كياني و وجودي

27 2 2
                                    

قام سوار بجمع جميع الحراس و قام بمراجعة أوراقهم و كل ما يخصهم بالإضافة إلى هوياتهم مع مراجعة كامل تحركاتهم منذ المعرفة بقدرة كيان... بعد أن أتم سوار التفتيش كان أمامه 3 أشخاص مشتبه بهم فذهب إلى ترانيم ليخبره:
_سيدي أنا أشك في 3 أشخاص...الأول بدى عليه القلق و هو أصيل الإمبراطورية لكن لم يره أحد يتحدث إلى الطبيب من قبل... كما قيل أن شجارا نشب بينهما عندما أصيب ذات مرة و نقل إلى المصحة كما أن هذه الفترة كانت فترة تناوبه في الحراسة إلا أن إضطرابه غير مطمئن إسمه جهان... الثاني و هو أصيل مملكتنا و هو على علاقة جيدة مع الطبيب قيل أنهما أصدقاء نسبيا...كما أن كان في فترة إستراحته هذه المدة علاقته بالطبيب جعلتني أشك فيه فكما تعلم فإن الطبيب ليس من النوع اللذي يكون صداقات مع مرضاه فلا بد من وجود رابط آخر بينهم و يدعى لاك أما الثالث و الأخير هو حارس إنظم حديثا إلينا و أصيل الإمبراطورية أيضا لا أظن أنه يعرف الطبيب بعد لكن ...شخصيا لدي إحساس أن الإمبراطورية وراء هذا و لا بد أن نشك في كل من ينامي إليها و إسمه جاك...
_أشاطرك الرأي... فقد تغيبت على عديد إجتماعات الإمبراطورية فلا بد أن الإمبراطور المزعج يشك بتخطيطي لشيء ما ... لذا لا بد أن يرسل جواسيس... لا أعلم لكن أفكاري كالآتي ... الطبيب يور بالإضافة إلى أحد هؤلاء الثلاثة أو ربما كلهم جواسيس للإمبراطورية و يريدون رؤية كل ما يجري خوفا من الإنقلاب و لتطفل عن كل جديد لدينا... عليك التأكد من خروجهم خارج القصر و ر سائلهم لا بد أنهم سيعلمون سيدهم بهذا الخبر..
_ سيدي أظن أن الإمبراطورية قد علمت بالأمر بالفعل أي أن الرسالة أرسلت...حسب تحليلي للموضوع فإنالطبيب و الجاسوس تعمدى الحديث بالقرب من مسامع الحراس لضمان إنتشار الشائعات..و هكذا نحن لن نشك بوجود جاسوس بل سنضن الأمر قد إنتشر لحد بلوغه الإمبراطورية بطريقة عادية فلا يمكن إيقاف السائعات و إقفال أفواه الثرثارين و هكذا سيطالبك بإعطائه كيان كما أنه سمع عن طريق الصدفة... كما أظن أنه تم تسميمها من قبل الطبيب لضمان سلامته و حياته في حالة كشف أمره لكسب بعض الوقت ريثما تتدخل الإمبراطورية!
_هل يعتقد أنني سأعطيه كيان؟ سبق و أضفت ياء الملكية على إسمها ... أي لا سبيل لإفتكاك ممتلكاتي حتى لو عنى ذالك شن حرب على العالم بأسره! على كل قم بمراقبة أولئك الثلاثة و يمكنك الإنصراف
إنحنى سوار ثم غادر...ليس لإتمام مهامه و إنما متجها نحو غرفة كيان ...طرق الباب بلطف و هو يقول:
_قمر هل يمكنني الدخول؟
_أجل بالطبع..أجل
دخل في هدوء و أغلق الباب بلطف و أخذ يمشي بإتجاه تلك الفتاة اللتي تباينت الهالات السوداء على عينيها
_ماذا أخبرتك بشأن البكاء يا قمر؟
_آسفة لكن لا يمكنني تحمل ذالك...إني أفتقدها بشدة! و قلقة عليها...
نظر في عينيها بخجل و قال:
_هل تسمحين لي بمواساتك؟ هل يمكنني فعل شيء قد يشعرك بتحسن ؟
_كيف يمكن ذالك؟ هل تستطيع إيقاظ كيان؟
أومأ برأسه نافيا لذالك و مد يديه و ضمها إلى صدره بقوة
_لكن يمكنني فعل هذا...
إحمرت قمر و ضهرت الصدمة و التوتر عليها إلا أن ذالك ما زادها إلى بكاءً فإستطرد:
_سأسمح لكي بالبكاء فقط لهذه المرة! في المرة القادمة عندما تكونين بين ذراعاي أريد رؤية إبتسامتك هل هذا مفهوم؟
_المرة القادمة؟
_أجل!... المرة القادمة...
و أطبق قبلة على جبينها محاولا أن ينسيها ما تعانيه من ألم...
بينما كان الملك الكئيب قابعا لا يحرك ساكنا و هو يتأمل الأميرة النائمة منتظرا شروق الشمس ثانية...فقد كان الحزن قد إقتات على جمال ملامحه فصار كالعجوز الهرم و كأنه قد فقد الدنيا بأسرها ... نظر إلى السماء و قال:
_لقد غابت علي لمدة... مالي أشعر بأن العالم فارغ بدونها.... هل كانت ألواني،سعادتي،قوتي،جمالي...
فجأة توقف ليصفع و جهه و يبتسم ثم يستطرد:
_لقد كانت كياني و وجودي!... لا كيان و لا وجود لي من دونها...
و عندها فقط أمطرت عيناه اللتان كان الغبار عليهما... ثم أمسك بمشط شعر والدته اللذي كان يحتفظ به منذ و فاتها و أخذ يمشط شعر محبوبته شبه الميتة...و ما قاطع صفو ذالك الهدوؤ إلا صوت أحد الحراس:
_سيدي! لقد جاء مرسول من الإمبراطورية يرجو لقاءك!
أظلم وجه ترانيم و وقف من عنده متجها نحو مكتبه ثم هتف دعه يدخل!

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن