بين الحب والانضباط

صداقة قوية

مكتب يونغي، بعد عدة أيام من الحادثة**

كان هوسوك جالسًا في مكتب يونغي، الجو كان مشحونًا بمزيج من التوتر والارتياح. كانت العلاقة بينهما قد تعمقت بعد الحادثة، ولكن كان هناك شيء ما يثقل على صدر هوسوك، شيء يحتاج إلى إخراجه. من خلال عينيه القلقتين وحركاته المترددة، كان من الواضح أنه يحمل سرًا مؤلمًا في داخله.

**يونغي:** (بنبرة هادئة) "هوسوك، منذ ذلك اليوم، لاحظت أنك أصبحت أكثر هدوءًا. أعلم أن هناك شيئًا يزعجك. هل تود التحدث عنه؟"

نظر هوسوك إلى يونغي، محاولًا استجماع شجاعته. كان يعلم أن الوقت قد حان ليكشف عن السر الذي حمله طوال حياته. أخذ نفسًا عميقًا، وعيناه مليئتان بالحزن.

**هوسوك:** (بصوت متردد) "سيدي... هناك شيء يجب أن أخبرك به."

ابتسم يونغي بتشجيع، مشيرًا إلى هوسوك بأن يتابع. كانت عيناه مليئتين بالتعاطف.

**يونغي:** "خذ وقتك، هوسوك. أنا هنا للاستماع."

أخذ هوسوك نفسًا آخر، ثم بدأ يتحدث بصوت منخفض مليء بالوجع.

**هوسوك:** "عندما كنت صغيرًا... كان والدي يعنفني بشدة. كان يضربني لأبسط الأسباب، وأحيانًا بدون سبب على الإطلاق. لم أكن أفهم لماذا، لكنني كنت دائمًا خائفًا منه. كان يحبسي في غرفة مظلمة لفترات طويلة، وكانت تلك الغرفة تشعرني بالاختناق."

توقفت الكلمات على شفاه هوسوك، وكانت الدموع تتجمع في عينيه. كانت تلك الذكريات تعود إليه بكل ثقلها، تشعره بالخوف والضعف من جديد.

**هوسوك:** "كنت أقف في تلك الغرفة المظلمة، أشعر بالعجز التام. لم أكن أستطيع الصراخ، أو الدفاع عن نفسي. كل ما كنت أفعله هو البكاء بصمت... انتظرت فقط أن يفتح الباب في يوم من الأيام، وأتمنى أن يكون هذا الكابوس قد انتهى."

كان يونغي يستمع بتركيز، وقلبه مليء بالأسى. لم يكن يتخيل أن هوسوك قد مر بمثل هذه المعاناة.

**يونغي:** (بصوت منخفض، ولكن حازم) "هوسوك... لا أحد يجب أن يمر بما مررت به. ما فعله والدك كان ظلمًا، وأنت لم تستحق ذلك أبدًا."

هز هوسوك رأسه ببطء، بينما كانت دموعه تتساقط على خديه.

**هوسوك:** "لكن بسبب ذلك... لم أتعلم كيف أدافع عن نفسي. في كل مرة أواجه فيها شخصًا مثل ليو، أشعر أنني أعود إلى تلك الغرفة المظلمة. أشعر بالعجز نفسه... الخوف نفسه."

تأثر يونغي بشدة بما سمعه، وشعر بألم هوسوك كأنه ألم شخصي. لم يستطع كبح مشاعره، فتقدم نحو هوسوك وجلس بجانبه.

**يونغي:** "هوسوك، أريدك أن تعرف أن ما مررت به ليس خطأك. لقد كنت طفلًا، وكان والدك هو الذي أخفق في أن يكون الأب الذي تحتاجه. لكنك الآن في مكان مختلف، مع أشخاص يهتمون بك."