أما قَبل..
قَلمكَ وبخطٍّ منمّق..دوّن على صفحات عمري ذكرياتٍ تعبق بالسواد الحالك، فكلّما قُرأَت.. ضاق الخناق على قلبي أكثر!
مشيتُ اليومَ في شوارعنا المعتادة.. التي أضحَتْ لي الآن خشبةً وستاراً ومقاعدَ كثيرة.. مسرحيةً عشتها غافلة عن زيفها القاسي.. وحلاوتها المحشوّة بمرارة العلقم...
واليوم..بعد أن كسرت حبّاً عاشرَتْهُ السنوات،
سامرته الليالي الطويلة وعطّره الياسمين
بعبق لم يكن ليزولَ مهما طال الزمان..
لنعد معاً إلى لقائنا الأول..ذلك اليوم...لم يمحَ من ذاكرتي،المشهد الأول في هذا الفيلم
يومَ مررتَ بأناملك على ظهر يدي..الطريقة التي استحضرت بها تلك القشعريرة الآسرة لم تكن مبتذلة أبداً.. ومن دون قصد..وهذا ما زاد حلاوتها..ما يؤلمني كلّما تذكرت..هو أنني وكردّة فعل عفوية..تمسكت بيدك كي لا تفلت يدي..كأنني اعتبرتها القشة التي يتعلّق بها الغريق..ولكنني اكتشفت متأخرة..أنها ذات اليد التي دفعتني للغرق..ولم ترحم ضعفي!.
كنت أنظر بشرود إلى ملامحك الفاتنة!..شعرك الليليّ،عيونك الناعسة السوداء،جبهتك..أنفك،ذقنك المُحدَّدابتسمت لي بتوتر..وسحبت يدك بلطف..قمت بالتوقيع على ورقة ما..ورحلت.!
لم أفهم ما فعلته إلّا بعد رحيلك..واندفعت بعدها دماء جسدي كلها إلى وجنتيِّ..لعنت غبائي وضعفي أمامك، لعنت تلك المشاعر التي أتتني دفعة واحدة عند رؤيتك...اخذت راتبي الشهري وهذا لانني اعمل كمعلمة ،ولكنني الان في عطلتي الصيفية ..ونحن نأخذ رواتبنا الشهرية حتى في اشهر العطلة..
وعدت إلى المنزل شاردة..،توجهت إلى سريري فوراً أقنع نفسي بأن ما ينتظرني في الغد أهمُّ منك!..وبضرورة التوقف عن التفكير بملامحك..ولقائنا هذا!
استيقظت متأخرة قليلاً على غير عادتي النشيطة..لأنني حلمت بك طيلة الليل ولم استيقظ على صوت المنبه الذي يوقظني دائماً..وكانت هذه هي المرّة الأولى وليست الأخيرة التي أكسر بها قاعدة ثابتة في حياتي من أجلكَ...لم أتناول فطوري الخفيف وهذا كي أصل على الموعد المُحدّد..وقبل الجميع.
وصلت حلبة السباق...وكانت صدمتي الكبرى هي رؤيتك بكامل هيبتك تجلس على مقدمة سيارتك الفاخرة تتجاهل أنظار الجميع.
قررت أن اعتبرك غير موجود..وأشغل نفسي بأي شيء كي لا يظهر بأنني رأيتك
وفوراً عندما رأيتني ابتسمت بلطف..
وهنا علمت بأنه لا مجال للهرب!تقدمت نحوك مبتسمة بتوتر..تزامناً مع تقدمك باتجاهي وكأنك متأكد من أنني أتجه نحوك..
خلعت نظارتك الشمسية لأقابل عينيك الآسرتان ومددتَ يدك لتصافحني مُرحّباً .. أما أنا فكنتُ أنظرُ إلى وجهك بتيه غير مفهوم..ضائعة في فضاء وجهك الجميل..
لتلقط أذني ما قلته..ـ"تشرفت بمعرفتك! أنا جيون جونغكوك.. وأنتِ؟!"
أجبتك من دون وعي أضع يدي في يدك مستمرة بالتحديق..
ـ" وأنا أيضاً جيون جونغكوك! "