إلى عزيزتي سالين:
أعلم أن كل ما يدور هنا ليس سوى إنذار لاقتراب النهاية، وأرغب في أن أودعك قبل فوات الأوان. يجب أن تعلمي أن هذا القصر مليء بالشرور، وهو ما قادني إلى هنا...
قبل أيام، كنت مشغولًا بالبحث في هاتفي كعادتي عن أماكن أثرية رائعة، عندما وصلتني رسالة من صديقي خالد: "عندي لك مفاجأة. لقد وجدت مكانًا يمكن وصفه بقطعة من الجنة لجماله الشديد." رددت عليه بحماس: "أيقظت فضولي يا خالد، أعطني العنوان الآن!" أرسل لي العنوان لنذهب ونلتقط صورًا لهذا المكان الخلاب.
في صباح اليوم التالي، كنت أنتظر خالد لكي نذهب إلى ذلك المكان، لكنه كان منشغلًا بعمله في إحدى الشركات. لم أهتم كثيرًا، فقد كنت مصممًا على الذهاب. أخذت سيارتي وتوجهت إلى مصيري الأخير في هذا العالم.
كان الجو هادئًا وجميلًا، والطيور تحوم حولي في حديقة القصر. استقبلتني فتاة بابتسامة آسرة وودودة في آن واحد: "أهلاً بك في قصري المتواضع، أنا سارة." مدت يدها لمصافحتي، وقابلت مصافحتها بالتأكيد. كانت ترتدي معطفًا طويلًا أسود يصل لقدميها، وشعرها متساقط على ظهرها، بمكياج بسيط للغاية. كان جمالها يعكس فعلاً جمال القصر الذي تقيم فيه.
دخلت القصر وأنا أتفقد أنحائه. كانت جدرانه ذات لون فاتح يشوبه بعض درجات البني، وقديمة ولكنها لم تفقد جمالها. بدأت سارة في التحدث: "أعلم أنك جئت لأخذ بعض الصور. جاء قبلك الكثير من الناس، وأنا أرحب بك الآن. تفضل معي لأوجهك إلى الأماكن المناسبة."
ذهبت خلفها، مبهورًا بجمال القصر. كنت أتجول ولم أرَ أي شخص سواها حتى الآن، مما أثار استغرابي. كيف تعيش في هذا القصر الكبير وحيدة؟ لكن سرعان ما تلاشت الفكرة من ذهني.
استوقفنا صوت من خلفنا: "من معك سارة؟" ردت سارة: "لا عليكِ، آثليت، هذا فقط زائر لأخذ بعض الصور." أجابت آثليت: "تمام، لكن لا تنسي ما أخبرتك به." ثم قالت إنها ذاهبة إلى غرفتها.
أكملنا طريقنا إلى المكتبة. كانت المكتبة ضخمة، ودواليبها تصل إلى سقف الغرفة، وأرففها محملة بعدد لا نهائي من الكتب. شرحت سارة: "هذه الكتب موجودة هنا منذ القرن التاسع عشر، جمعها أجدادنا وأنا أكمل المسيرة وأجمع المزيد. ها نحن الآن في القرن الواحد والعشرين والمكتبة مزدحمة للغاية." علقت بإعجاب: "إنها رائعة جدًا."
قالت سارة: "سأتركك الآن لتلتقط بعض الصور، وسأذهب لأحضر لك مشروبًا." ذهبت وتركتني ألتقط العديد من الصور. كنت أنظر إلى الصور بفرحة عارمة، وكم كنت أتخيل أن هذه الصور ستحقق ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن، كانت الغرفة فارغة، أليس كذلك؟ نظرت حولي في جميع أنحاء الغرفة ولم أجد شيئًا. الصور تحمل شخصًا واقفًا، وأنا متأكد من ذلك. أخذت صورة أخرى، لكن عدد الأشخاص زاد ليصبح اثنان: من الواضح أنها امرأة ورجل. لم أتمكن من الاستيعاب، وفجأة شعرت بضربة عنيفة فوق رأسي، ولم أرَ النور بعدها...
أنت تقرأ
حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)
Mystery / Thriller"قصر آثليت" ليس مجرد مكان للعمل، إنه بوابتك إلى المجهول. تدخل على قدميك، لكن هل ستخرج؟ بين جدران القصر تختفي الحدود بين الواقع والخيال، وتبدأ الأسئلة: من هم السكان الحقيقيون؟ وما سر العوالم المخفية؟ أشباح وأسرار وأحداث غامضة تقودك نحو شيء واحد.. شيء...