قتلتني الوحدة

الفصل الثاني عشر .. نيران كلارا تشتعل

أصبحت كاترينا .. تلك الفتاة التعيسة .. تعيش بسعادة .. فالسيدة روبنسن أصبحت تحبها .. وكذلك أبناؤها انجلو ومارتين ..
وابنتها جين .. فأصبحت جين تحبها أكثر من كلارا فقد كانت تلعب معها في أوقات فراغها .. وتعطيها الحلوى والسكاكر .. مما جعلها تتعلق أكثر في كاترينا

عاشت كاترينا بسعادة في عمرها السادس عشر ..
لم يكن أحد .. يحتفل بيوم مولدها أو ما شابه .. فالكل قد أعتقدوا أنها ليست فرد من العائلة .. وأنها أيضا ليست من سكان مدينة لندن في بريطانيا ..
بل إنها .. فرنسية الأصل .. فأبوها ريوهارت .. كان يعيش في باريس ..
لكن ظروفه أجبرته على تركتها .. فذهب هناك وعمل .. ثم تزوج أمها وقد كانت أمها بريطانية ولكن جدتها - أم أمها - كانت فرنسية ..

نامي تعلم متى يوم ميلاد كاترينا السابع عشر فقررت أن تقيم لها احتفال ..
اتصلت بالسيدة روبنسن .. وأخبرتها بفكرتها ..
أعجبت السيدة بالفكرة وقررت أن تنفذها ..
وهي بدورها .. أخبرت جين وانجلو ومارتين ..

بدأ الجميع بالتجهيز من أجل الحفلة التي سوف تقام لكاترينا ..
ولكن ..
هل ستستمر هذه الفرحة ؟

لم تكن كلارا تعلم بالحفل .. ولكن في يوم من الأيام وهو قبل يوم الحفل بيوم واحد ..
دهشت أن الجميع منشغلون .. بأمر ما ..
حتى أختها الصغيرة جين ..
خرجت كلارا من الغرفة .. فرأت جين تحمل في يدها هدية فسألتها بتكبر :
" لمن هذه الهدية الجميلة ؟ أهي لي ؟ "
أجابتها جين وهي غاضبة :
" إنها ليست لك .. إنها لأختي كاترينا ؟ "
اتسعت عين كلارا ثم قالت بغيرة :
" ما الذي فعلته كاترينا لتستحق هذه الهدية ؟ "
قالت جين وهي تكمل سيرها :
" أخبريني من البداية أنك تغارين منها .. لأنها أجمل منك بكثير "
مضت جين وهي سعيدة .. ولأول مرة سيحتفلون .. بيوم مولد كاترينا
بينما كلارا قد غضبت وبدأت تركل ما في غرفتها ..

ثم بدأت تكلم نفسها في الغرفة ..
" لما كاترينا وليست أنا ؟ لماذا يحبها الجميع ولا يوجد أحد يحبني ؟ عائلتي تحبها أكثر مني .. تفضل تلك الفتاة المتبناة كاترينا "
ثم قامت برمي كل شيء على طاولتها .. وجلست عليها ..
وأخرجت من أحد الأدراج .. صورة كاترينا وقالت وكأنها تتحدث للصورة :
" أنتِ .. لقد سرقتِ مني حياتي وعائلتي وسلبتِ كل جميل في حياتي .. لماذا تفعلين بي هذا ؟ "
ثم حدقت نحو الصورة بعينيها البنيين .. وقالت :
" أجيبي ؟ "
ثم بدأت تضحك كالمجانين تماما .. وكأنها أصبحت واحدة منهم ..
ثم أمسكت بالقلم وخرقت الصورة وقالت :
" هذا أجمل شيء فيك يا كاترينا على رغم ما نقوم بك تظلين صامتة "

ثم نزلت للأسفل فوجدت سكينا .. فأمسكت به وقالت في نفسها :
" هذا سيفي بالغرض .. وسيكون يوم ميلاد كاترينا .. هو يوم موتها نفسه .. ويكون ذلك اليوم هو احتفالي "
أمسكت كلارا بالسكين وأدخلته في جيبها .. ودخلت الغرفة وأدخلته في صندوق ملون .. وقالت وهي تضحك :
" هذه هي هديتي لك كاترينا .. لن أشهد بعدها يوم وفاتك .. سأبقى في البيت أضحك كثيرا "
أصبحت غيرة كلارا تزداد .. وأصبحت كغيرة زوجة أب بياض الثلج من بياض الثلج نفسها وأكثر من هذه الغيرة ..

جاء اليوم المنشود وأخبرت نامي كاترينا أنها ستصطحبها معها للتسوق ..
لم ترفض كاترينا طلب نامي صديقتها العزيزة .. فتجهزت ولبست معطفها .. فقد كان البرد قارصا في تلك اللحظات .. لبست عقد أمها وحملت حقيبتها وودعت السيدة روبنسن .. لم تكن كاترينا تعلم بالحفلة .. وكذلك هي لم تكن مبالية .. بيوم ميلادها .. فهي تظن أنهم لن يحتفلوا .. بيوم مولدها ..

تسوقت كاترينا مع نامي .. وفي آخر اليوم جلستا بجوار البحر تراقبان الغروب
كان قلب كاترينا صافيا .. كصفاء السماء ولم تفكر أبدا في إيذاء أحد ..
عادت كاترينا ودخلت البيت ومعها نامي ..
فتبين لها أن الجميع .. أقاموا لها احتفالا .. ومن شدة فرحتها ..
بدأت دموعها تنهمر .. ولكن هل ستستمر فرحتها ؟

قطعت كاترينا الكعكة .. وفرحة الجميع تزداد أكثر ..
وحان وقت تقديم الهدايا .. قدم الجميع الهدايا وهم سعداء ..
وحان دور كلارا لتفتح هديتها أمام كاترينا وتهديها لها ..
مشت كلارا .. حتى وصلت أمام كاترينا مباشرة ..
فقالت لها كاترينا وهي مبتسمة :
" شكرا لك .. لأنك تكرمت لي بهدية "
نظرت كلارا نحو كاترينا .. بنظرات حقودة وقالت وهي تخرج السكين من العلبة :
" ساذجة .. وهل تظنين أني سأهدي من أكرهها هدية .. غبية .. خذي هديتك "
أخرجت كلارا السكين وغرزته بجانب ذراعها ..
شعرت كاترينا بنغزة في يدها .. لحقه الألم الشديد والدوار وبدأت تنظر بتشويش إلى ذراعها التي بدأت تنزف بشدة .. انصدم الجميع .. وهرولت نامي وانجلو خلفها ..
قالت نامي لكاترينا وهي تصرخ :
" كاترينا .. كاترينا .. كاترينا .. هل أنت بخير "
نظرت كاترينا نحوها ثم فقدت وعيها وبدأ جرحها ينزف أكثر فأكثر ..

نظرت السيدة روبنسن إلى كلارا نظرة تحمل الكراهية والحقد ..
ودموعها تتساقط على كاترينا .. بينما السيد روبنسن يحاول كبح دموعه .. التي بدأت تنهمر .. انجلو لم يصدق ما يرى أمامه .. فقبض يده ولكم كلارا لكمة أسقطتها أرضا .. وجعلت أحد أضراسها .. يسقط وينقلع من مكانه ..
وقال لها وهو يحترق غضبا :
" ما الذي فعلته كاترينا بك لتستحق كل هذا ؟ ألا يكفيك ما فعلت بها ؟ ألا يكفيك أنك سلبت كل جميل من حياتها .. "
لم تجبه كلارا .. بل استدارت نحو الحائط كي لا يحدق نحوها بتلك النظرات ..
اتصل مارتين بالإسعاف والشرطة فورا .. وقد بدت نظرات الكراهية على وجهه .. ثم بدأ ينتظر .. ثم تقدم نحو كلارا وقال :
" لقد خيبتي آمالي "
ثم تقدم السيد روبنسن وصفعها وقال :
" لن تعيش قاتلة .. في منزلي "
السيدة روبنسن وقفت مكانها بلا حراك من قوة الصدمة ..
بينما نامي .. بكت حرقة حتى فقدت وعيها ..

جاءت سيارة الإسعاف ونقلت كاترينا إلى المشفى والأطباء يحاولون إيقاف نزيف كاترينا .. بينما نامي وعائلة السيد روبنسن قد أصيبوا بصدمة ..
وجاء رجال الشرطة .. وقبضوا على كلارا ليستجوبوها ..
ترى ما الذي سيحدث بعد ذلك .. ستعلمون كل هذا في الفصل القادم

أعلم أن هذا الفصل مشوق .. فقد جعلته أكثر تشويق من أجلكم