إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا و نحن احياء ..
محمد الماغوط
____________________________________________شعرت بخوفه الذي يداريه خلف انفعاله و هو يصيح : أنتِ اتجننتي يا ( بتول ) .. ايه اللي أنتِ بتعمليه ده ؟
لم تهتز و لم ترمش بعينها حتى ، فأكمل يحاول تهدئتها : طب اهدي و نتكلم بالراحة ..اقترب منها فصرخت به : ابعد عني يا ( عمرو ) ، و ربي اللي خلقني و خلقك لو اتحركت خطوة كمان هفرغ السلاح ده كله فيك ..
- طب ليه كل ده ؟
ضحكت بسخرية و هي تسأله بألم : ليه ؟ بجد بتسأل ..
رمت السلاح بعيدا و هي تصيح بإنفعال جلي ظهر على ملامحها : انت كنت فين يا ( عمرو ) ؟ .. انا كنت بموت ..
طالعها ببرود و أكملت هي : أنا عمري ما لقيتك في اي موقف ببقى محتاجاك فيك .. أنا الغريب وقف جنبي و انت فضلت قاعد و لا كإنك مشغلني في الفاعل ..
تصرخ بإنهيار و هو يتابع حالتها : أنا كنت بقولك أنا تعبانة و كنت بعيط من وجعي و نظرة الناس ليا و انا مليش حد أسند عليه .. انت واحد ####احمرت عيناه بشدة عندما سبته ، فقالت بحدة : أيوة انت كده فعلا .. و من زمان على فكرة ، بس كنت بقنع نفسي انك مش كده ..
تغيرت ملامح وجهه بينما هي تردف : انت طول الوقت كنت بتغير مني عشان بابا كان بيعاملني احسن منك ، بقيت دلدول كلمة تجيبك و كلمة توديك ، بقيت كلب ماما و اي حاجة تقولك عليها تعملها علطول من غير ما تفكر .. زيك زي الكلب تروح تهبش فيا و تضربني عشان ماما قالتلك كده ، بقيت نسخة منها في كل حاجة .. حتى في كرهك ليا .. أنا عارفة ده من زمان ، بس كل مرة بقول لنفسي يمكن يبقى كويس ، بس انت هتعيش شبه امك و تموت شبهها ، انت بتشمت فيا يا ( عمرو ) .. و انت اللي اشتركت مع ( عاليا ) عشان تمضيني على الورث اللي ( حسين ) سايبه ليا ، انت مفكرني نايمة على وداني مش كده ؟ مفكرني هخاف منك زي الأول ؟ .. بس الحق على امي اللي كبرتك على كرهك ليا ، عشان كانت دايما شايفة إن بابا بيحبني اكتر منها و منك .. مش هنسى كل علقة و التانية لما كانت باخدها منك على أسباب تافهة ، و اغلب الوقت مش بتبقى عارف انت بتضربني ليه اصلا ، و كمان كنت شاهد على جواز ( معتز ) و ( عاليا ) العرفي .. و كل أسراري كانت بتوصلها على طبق من دهب ، عشان اللي مني بيضربني في ضهري ..
دفعته بصدره و هي تبكي بألم صارخة : يا حقير .. أنا مكنتش استحق اني اتحب يا ( عمرو ) ؟ ، ازاي تعمل فيا كده ، انت لو كنت طلبت مني عيني كنت هديهالك ، ليه تعمل فيا كده ؟ ..
دفعها إلى الحائط فإرتدت إلى الحائط تتأوه ، يحاول اقناعها و هو ينظر في عينيها يردد بنبرة مرضية أظهرت مدى غله : لا ده اللي حصلك ده خلاكي مجنونة ..
تعجبت من طريقته و قالت بخوف شديد منه : ابعد عني ..لم يأب بطلبها بالإبتعاد ، بل امسك يديها يحثها على النظر إليه : لا لا انتِ مجنونة ، أمك طول عمرها كانت بتقول عليكي إن عندك عرق لاسع .. اللي حصلك ده زود الموضوع عندك ، أنا هخلص منك خالص .. أنا معايا كل حاجة تثبت انك مجنونة و هخليكي تقضي طول عمرك في مستشفى المجانين ..
أنت تقرأ
حَتى اَتَاهَا اليَقِينْ
Roman d'amourلعل كل الأقدار كانت سبب فى تأخر امنيتها .. هذه الدنيا لا تعطى كل شئ .. ربما تخطط لحياتك ثم يأتى كل شئ فى لحظة قاطعة يخبرك بأنه لا ينفع .. كمثل الموج الذى يأتي على غفلة فيقلب سفينتك رأسا على عقب ، حتى سألت نفسها ذات مرة متى سترسو سفينتها على الجزيرة...