chapter 35

291 19 94
                                    

🦋


***

المؤكد أن صفاء كل الأشياء التي شهِدتُها او عشتها لم يكن سببها بدايات فصل الربيع المنتظر، بدت الأشياء مختلفه تماما... تحت السماء الصافية، يلوح بريقٌ قويٌ في الطراوة يَنّسَابُ مارّا فوق سطح المشفى... وتظهر السماء الوانًا خلابة، زرقاءَ ذات إحمرارٍ وردي.

وتلك الأرض التي عادت إلى جفافها دون الثلوج التي اعتادت عليها عيناي.

الأشجار التي بلغت ذروتها وأظهرت أزهارها وأعشاشها، تُغطي أجذعها بها من ضوء الشمس فتكون ظلاً للمارة للإندساس تحتها.

كان يجيب تقبل رحيل الشتاء البارد... بثلوجه الكثيفة وبرده ورياحه.. رحل الشتاء القاسي، ولم يترك سوى ألمًا لكلٍ منا، رحل آخذا معه الكثير وها هو يقف خلف الفصول الأخرى ينتظر متى يحين مجددا، سيعود ببروده.... لكن هو لن يفعل....

.
.
.
.

تحت ظلمة الغرفة صُدرت الشهقات المتألمة، عَوِيلٌ وصل لمسامع النائمة فإذا بها تفيق طافحًا الكيل معها، لقد استمعت للأنِين وتحملته طوال الوقت، لكن إعْوالها كان كثيرا لها لتتحمله، فهي يكفيها حالها المرهقة وليست غادره على سماع اِستِعبار أحدهم.

كان اِنتِحَابها مؤلما للأذن، فأونهي أخيرا التفتت بظهرها لترى بيلا تجلس أمام الباب و البُكَاءُ يتصاعد و يخرج منها.

تَأَوُّهت بغرابه حين رأت وجهًا حِسّ يدَوِي وينتحب بدموعه بشكلٍ غريب... شكلٌ على غير عادته.

صوت الشَهِيق خرج من شفتيها حين رأت أونهي المنصرعه بعينيها المكدسة بالدموع.

شعرت بيلا بالحرج قليلا، لم تجد مكانا أفضل للبكاء سوى هنا ولم يخطر لعقلها ايٌ غيره... تصاعد الصُدَاح والصُرَاخ.. لم تستطع إمساك نفسها أكثر وأطلقت كل ما في داخلها أمام الفتاة المتعجبة من أمرها.

بقيا هكذا، مُنطرحة أمام الباب مطلقتا دموعها وصوتها معا، والأخرى تقابلها على السرير تطالعها بقلة حيلة ولا تقدر على قول شيءٍ يواسيها، كونها لم تفكر أساسا في ذلك.

في ذهن أونهي، كانت تستحق، ففتاةٌ مثلها يجب أن تبكي بأسوأ الطرق حتى تفهم، فلا حلٌ يحل تلك المشاعر المضطربه سوى بإفلات نفسك للواقع.

كانت أونهي تمقتُ بيلا بكل جوارحها، كُرهٌ لا يصدق وحتى مع عدم الاختلاط معها كُل ما سنحت الفرصة، أرادت خنقها بكلتا يديها.... غبائها وبكائها وشكلها المنكسر، لم يذكرها سوى بنفسها.... عاشت كما عاشت بيلا تماما... كانتا في وهمٍ حلو، حتى أدركت وفهمت أنه من الطبيعي أن يتخلى الإنسان عن البعض.

حتى وإن جمعتهم السنوات، في النهاية، سيتخلى عنك أحدهم لأنه تغير وسأم منك، لان طباعك لم تعد تلائم طباعه بعد اليوم.

أحِبيني فِريسيا || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن