الفصل التاسع عشر : ( رسالة ! )

71 2 7
                                    

إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا و نحن احياء ..
محمد الماغوط
____________________________________________

شعرت بخوفه الذي يداريه خلف انفعاله و هو يصيح : أنتِ اتجننتي يا ( بتول ) .. ايه اللي أنتِ بتعمليه ده ؟
لم تهتز و لم ترمش بعينها حتى ، فأكمل يحاول تهدئتها : طب اهدي و نتكلم بالراحة ..

اقترب منها فصرخت به : ابعد عني يا ( عمرو ) ، و ربي اللي خلقني و خلقك لو اتحركت خطوة كمان هفرغ السلاح ده كله فيك ..

- طب ليه كل ده ؟

ضحكت بسخرية و هي تسأله بألم : ليه ؟ بجد بتسأل ..
رمت السلاح بعيدا و هي تصيح بإنفعال جلي ظهر على ملامحها : انت كنت فين يا ( عمرو ) ؟ .. انا كنت بموت ..
طالعها ببرود و أكملت هي : أنا عمري ما لقيتك في اي موقف ببقى محتاجاك فيك .. أنا الغريب وقف جنبي و انت فضلت قاعد و لا كإنك مشغلني في الفاعل ..
تصرخ بإنهيار و هو يتابع حالتها : أنا كنت بقولك أنا تعبانة و كنت بعيط من وجعي و نظرة الناس ليا و انا مليش حد أسند عليه .. انت واحد ####

احمرت عيناه بشدة عندما سبته ، فقالت بحدة : أيوة انت كده فعلا .. و من زمان على فكرة ، بس كنت بقنع نفسي انك مش كده ..

تغيرت ملامح وجهه بينما هي تردف : انت طول الوقت كنت بتغير مني عشان بابا كان بيعاملني احسن منك ، بقيت دلدول كلمة تجيبك و كلمة توديك ، بقيت كلب ماما و اي حاجة تقولك عليها تعملها علطول من غير ما تفكر .. زيك زي الكلب تروح تهبش فيا و تضربني عشان ماما قالتلك كده ، بقيت نسخة منها في كل حاجة .. حتى في كرهك ليا .. أنا عارفة ده من زمان ، بس كل مرة بقول لنفسي يمكن يبقى كويس ، بس انت هتعيش شبه امك و تموت شبهها ، انت بتشمت فيا يا ( عمرو ) .. و انت اللي اشتركت مع ( عاليا ) عشان تمضيني على الورث اللي ( حسين ) سايبه ليا ، انت مفكرني نايمة على وداني مش كده ؟ مفكرني هخاف منك زي الأول ؟ .. بس الحق على امي اللي كبرتك على كرهك ليا ، عشان كانت دايما شايفة إن بابا بيحبني اكتر منها و منك .. مش هنسى كل علقة و التانية لما كانت باخدها منك على أسباب تافهة ، و اغلب الوقت مش بتبقى عارف انت بتضربني ليه اصلا ، و كمان كنت شاهد على جواز ( معتز ) و ( عاليا ) العرفي .. و كل أسراري كانت بتوصلها على طبق من دهب ، عشان اللي مني بيضربني في ضهري ..

دفعته بصدره و هي تبكي بألم صارخة : يا حقير .. أنا مكنتش استحق اني اتحب يا ( عمرو ) ؟ ، ازاي تعمل فيا كده ، انت لو كنت طلبت مني عيني كنت هديهالك ، ليه تعمل فيا كده ؟ ..

دفعها إلى الحائط فإرتدت إلى الحائط تتأوه ، يحاول اقناعها و هو ينظر في عينيها يردد بنبرة مرضية أظهرت مدى غله : لا ده اللي حصلك ده خلاكي مجنونة ..
تعجبت من طريقته و قالت بخوف شديد منه : ابعد عني ..

لم يأب بطلبها بالإبتعاد ، بل امسك يديها يحثها على النظر إليه : لا لا انتِ مجنونة ، أمك طول عمرها كانت بتقول عليكي إن عندك عرق لاسع .. اللي حصلك ده زود الموضوع عندك ، أنا هخلص منك خالص .. أنا معايا كل حاجة تثبت انك مجنونة و هخليكي تقضي طول عمرك في مستشفى المجانين ..

حَتى اَتَاهَا اليَقِينْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن