قضية ٤ : المنظمة

47 5 7
                                    

استيقظ عمر مرتعباً في سريره ليلاً.
" رأسي يؤلمني كم الساعة الآن ؟"
حمل هاتفه الذي كان جانبه ، نظر إليه لكن نظره كان مشوشاً لم يستطع معرفة كم الساعة لكن الواضح أن الوقت متأخر.
يتلقى اتصال مفاجئ من رئيس قسمه يجيب عليه و إذ يسمع صوت مختلف عن صوت رئيسه الذي اعتاد عليه :
" اسمع ، رئيسك بين يدينا ، و حراس الفندق من رجالكم قد قتلوا على أيدينا ، إن كنت شجاع كفاية تعال و أنقذ رئيسك."
و فصل الخط.
" يجب أن أسرع على الفور."
تجهز أسرع ما لديه ، و وصل إلى وجهته ، يركض بأسرع ما لديه ليصعد إلى الطابق الصحيح، الطابق ٢١ من ذلك الفندق الفاخر ، ما يميز ذلك الفندق هو أن جدرانه الخارجية عبارة عن زجاج، ما يجعل الموضوع خطير نوعاً ما.
في الطابق ٢٠ وجد حقيبة هبوط طارئ موجودة في حفاظة زجاجية معلقة على الحائط ، وجد رجال يلاحقونه من الخلف فلم يستطع أخذ الحقيبة و هرب بسرعة و أكمل جريه ، وصل إلى ذاك الطابق و إلى تلك الغرفة ، حاصروه الرجال الذين خلفه و كذلك الرجال الذين في الغرفة و الذين وجدهم يحملون المسدس على رئيسه و يقولون له :
" لن نطلق صراحه إلا أن أخذناك أنت عوضاً عنه.
هي و إلا سيموت رئيسك ، طلقة واحدة من هذا المسدس على رأسه تكفي لجعله منبطحاً على هذه الأرض و قد فقد حياته عندها."
ثم صرخ رئيسه :
" لا تسمع كلامهم ! أهرب لما جئت لهنا ؟! أنت أملنا الوحيد لكشف أفعالهم !"
" لا ، لن أدعهم يقتلوك."
و قبل أن يطلق النار عمر أطلقوا الرجال عليه النار ، تخطى الطلقات لكن أتوا الرجال للقتال معه بأيديهم و هم يقاتلوه دفعوه دفعة قوية كسر بها جسد عمر الزجاج و وقع من ذلك الطابق للأسفل و قبل أن يقتل من هذا السقوط ،
استيقظ !
نعم استيقظ عمر من كابوسه هذا ، لكن ليس في سريره كالسابق بل استيقظ و هو مربط في مكان جديد عليه فعرف أنه قد وصل إلى حيث أرادوه أن يصل.
تفحص المكان بتحريك رأسه حركة بسيطة إلى اليمين و اليسار ، وجد الكثير من الحراس المقنعين أشكالهم ذكرته بذات المجرمين الذين قابلهم منذ ٦ سنوات.
ماذا سيفعل ، لا يدري للآن ، لكن سينتظر لعله يجد فكرة.

يسترجع طحان حديثه قبل ست سنوات مع عمر و يتذكر الكلمة التي قالها له عمر :
" أحياناً الخدع تنجي ، ألم ترى خدعتنا ؟ كشفت كل شيء."
ثم يحدث نفسه :
" يظن أن العصابة من خُدعت لكن الحقيقة أنه من خُدع ، يظن أن خدعتنا كشفت كل شيء ، لكن خدعتي الآن هي من غلبت عليه."
ثم يأتي واحد من رجاله إلى غرفته :
" سيدي ، هو الآن بين أيدينا ، عمر الآن في المكان الذي أردته.
" جيد ، هذه الأخبار التي أريد سمعها ، جهز المكان لأني قادم لهناك."
" حاضر سيدي."

" *ضحكة شريرة* مرحباً عمر ، أرى أنك استيقظت ، كيف حالك هنا ؟"
يبقى عمر صامتاً و لا يجيبه و ينظر له نظرة استحقار.
" لا تحدق بي هكذا ، أنا أعرف و أنت تعرف جيداً لما أنت هنا ، أنت الوحيد الذي يعرف عدد الأشخاص الذين مازالوا على قيد الحياة مع أسرارنا ، و من الذي يحقق بقضيتنا ، أي أنت تعرف ضحايانا القادمة ، فسأقدم لك عرض ، تخبرني عنهم و لك خمس سنوات إضافية لتعيش بها بسلام أتوافق ؟"
" لا "
" بكل بساطة لا ، ألم تمل من حفظ هذه الأسرار ؟"
" لا ، و لكن أنت من سيمل من كل هذا."
" تتحداني ؟ حسناً قبلت التحدي ، كنت لطيفاً معك ، كل هذه الخدوش و الإصابات على جسدك و وجهك كانت مجرد البداية ، الآن لن تجرح يداك القويتان فقط بل ستخسرها بعد قطعها و سترى."
و غادر مع رجاله الغرفة.

بدأت المحققة راما و المحقق جاستن بالتحقيق في قضية اختفاء عمر و أول ما فعلوه هو الاتصال بشرطة فلوريدا ليعرفوا منهم معلومات.
" في الساعة ٢:٥١ أتينا للمكان و أعطانا أدوات سنوصلها إلى لوس أنجلوس كي تأخذوها.
و قد عرضنا عليه أن يعود معنا لكنه رفض قال أن لديه ما يقوم به في المنطقة."
" نعم ، فقد اتصل بي قبل ٥١ دقيقة تقريباً من قدومكم له و قال لي أنه قد وصل لبيت توماس ماردر، لا شك أنه جمع أدلة تفيدنا من هناك."
" نعم بخصوص هذا ، هنالك دليل جديد يجب أن نخبركم عنه ، عمر قد أعطانا كيس أسود عملاق و في هذا الكيس كان يوجد هيكل عظمي ، نقلناه إلى قسم الفحص ليتم التعرف على صاحب الهيكل العظمي و صاحبه يدعى توماس ماردر ، بعثت لكِ ملفه التعريفي في رسالة أعتقد أنها وصلت لكِ."
" توماس ماردر ! لكن أليس من نطارده الآن هو توماس ماردر كيف هو ميت إذاً ؟!"
" لا أعرف ، لربما يوجد خطأ أو خدعة في الموضوع ، يجب أن نعرف عن الأمر أكثر."
" حسناً."
اكتشفت الشرطة أن من يطاردوه منذ سنوات ليس بتوماس ماردر الحقيقي فتوماس ماردر مقتول في ٢٠٠٩ حسب الفحص الذي أجري على الهيكل العظمي و من يطاردوه الآن هو قاتله ، و هم في مهمة كشف هوية القاتل الحقيقي.

" كيف لنا أن نعرف أين هو الآن جاستن ؟
أيام و هو مختفي و لم نجد له أثر."
" الخطة كالآتي راما :
أنتي ستتولي التحقيق في الأدلة التي أعطانا إياها عمر ، لأن الذين يحققون في قضية توماس ماردر لكشف هويته الحقيقية لا محقق لهم يعرف معلومات أكثر عن هذه القضية إلا أنتي الآن ، أنتي من سيتولى الأمر كله."
تقول باستياء :
" نعم ، بعد عمر..."
و يكمل كلامه :
" و أنا و فريقي سنبحث عن عمر في فلوريدا أولاً حيث اختفى ، فإن لم نجده سنبحث في لوس أنجلوس حتى نجد تلميح أخر عن مكانه."
ثم يقول لها ليشجعها :
"و لا تخافي راما ، هو يثق بكِ ، هو من يحتاجك الآن ليس أنتي.
" لكن هل سأستطيع ؟"
" نعم ، كلنا نثق بك ، أنتي من أفضل المحققين لدينا ، لا تستسلمي لمجرد صعوبة القضية ، أعرف ، قصة القضية خاصتك فقط تحتاج للترتيب ، فأنت من عليه ترتيبها.
و الآن علي القيام بعملي بسرعة."
" حسناً أشكرك."

