إلى الأرض أغمض عينيها وقال:
_لا تنظري! أنت تخافين الدماء
فأمسكت بيده و أبعدتها عن عينيها في هدوء و بدأت بالمسح عليها...فإذا بشعاع يضيء في الجرح ...
بدت الصدمة الشديدة على وجهيهما و لم يدم الوقت طويلا حتى أغمي على كيان ... حملها بسرعة قبل أن تقع و لم يعد يشعر بالألم في يديه... فأعاد النظر إلى الحائط اللذي أوشك على الإنهيار من قوة الضربات و قال:
_لولا ذالك المنظر لضننت أنني أتخيل...
حملها بسرعة نحو الباب .. ما إن فتح الباب حتى قفز سوار بعيدا و كأنه لم يستمع لشيء و تظاهر بكونه منشغلا بالحديث إلى قمر اللتي كانت قلقة على سيدتها.... سارع ترانيم إلى المصحة و تركها تحت رعاية أكثر الأطباء خبرة و ماهي إلا لحظات حتى خرج الطبيب مخاطبا ترانيم:
_لدي عديد الأخبار الصادمة... أولا زوجتك هجينة تعتبر نصف قمر و نصف بشرية عادية...حسب معلوماتي فإن قوتها تفوق قوة القمر العادي فهي تقريبا قوة قمر و نصف... كما أنني لاحظت كون قدرتها كانت مختومة بداخلها بالإظافة إلى قدرة شخص آخر... عموما ختم كهذا يوضع على الرضيع فور الولادة و لا يفك إلا عند وقوعه في الحب... و نظرا لحالتها فهذه اول مرة تستعمل فيه السحر...عموما إنها بخير و ستستفيق لاحقا
بدت السعادة العارمة على وجه ترانيم ٱلا أنه حاول جاهدا إخفاءها و تكلم في برود:
_شكرا لك... عليك التكتم بهذه المعلومات فهي غاية في السرية!
أومأ الطبيب برأسه و غادر
عندها دخل ترانيم إلى كيان و قال:
_هكذا إذا يبدو أنني لست الشخص الوحيد الواقع في الحب هنا!.... يالها من شقية!
*********
خارجا عن الموضوع... عزيزي القارء في سفرتنا الأخيرة و بين خفايا بعض الكلمات قالت تيتي أنها ستترك شيئا ما في كيان سيكتشفه زوجها في المستقبل... كان ذالك قوتها السحرية كاملة بالإضافة إلى ذكرياتها و قامت بختمهم فيها فور ولادتها

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن