القُماش الأبيَض

0 0 0
                                    

هل يُمكن أنني أحلم ؟ وكلّ ما حدَث سيَختَفي ؟
أشعرُ بالفِراق الدّاخلي ، لا تُوجد حياة بسببَ ما فعلوه بي ، تباً ، إنهمَ قادمون ، أرجوكم أُريد المُساعَدة ...
تَرمي فتاةٌ صَغيرةٌ القَلمَ خلفَ السّريرِ وتضعُ قماشاً ابيض
في جَيبِها ، فُتح الباب ودخل رجلٌ عِملاق يَلبس نظّاراتٍ
مُربّعة الشّكل تُغطّي ملامحَ وجهِه ، يَرتدي ملابس بيضاء
رثّة مثل الأطبّاء المَجانين !
بدأت الفتاة تتراجَعُ للوَراء إلى أن التصقَت بالجِدار وبدأت بالصراخ : 'أرجوك توقّف .. توقّف' !!
أكمل الرّجل التّقدم نحوها والفتاة تصرخ مُستَنجِدة :
'ساعدوني ... ساعدوني!' . لكن ما من مُجيب . أمسكها الرّجل ووضع يدَهُ على فمِها ثم خرجا من الغُرفَة ، كانت تُحاول أن تَتفلّت منه لكن لم تستطِع أن تفعلَ شيئاً بسبب يَديه الضّخمَتين !
ابتَعدا عن الغُرفة وكانا بقربِ غُرفة أخرى وهما يتقدَمان ، توقّفت الفتاة عن الحَركةونظرَت للرّجل بأعيُن باكية ، أبعدَ الرّجل يدَه عن فمها وتحدّثت الفتاة :
- هل يُمكن أن أنظُر للنّافذة ؟
التفتَ الرّجل للنّافذَة وقال بوجهٍ مُبتسِم :
نعم بالتّأكيد ، لكِ ذلك ، قريباً سوف ترين أسوأ أيامكِ .
ذَهبت الفتاة تِجاه للنّافذة وفَتحَتها وبَدأت تنظُر للغيوم الصّافية والقَمر المُكتمل بينما كان الهواءُ البارد يُلامسها ، بعدها شعَرت الفَتاة بلَسعة برد ورَجفَة خَفيفَة ، تنفّسَت الصّعداء ثم أخرجَت القُماش الأبيض من جيبها ورَمتهُ بطَريقَة لم يَشعُر بها الرجُل !
أمسكَ الرّجل كتفَ الفتاة وقال لها بأستِغراب :
- لماذا يُوجد تَمَزُق في بدلتِك ؟!
الفتاة وهي تُحاول إخفاء معالم التّوتّر على وَجهها :
- لا أعلم ، كم المُمكن أنهُ حَدث بسَببك .
أمسكها من يَدِها وجَرّها للغُرفة وبعد أن وصلت أمام الباب توقّف عندهُ ومدّ يدَه الضخمة ليُدير المَقبَض الذي لا يُساوي شيئاً بجانب يده ، فَتحَه ثمّ دفعَ الفتاة بالقوّة ، بينما كان هو في الخارج والفتاة تنظُر له وهي ساقطة بالأرض بخوفٍ وَرُعبٍ شَديد مما سوف يَحدُث لها خرج صوت حادّ وبَشِع وسُحِبت الفتاة بِسُرعة فائقة من مكانها وصَرَخت صرخةً مَدوية لتَصل لمن كان في الخارج ...

                 ********************

أمسكَ شابٌ بعمر 16 عاماً بالقُماش الأبيض ثمّ بدأ يَقرأ
بأعيُن مُتوترة ... وبعدها بثوانٍ مَعدودة سَمِعَ صوت صرخة مدوية ترددت عبر أُذنه هو وصاحبه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصص رعب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن