(2)جثة و مسدس !

74 6 7
                                    


كان تنفس تايو سريعا و غير منتظم . كيف له ان يكون منتظم بينما هي ترى جثة غير واضحة لأكثر شخص احبته في هذه الحياة

_فلاش باك_

و مجددا حتى بعد صوت سيارات الشرطى في كل مكان لم تشعر تايو بالرغبة القوية للنزول و تفقد ماذا هناك ، حسنا لن تنكر انها كانت فضوليه قليلا لكن لم يكن يستدعي الأمر أن تذهب و ترى ماذا هناك و ماذا دها العالم فجأة

[اصوات السيارات مزعجة . الذهاب و رؤية ماذا هناك ؟ .. كلا هذا ممل و انا اكسل من فعل ذلك]
مرت دقيقة و الأصوات تزداد ازعاجا بالنسبة لتايو لذا لم يكن أمامها سوى الذهاب و رؤية ماذا هناك . لسببين : اولا شعرت أن هناك شيء يحثها على الذهاب و ثانيا لأنها لا تقبل بأن يتم إزعاجها من قِبل شيء لا تعرف ما سببه !

وضعت يدها على عيناها لبضع ثواني ثم وقفت بحماس و همة لترى ما يحدث خارجا . خرجت من الشقة . هم يعيشون في عمارة سكنية من تسع طوابق . هي و سومي في الطابق السابع و تحتاج للمصعد للنزول و لكن اليوم بالذات كان على المصعد بعض الإصلاحات مما جعله غير قابل للاستعمال.  تذكرت تايو هذا و تأفأفت قليلا ثم فكرت بالعودة و الجلوس مجددا لكنها ابعدت الفكرة و خرجت من الشقة متوجهه لسطح العمارة ففي النهاية السطح أقرب . صعدت تايو على السلم طابقين للأعلى وصلت أخيرا للسطح . تقدمت للسور الحديدي الذي على السطح  لترى بشكل افضل و لكنها وجدت ..

سيارات شرطة حوالي ثلاث و ا سيارة اسعاف واحدة . و بعض المدنيين المتجمعين في الأسفل بعضهم ممسك بهواتفهم مصورين للمشهد لنشره لاحقا اما عن البعض الآخر فكانو ينظرون دون فعل شيء . و من ناحية أخرى كانت هناك جثة أخرى تحتها بركة من الدماء ... لفتاة ذات شعر اسود . هذا الشعر الأسود كان مألوف لتايو كما لو كان شعر ..

-سومي!!

لم تكن تايو متأكدة تماما من هوية الشخص . غير متأكدة تماما أن كان هذا رجل أو فتاة لكن هذا الشعر كان مألوفا بطريقة او بأخرى كافيا لجعلها ترتعش لثواني . بدأت انفاسها تصبح سريعة  و قلبها ينبض بسرعة . قلقها من أن تكون تلك اختها الكبرى.. خوفها على من اعتنت بها . لكن الادرينالين كان مرتفعا لذا لم تستطع التحرك حتى رغم ذاك الخوف .. الخوف على حياة اخرى غير حياتها .. ببساطة هذا ما يسمى  بألم الفقدان

شعرت بنقرة على كتفها

التفتت بسرعة تحت انفاسها المتسارعة و عيناها المتسعتان

-تايو ؟..(ابتسامة) كما توقعت ~ انتي هنا !... هل تشاهدين ما يحدث ؟.. هناك جثة تقريبا ..يجب عليكي تغطية عينك . صحيح ؟ تايو !

قالت سومي بمرح لتايو . لم تكن تلك سومي . كلا لم تكن هذه بشرا من الأساس .. شبح ؟لا هذه خرافات غير حقيقية . ذكرى ؟ لا ما هذا بحق الجحيم لم تمضي حتى بضع ايام على موت اختها لتتذكرها هكذا . هذا كان وهما . وضعت تايو يدها على خد ذاك الوهم . من يراها يقول انها مجنونة حقا و هذه كانت كويرك سومي تحت مسمى الوهم __

____|لوهم|______________
| و هي قدرة تسمح لمستعملها بخلق وهم
|يستمر لأيام و كلما طالت الفترة كلما كان ذاك
|الوهم متذبذب و غير ثابت و لكنه يستمر و
|الشرط لضمان استمراره حتى دون أن يكون
|شفافا هو استعماله لساعة واحدة فقط

وضعت تايو يدها على خد سومي ،.. وهم سومي و لكنها لم تلمس شيء . لقد لمست الهواء فحسب . هذا ... هذا يدفعها للجنون كيف هذا ؟؟؟المسها لكنها غير موجودة ! هل جننت ؟؟

رغم ان تايو فكرت بهذا داخليا و لكن وهم سومي كما لو كان يفهمها تماما . يفهم افكارها من الألف للياء
-كلا
قالت سومي بهدوء و رفعت يدها _صوت صفع_

  صفعة قوية على خد تايو. هذا لم يشكل اي علامة على خدها و لكنه آلمها كما لو كان حقيقيا

-الن تذهبي و تري ماذا يحدث؟ انها انا !!

أمسكت سومي بغرة تايو بين اصابعها بقوة . كون تايو كانت على الأرض جالسة بسبب الصفعة القوية الغير موجودة فهذا جعلها تبدو مذلولة للغاية

- لما لا تتكلمين تايو ؟ هل اكل القط لسانك ؟.. مؤسف!! هل تعلمين لما ؟

قالت سومي بجنون و عيناها متسعتان مع ابتسامة مجنونة أظهرت اسنانها

- انها جثتي ! يجب أن تريها ! يجب أن تكونِ حزينة مذعورة و مكتئبة !! لما لا ترين؟ الا تريدين حضور موتي !! الا تريديني؟

- لا .. لا انا فقط لا يمك__
-حلوتي .. الا تريديننني ؟.. مؤسف
قالت سومي و تصنعت تعابير الحزن و تركت شعر تايو و صفعتها مجددا
-...
-ماذا ؟.. لما الصمت ؟ ظننت انكِ ستنتقمين مني . الا يمكنك ضربي ؟ انتِ عاطفية للغاية

-اختي ..سومي .. أنا أعتذر.. آسفة .. لن افعل !! سأذهب ..سأرى .
كانت تايو ترتجف و صوتها يرتعش. ابتسمت سومي بعد ان سمعت هذا و ابتعدت عدة خطوات للوراء لكنها قبل أن تفعل هذا هي اختفت .

__نهاية الفلاش باك__

كانت تايو تنزل بسرعة من السلم و انفاسها مرتجفة و متسارعة . خافت مما رأته و خافت من كون تلك اختها حقا ..

بسرعة نزلت من الدرج و هي تلتقط انفاسها أثناء دخولها لحشد من الناس المتجمعون و عبرت من بينهم و بعضهم يشتمها لأنها قاطعت تصويره.  كانت الشرطة تلف الجثة بالقماش . آخر شيء رأته تايو كانت عين الجثة،  ملامحها و هذه كانت سومي بالفعل .. لم تستطع تايو الصراخ او التحدث حتى . كما لو تجمدت عروقها... شعرت. بيد تربت على رأسها . كانت تلك وهم سومي التي كانت لديها ابتسامة على وجهها بينما نظرت للجثة و لم تنظر حتى لتايو

بدأت الأمطار تهطل ببطئ كرذاذ و ازدادت ببطئ

-أرأيتِ ؟.. أنا هناك
نكقت ذات الشعر الأسود بهذا و لديها ابتسامة على وجهها دون النظر لتايو .

لم تستطع تحريك انملة

شعورا موحشا








(Illusions / اوهام) ~ {Bnha}(بنها)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن