في عيد ميلادي الثامن عشر سأهرب من البيت و ارحل الى بلدة نائية و اعيش في مكتبة صغيرةقصه تشبه القصص الخرافية لكن صدقوني ليست كذالك
حين اغادر المنزل لا آخذ من منزل أبي مالاً فقط فحسب، بل ايضاً مصباحاً يدوياً قوي الإشعاع و نظارة شمسية
سماوية اللون لأخفي سنّي الحقيقياسحب من عمق الدرج آخر صورة فوتوغرافية تجمعني انا و اخي الأكبر حين كنا صغيرين، نقف على الشاطئ و نبتسم يقف هو جانبياً فيغطي الظل نصف وجهه و يشطر ابتسامته الى نصفين، اما انا فأنظرمباشرة الى الكاميرة مبتسماً و كلانا يرتدي ثوب سباحة فثوبه اسود اللون من قطعة واحدة مزين بالنجوم اما ثوبي هو سروال ازرق قصير فضفاض و قديم الطراز و احمل عصا بلاستيكية و زبد الموج يغسل اقدامنا ولا احد سوانا على الشاطئ
من الذي التقط لنا الصورة؟ متى؟ وكيف؟ ليس لدي ادنى فكرة
لم أبدو سعيداً هكذا؟ ولماذا احتفظ أبي بهذه الصورة دون
سواها؟ الأمر كله غامض تماماً لا بد من أنني كنت في التاسعة من عمري، وأخي في الثالثة عشر هل كنا على وفاق هكذا حقاً؟ لا أتذكر أنني ذهبت إلى الشاطئ مع أسرتي لا أذكر ذهابي معهم إلى أي مكان و مع ذلك لا يهم.يستحيل أن أتركها له لذلك أضعها في محفظتي ،ليس لدي صور لأمي رماها أبي كلها .
بعد تفكير اخذ ايضاً الهاتف المحمول انا احتاج الى الضروريات فقط فإختيار الملابس هو الأصعب سأحتاج إلى سترات وملابس داخلية، وماذا عن القمصان والبناطيل والسراويل القصيرة، والمعطف ؟ سلسلة لا تنتهي
لكنني واثق من أمر واحد فقط، وهو أنني لا أريد السير في مكان حاملاً على ظهري حقيبة ضخمة ملفتاً لأنظار الناس اجعلهم يصرخون "انظروا أيها الناس إلى هذا الهارب!"
فسرعان ما سأجد نفسي محاطاً برجال الشرطة الذين سيعيدونني مباشرة إلى البيت ،هذا إذا لم ينته بي الأمر في قبضة عصابة ماعيد ميلادي الثامن عشر هو الوقت المثالي لكي أهرب من المنزل
قبل ذلك سيكون مبكراً جداً، وبعده سأكون قد فوت الفرصةنادراً ما اتحدث مع الاخرين بإستثناء الخادمة التي تأتي الى منزلنا يوماً بعد يوم اما ابي؟ أنا وأبي نتجنب رؤية بعضنا مع أننا نعيش تحت سقف واحد لكن نظامنا اليومي مختلف تماماً، فهو يقضي معظم وقته في الحانات و أنا أفعل ما في وسعي لكي أتجنب رؤيته
المدرسة التي أرتادها خاصة بأبناء الطبقة العليا جميع الطلبة أنيقو المظهر، متناسقو الأسنان، ومملون إلى أقصى الحدود فبديهي ألا يكون لي بينهم أي أصدقاء لقد أحطت نفسي بجدار لا أدعو أحداً إلى داخله ولا أغامر بالخروج منه و من يمكن أن يحب شخصاً مثلي؟ لذلك يراقبونني عن بعد ربما يكرهونني أو حتى يخشونني، لكنني مرتاح لأنهم لا يزعجونني
قبل فراري من المنزل أغسل يدي ووجهي وأقص أظافري وأنظف أذني وأسناني آخذ وقتي في هذه العملية فأن يكون المرء نظيفاً هو أهم ما في الوجود، أتأمل وجهي في المرآة هذه الجينات التي ورثتها عن والدي فإنني لا أتذكر هيئة شكل أمي
اطفئ النور و اخرج من الحمام انظر حولي و أخذ نفساً عميقاً
حان الوقت تقريباً لأقول وداعاً أحمل الحقيبة وأعلقها على ظهريأخذ التذكرة من مكتب الحجوزات وأصعد إلى الحافلة الليلية إنها أرخص طريقة للذهاب إلى بلدة انشيون، لا ألفت أنظار أحد ولا أحد يتساءل عن سني أو يرمقني متشككاً والحافلة هادئة بشكل مخيف، سنصل انشيون في الصباح بعد 10 ساعات فأرجع مقعدي إلى الوراء وما إن أستلقي حتى يبدأ وعيي بالتلاشي تدريجياً ثم أغفو ، يهطل مطر غزير عند منتصف الليل تقريباً أصحو من حين لآخر لكي أزيح الستارة عن النافذة وأتأمل الطريق
تجاوزنا منتصف الليل يخطر لي فجأة ها قد أتى
عيد ميلادي الثامن عشرانظر لمن حولي الجميع نائم لذلك أقفل الستارة وأعود إلى النوم.
——————————————
اقدر اقول اخيراً رجع لي الشغف؟البارت الأول حبيت اركز على ادق التفاصيل عشان كذا ممكن تشوفونه طويل شوي و السرد اتمنى يكون واضح لكم~
أنت تقرأ
RUNNER
Romanceجيسونق الفتى الشاب الذي يبحث عن معنى للحياة ويسعى للحرية ولكن الأقدار تأخذه للإتجاهات الغير متوقعة.