تبدأ أحداثُ قِصتُنا لليوم مِن هذه اللحظة أعزائي ....
𖦹𖦹𖦹
في تِلكَ الليلة مِنْ ليالي -أوڤا- الباردة ، تَسيرُ تِلكَ المرأة في طريق العودة نحو مَنزِلُها الدافئ بعد أن أتمت عملها بِكل حُب مِن تحضير العديد مِن أكواب القهوة الساخنة في المَقهى الخاص بها ...
تَسيرُ بهدوءاً مُستمتعةٌ في سُكون الليلِ ونَسيمُه البارد ، فَكما تَعلمون مَدينة -أوڤا- وبُرودتها القارصة في أواخر نوڤمبَر ، وها هي شارفت على الوصول مِن المنزل ، لتلتفت للوراء بخفة بعد سماعِها بعض الحركة الطفيفة ، لِتجد أن هُناك فتى يختبئُ وراء الحائط.. كان مذعوراً و عُروقَهُ على وشك التيبُس ... ولا سيما ارتجافُ يداه مِن البرودة
رَقَّ قَلبُها عليه لِتَقتربُ مِنه رويداً رويداً تنحني بخفة تخلعُ الوشاح الأحمر عَن رقبتُها لِتمدُ ذراعُها حولَ عُنقه وأمسكت بيداه المُرتجفتان تُدفئهن ، ولَمْ ينبسُ بِـحرفاً واحداً ، أدخلته معها لداخل المنزل وأجلستهُ قُربَ المدفأة لِتدخل مطبخُها تُحَظّرُ كوباً مِن الحليب الساخن لَهُ ، جلسَ مُتقرفِصاً يشربُ مِنهُ بخفة فسألت بِـدافع الفُضول عن حالته المُزرية وعَن والداه ومكان عَيشُه ، أجاب بعد صمتاً قليل...
" لا أمتلكُ والدان ، وُلدتُ يتيماً ونشأت وترعرتُ في مكانٍ كان الخوف يلازمني به منذ الطفولة ، كانت دار الايتام كابوساً لجميع الاطفال مثلي ، بعدها هَربُ صباح اليوم مِنهُ "
أومئت له بهدوء تُربت عليه للتخفيف عنه لِـترتسم على أطراف شفتاه أبتسامة طفيفة شاعراً بالطمأنينة لأول مرة في حياته ، تحتظنه بكل حُب باعثة في دواخله شعور الأمان الذي لطالما أفتقده ....
ها قد أتى الصباحُ بِـشمسُه الدافئة قليلاً تدخل عبر زجاج النوافذ توقظُ عَزيزُنا
- ديڤيد - مِن نومه العميق الدافئ ، اعتدل - ديڤيد - بجلوسه على مائدة الطعام يتناول الإفطار مع - كارولين- هي أيضاً عَزيزَتُنا لا تَنسوا ذلك ...
وَجدت - كارولين - تِلك بأنها فُرصة جيدة لتحدُث مع - ديڤيد - وتعرُف عليه أكثر قليلاً ، بدأو في التناول والتحدُث عن بعض الأمور بينهُم ، فرأى - ديڤيد - أن هُنالكَ انسجاماً وراحة في الحديث مع - كارولين - رأى أنها امرأة جيدة لأتخاذها في مقام الأم في حياته ، ولَم تُمانع - كارو - أن ينتقل للعيش معها ، هي أيضاً تعتبره مِثل أبناً لها ...
وسارت الأيامُ والأعوامُ ولا زال - ديڤيد - يتواجد ويقطُن مع - كارو - في ذات المنزل ، أصبح عُمرُه قُرابة الإثنان وَ عشرونَ عاماً ولا زالَ ينعمان معاً بأيامٍ سعيدة وهادئة ، تارة يذهبُ معها في مساعدتها في شؤون المقهى وتارة يعزفُ على البيانو في ذات المقهى لإمتاع مسامعِ الزبائن المتواجدين ، ولا ننسى أنه أيضاً يدرسُ في الجامعة لـيصبحَ طبيباً نفسياً معروفاً....
وَلكن ليتَ اللحظات السعيدة تَدومُ طويلاً ، لـتكتشف - كارو - مع مُرورِ الزمن أن -ديڤيد - عَزيزُنا ما هو إلا قاتلاً مُتسلسلاً بارعاً في اصطياد فُريستُه وضحاياه للتمثّيل فيها بأحترافية وَ بـكُلٌ وحشية ، وتِلك الصدمة كانت للجميع وليس فقط - لـكارولين - ، لا تقلقلوا هُناك المزيد مِن الصَدَمات وهي الأبشع مَقتل - كارو - على يد عزيزُنا - ديڤيد - بعد اكتشافه من قبل والدته بالتبني العزيزة ...
ويا لـحسرةِ - ديڤيد - الذي بات يأكُلُ أطراف أنامله ندماً عليها ، أتَقتلُ -كارو- !
بعد كل هذا الحُب الذي منحتك إياه في صِغَرُك وكِبَرُك ،أصبح -ديڤيد - كثير الشرود ، قليل الكلام هَجَر المقهى ، لا يأبى بشيء ...
في تِلك الليلة فَكّرَ ملياً أنه لا يوجد سبب في هذه الحياة بعد - كارولين -في الواحد والعشرون مِن نوڤمبر المليئ بالخطايا ... عامُ الألف وتسعُمئة وثمانية وَ تسعون .. تَم العُثور على - ديڤيد - مُنتحراً شانقاً نفسه في مَنزل -كارو- تاركاً ذُكراهُما في ذلك المَنزل ...
- مَقهى بـطَعمُ الدَم -
end༄
✶ وُجِدت هذه الرسالة في داخل مِعطف - ديڤيد - القاتل ✶
أنت تقرأ
𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅 𝒇𝒍𝒂𝒗𝒐𝒓𝒆𝒅 𝒄𝒂𝒇𝒆
Short Storyأوڤا - رُوسيا "عامُ الألفَ وتسعُمئة وثمانية وَ تسعون" - آهٍ مِنكَ يا ديڤيد أتَقتُلَها ... - ديڤيد لَمْ يقتُلها ! - مَقهى بِـطعمُ الدم - ༄