" خطفته ؟! هل أنت جاد ؟!"
يكلم طحان كايرا بكل برود :
" نعم جاد ، ألستي أنتي من يريد التخلص منه لماله ها ؟"
" لا ! أنا أحبه ، لقد تبت عن أفعالي ، لا أريدك و لا أريد المال !"
" حقاً ؟ أم أنه لم يكتب لك أياً من ممتلكاته باسمك فلا تريدين الآن أن أقتله ؟"
" لا ، ليس الموضوع هكذا ! أنت تعرف جيداً ما حدث !"
" نعم ، لقد واعدتني لمالي و الآن و لأنني لن أعطيكي المال أن مات عمر لأن لا شيء لتأخذي المال مقابله ، و لأن عمر ذات نفسه رفض أن يكتب لك واحدة حتى من ممتلكاته لك فرأيتي أن العيش معه كزوجته سيكون أفضل وسيلة لجني المال صحيح ؟!"
" نعم... لكن ، أنا لم أعد أريد مواعدة شخص مثلك ، أنت شخص عديم المشاعر ، و تفعل كل هذه الجرائم من أجل المال !..."
قاطعها لأنه طفح كيله منها و أكمل :
" و استغلك أيضاً من أجل رغباتي ، كل عمري لم أشعر بشيء اتجاهك ، فقط أحب بيلا و لست بخائن مثلك ، يفعل كل شيء من أجل المال حتى لو أهان نفسه و خسر كرامته و كل من يحبه."
تتحول نبرته إلى التهديد :
" لا تعديني أفضح أكثر مما فُضح الآن و أفشي سرك لكل من حولك ، الأفضل ألا تخبري أحد عمّا تعرفيه عني و ألا سأخبر الكل بما أعرفه عنك و سأقحمك في ما لا دخل لك فيه، فالأفضل ، لو يبقى كل شيء سر بيننا."
بخوف تقول :
" حسناً..."
" هكذا أريدك دائماً ، صامتة !"
و فصل الخط.

أتى اثنان من فريق طحان إلى الغرفة التي فيها عمر ، يقول واحد للأخر :
" ذاك الذي كان في الكرسي أين هو ؟"
يكمل الأخر :
" و الحارس رقم ٢ هذا نائم ! و أين الحارس الثاني ؟"
يأتي الحارس الأخر و الذي هو رقم ٤ و يقول :
" قال لي الحارس رقم ٢ أن أجلب شيئاً لنأكله و هو سيتولى الأمر ، لكنه الآن نائم ؟ يا له من شريك سيء."
يقول للحارس ٢ :
" استيقظ ! أمرنا السيد عبد الله أن نأتي لهنا لنتفقد الوضع و نجدك نائم ؟!
قم ، لقد هرب ذلك الذي يجب أن تحرسه من المكان !"
" حقاً ؟!"
" نعم ، صحيح ذلك الأمر لكن سنجده بسرعة فالمكان هذا ليس كأي مكان و هو غبي أن هرب فقط بعد فك رباطه من هنا دون خطة محكمة."
" سنجده بكل سهولة مهما كانت خطته."
اتصل الرجال بطحان و أخبروه بالأمر و رد :
" حسناً ، أبدؤا بالبحث عنه و أنا سأخبر البقية و أنظمهم.
سأريه لعمر هذا من أنا."

يحدث نفسه :
" عرفت كل شيء عنهم ، كل مخططاتهم ، و كل ما كان في بالي صحيح ، هم أحضروني إلى المكان الذي أريده و سأقضي على هذه المنظمة."
و يبتسم ابتسامة النصر من خلف القناع. و الآن بدأت المواجهة الحقيقية بين عمر و طحان....
و نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن