استيقظ عمر مرتعباً في سريره ليلاً.
" رأسي يؤلمني كم الساعة الآن ؟"
حمل هاتفه الذي كان جانبه ، نظر إليه لكن نظره كان مشوشاً لم يستطع معرفة كم الساعة لكن الواضح أن الوقت متأخر.
يتلقى اتصال مفاجئ من رئيس قسمه يجيب عليه و إذ يسمع صوت مختلف عن صوت رئيسه الذي اعتاد عليه :
" اسمع ، رئيسك بين يدينا ، و حراس الفندق من رجالكم قد قتلوا على أيدينا ، إن كنت شجاع كفاية تعال و أنقذ رئيسك."
و فصل الخط.
" يجب أن أسرع على الفور."
تجهز أسرع ما لديه ، و وصل إلى وجهته ، يركض بأسرع ما لديه ليصعد إلى الطابق الصحيح، الطابق ٢١ من ذلك الفندق الفاخر ، ما يميز ذلك الفندق هو أن جدرانه الخارجية عبارة عن زجاج، ما يجعل الموضوع خطير نوعاً ما.
في الطابق ٢٠ وجد حقيبة هبوط طارئ موجودة في حفاظة زجاجية معلقة على الحائط ، وجد رجال يلاحقونه من الخلف فلم يستطع أخذ الحقيبة و هرب بسرعة و أكمل جريه ، وصل إلى ذاك الطابق و إلى تلك الغرفة ، حاصروه الرجال الذين خلفه و كذلك الرجال الذين في الغرفة و الذين وجدهم يحملون المسدس على رئيسه و يقولون له :
" لن نطلق صراحه إلا أن أخذناك أنت عوضاً عنه.
هي و إلا سيموت رئيسك ، طلقة واحدة من هذا المسدس على رأسه تكفي لجعله منبطحاً على هذه الأرض و قد فقد حياته عندها."
ثم صرخ رئيسه :
" لا تسمع كلامهم ! أهرب لما جئت لهنا ؟! أنت أملنا الوحيد لكشف أفعالهم !"
" لا ، لن أدعهم يقتلوك."
و قبل أن يطلق النار عمر أطلقوا الرجال عليه النار ، تخطى الطلقات لكن أتوا الرجال للقتال معه بأيديهم و هم يقاتلوه دفعوه دفعة قوية كسر بها جسد عمر الزجاج و وقع من ذلك الطابق للأسفل و قبل أن يقتل من هذا السقوط ،
استيقظ !
نعم استيقظ عمر من كابوسه هذا ، لكن ليس في سريره كالسابق بل استيقظ و هو مربط في مكان جديد عليه فعرف أنه قد وصل إلى حيث أرادوه أن يصل.
تفحص المكان بتحريك رأسه حركة بسيطة إلى اليمين و اليسار ، وجد الكثير من الحراس المقنعين أشكالهم ذكرته بذات المجرمين الذين قابلهم منذ ٦ سنوات.
ماذا سيفعل ، لا يدري للآن ، لكن سينتظر لعله يجد فكرة.
☆
يسترجع طحان حديثه قبل ست سنوات مع عمر و يتذكر الكلمة التي قالها له عمر :
" أحياناً الخدع تنجي ، ألم ترى خدعتنا ؟ كشفت كل شيء."
ثم يحدث نفسه :
" يظن أن العصابة من خُدعت لكن الحقيقة أنه من خُدع ، يظن أن خدعتنا كشفت كل شيء ، لكن خدعتي الآن هي من غلبت عليه."
ثم يأتي واحد من رجاله إلى غرفته :
" سيدي ، هو الآن بين أيدينا ، عمر الآن في المكان الذي أردته.
" جيد ، هذه الأخبار التي أريد سمعها ، جهز المكان لأني قادم لهناك."
" حاضر سيدي."
☆
" *ضحكة شريرة* مرحباً عمر ، أرى أنك استيقظت ، كيف حالك هنا ؟"
يبقى عمر صامتاً و لا يجيبه و ينظر له نظرة استحقار.
" لا تحدق بي هكذا ، أنا أعرف و أنت تعرف جيداً لما أنت هنا ، أنت الوحيد الذي يعرف عدد الأشخاص الذين مازالوا على قيد الحياة مع أسرارنا ، و من الذي يحقق بقضيتنا ، أي أنت تعرف ضحايانا القادمة ، فسأقدم لك عرض ، تخبرني عنهم و لك خمس سنوات إضافية لتعيش بها بسلام أتوافق ؟"
" لا "
" بكل بساطة لا ، ألم تمل من حفظ هذه الأسرار ؟"
" لا ، و لكن أنت من سيمل من كل هذا."
" تتحداني ؟ حسناً قبلت التحدي ، كنت لطيفاً معك ، كل هذه الخدوش و الإصابات على جسدك و وجهك كانت مجرد البداية ، الآن لن تجرح يداك القويتان فقط بل ستخسرها بعد قطعها و سترى."
و غادر مع رجاله الغرفة.
☆
بدأت المحققة راما و المحقق جاستن بالتحقيق في قضية اختفاء عمر و أول ما فعلوه هو الاتصال بشرطة فلوريدا ليعرفوا منهم معلومات.
" في الساعة ٢:٥١ أتينا للمكان و أعطانا أدوات سنوصلها إلى لوس أنجلوس كي تأخذوها.
و قد عرضنا عليه أن يعود معنا لكنه رفض قال أن لديه ما يقوم به في المنطقة."
" نعم ، فقد اتصل بي قبل ٥١ دقيقة تقريباً من قدومكم له و قال لي أنه قد وصل لبيت توماس ماردر، لا شك أنه جمع أدلة تفيدنا من هناك."
" نعم بخصوص هذا ، هنالك دليل جديد يجب أن نخبركم عنه ، عمر قد أعطانا كيس أسود عملاق و في هذا الكيس كان يوجد هيكل عظمي ، نقلناه إلى قسم الفحص ليتم التعرف على صاحب الهيكل العظمي و صاحبه يدعى توماس ماردر ، بعثت لكِ ملفه التعريفي في رسالة أعتقد أنها وصلت لكِ."
" توماس ماردر ! لكن أليس من نطارده الآن هو توماس ماردر كيف هو ميت إذاً ؟!"
" لا أعرف ، لربما يوجد خطأ أو خدعة في الموضوع ، يجب أن نعرف عن الأمر أكثر."
" حسناً."
اكتشفت الشرطة أن من يطاردوه منذ سنوات ليس بتوماس ماردر الحقيقي فتوماس ماردر مقتول في ٢٠٠٩ حسب الفحص الذي أجري على الهيكل العظمي و من يطاردوه الآن هو قاتله ، و هم في مهمة كشف هوية القاتل الحقيقي.
☆
" كيف لنا أن نعرف أين هو الآن جاستن ؟
أيام و هو مختفي و لم نجد له أثر."
" الخطة كالآتي راما :
أنتي ستتولي التحقيق في الأدلة التي أعطانا إياها عمر ، لأن الذين يحققون في قضية توماس ماردر لكشف هويته الحقيقية لا محقق لهم يعرف معلومات أكثر عن هذه القضية إلا أنتي الآن ، أنتي من سيتولى الأمر كله."
تقول باستياء :
" نعم ، بعد عمر..."
و يكمل كلامه :
" و أنا و فريقي سنبحث عن عمر في فلوريدا أولاً حيث اختفى ، فإن لم نجده سنبحث في لوس أنجلوس حتى نجد تلميح أخر عن مكانه."
ثم يقول لها ليشجعها :
"و لا تخافي راما ، هو يثق بكِ ، هو من يحتاجك الآن ليس أنتي.
" لكن هل سأستطيع ؟"
" نعم ، كلنا نثق بك ، أنتي من أفضل المحققين لدينا ، لا تستسلمي لمجرد صعوبة القضية ، أعرف ، قصة القضية خاصتك فقط تحتاج للترتيب ، فأنت من عليه ترتيبها.
و الآن علي القيام بعملي بسرعة."
" حسناً أشكرك."
☆
" خطفته ؟! هل أنت جاد ؟!"
يكلم طحان كايرا بكل برود :
" نعم جاد ، ألستي أنتي من يريد التخلص منه لماله ها ؟"
" لا ! أنا أحبه ، لقد تبت عن أفعالي ، لا أريدك و لا أريد المال !"
" حقاً ؟ أم أنه لم يكتب لك أياً من ممتلكاته باسمك فلا تريدين الآن أن أقتله ؟"
" لا ، ليس الموضوع هكذا ! أنت تعرف جيداً ما حدث !"
" نعم ، لقد واعدتني لمالي و الآن و لأنني لن أعطيكي المال أن مات عمر لأن لا شيء لتأخذي المال مقابله ، و لأن عمر ذات نفسه رفض أن يكتب لك واحدة حتى من ممتلكاته لك فرأيتي أن العيش معه كزوجته سيكون أفضل وسيلة لجني المال صحيح ؟!"
" نعم... لكن ، أنا لم أعد أريد مواعدة شخص مثلك ، أنت شخص عديم المشاعر ، و تفعل كل هذه الجرائم من أجل المال !..."
قاطعها لأنه طفح كيله منها و أكمل :
" و استغلك أيضاً من أجل رغباتي ، كل عمري لم أشعر بشيء اتجاهك ، فقط أحب بيلا و لست بخائن مثلك ، يفعل كل شيء من أجل المال حتى لو أهان نفسه و خسر كرامته و كل من يحبه."
تتحول نبرته إلى التهديد :
" لا تعديني أفضح أكثر مما فُضح الآن و أفشي سرك لكل من حولك ، الأفضل ألا تخبري أحد عمّا تعرفيه عني و ألا سأخبر الكل بما أعرفه عنك و سأقحمك في ما لا دخل لك فيه، فالأفضل ، لو يبقى كل شيء سر بيننا."
بخوف تقول :
" حسناً..."
" هكذا أريدك دائماً ، صامتة !"
و فصل الخط.
☆
أتى اثنان من فريق طحان إلى الغرفة التي فيها عمر ، يقول واحد للأخر :
" ذاك الذي كان في الكرسي أين هو ؟"
يكمل الأخر :
" و الحارس رقم ٢ هذا نائم ! و أين الحارس الثاني ؟"
يأتي الحارس الأخر و الذي هو رقم ٤ و يقول :
" قال لي الحارس رقم ٢ أن أجلب شيئاً لنأكله و هو سيتولى الأمر ، لكنه الآن نائم ؟ يا له من شريك سيء."
يقول للحارس ٢ :
" استيقظ ! أمرنا السيد عبد الله أن نأتي لهنا لنتفقد الوضع و نجدك نائم ؟!
قم ، لقد هرب ذلك الذي يجب أن تحرسه من المكان !"
" حقاً ؟!"
" نعم ، صحيح ذلك الأمر لكن سنجده بسرعة فالمكان هذا ليس كأي مكان و هو غبي أن هرب فقط بعد فك رباطه من هنا دون خطة محكمة."
" سنجده بكل سهولة مهما كانت خطته."
اتصل الرجال بطحان و أخبروه بالأمر و رد :
" حسناً ، أبدؤا بالبحث عنه و أنا سأخبر البقية و أنظمهم.
سأريه لعمر هذا من أنا."
☆
يحدث نفسه :
" عرفت كل شيء عنهم ، كل مخططاتهم ، و كل ما كان في بالي صحيح ، هم أحضروني إلى المكان الذي أريده و سأقضي على هذه المنظمة."
و يبتسم ابتسامة النصر من خلف القناع. و الآن بدأت المواجهة الحقيقية بين عمر و طحان....
و نتبع في الجزء القادم ✨
أنت تقرأ
The Files 2 : The revegne | الانتقام
Akcja(تتضمن تلميحات عن العنف) عمر ، رجل في الثلاثين من عمره يعمل كمحقق خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، هو عربي الأصل لكن انتقل للعيش هناك مع زوجته من أجل عملهما. اعتاد أن يتم تكليفه بعدة مهام صعبة في مجال عمله لكن هذه المهمة كانت الأصعب على الإطلاق. ف...