«أحدهم أُصِيب»

36 7 20
                                    


أنتَ تشكل خطر على جميع من حولك، الخطر يُحيط بمن حولك وأعز الأشخاص عِندك، في هذا الوقت يجب أن تتصرف جيدًا وتفكر قبل أخذ أي خطوة وتحمي من هم حولك.

(في أمريكا)
_"اخيراً دي آخر سنة دراسة والامتحانات بتاعتها قربت خلاص، وهرجع بلدي بقى أنا مبسوطة اوي يا يارا"

يارا بتعجب من فرحتها الزائدة: يا سلمى هو في حد بيبقى مبسوط اوي كده وهو بيسيب دولة زي دي ويرجع مصر، ده أنا نفسي أقضي باقي عمري هنا ومرجعش.

_"مامي وبابي وحشوني اوي يا يارا وأخويا كمان وحشني اوي، نفسي اشوفهم بقى.
سلمى شقيقة يوسف، وهي لا تعلم أن أهلها قد توفيَ، لم يخبرها يوسف بذلك لأنه يعلم أن حالتها سوف تسوء جداً ولن يستطيع أن يكون بجانبها ويواسيها، ففضل أن يقول لها عندما تعود.

_"وأنا بابي وأخويا وحشوني اوي بردو، بس عادي عندي إستعداد أكمل باقي عمري هنا وأبقى أنزل اجازات أشوفهم وأرجع تاني"
سلمى وهي تضحك على صديقة طفولتها فهي تعلم أنها دائما كانت تود أن تذهب بعيداً في دولة أخرى: ياني عليكي ما أنا عارفاكي من زمان نفسك تبعدي وتسافري دولة تانية.

_"يا سلمى ما أنا بابي كل يوم مشغول ومش فاضيلي خالص، وأخويا أنتِ عارفاه كل يوم خناق ومشاكل هو وبابي مع بعض ونفسي أعرف سبب الخناق، وأنا زهقت من البيت ده.
_"معلش يا يارا، نفس الوضع عندي بردو بس هنعمل ايه، وبعدين ما أنتِ قاعده معايا أنا ومامي على طول ده أنتِ بتقعدي عندنا أكتر ما بتقعدي في بيتك.

يارا وقد توسعت ابتسامتها: مامتك دي عسل والله، أنا بحبها اوي بجد، هي اللي عوضتني عن وفاة مامي الله يرحمها وبتحبني وبتعاملني زي ما أكون بنتها بظبط.
سلمى بتنهيدة وفرحة لأن والدتها تعامل صديقتها مثلها وتعوضها: الله يرحمها يحبيبتي، ربنا يخليلنا مامي هي بتحبك اوي وبتعتبرك بنتها، ويلا بقي نروح نزاكر الامتحانات قربت.
              ~~~~~~~~~~~~~~~~~

(في مصر)
عاد يوسف إليها، وجدها مازالت تجلس في مكانها، تنظر إلى البحر بشرود، ومعالم وجهها تعبر عن الحزن، عيناها العسليتين تمتلئ بالدموع.

اقترب يوسف وجلس بجاورها بمسافة قصيرة نوعاً ما قائلاً: مالك؟ بتعيطي ليه؟
ليان وهيا تنظر إلى البحر وتسقط دموعها من عينيها اللامعتين أثر ضوء الشمس: ماما وبابا وحشوني اوي، لو كانو لسه معايا و موجودين مكنش حصلي ده كله، كان زماني عايشة معاهم في أمان وراحة بال.

يوسف بتنهيدة ألم لتذكر والداه التي كان هو سبب في خسارتهم للأبد: الله يرحمهم، هما في مكان أحسن من هنا بكتير وربنا يصبرك، هو أنتي ملكيش حد نهائي.

_"لا مليش حد، معنديش أخوات ولا صحاب، من ساعة لما ماما وبابا ماتو وأنا انطوائيه جداً مبتعرفش على حد وعايشة لوحدي، ثم نظرت له وقالت: هو المكان ده بتاعك، أنتَ بتقعد فيه لوحدك؟
_"اه، لما ببقي مضايق أو عايز افصل عن الدنيا باجي هنا، المكان هنا مريح اوي وفيه راحة بال وسلام وهدوء مش طبيعي.
_"يبختك والله، بتيجي هنا في الوقت اللي تحبه، الجزيرة دي حلوة اوي بجد.
ثم أعادت نظرها مرة أخري للبحر، وعادت لشرودها.
وذهب يوسف ليُعد لهما طعام.
              ~~~~~~~~~~~~~~~~

كان سامر يقود سيارته ذاهبًا ليوسف، ولم يلاحظ أن هناك أعين تراقبه من بعيد، أعين تسير وراءه.
بعد مرور عدة ساعات، وصل سامر إلى الجزيرة، وذهب ليوسف يعانقه ثم ألقى نظرة على ليان قائلاً: أنتِ شكل حظك وحش في الدنيا دي، ما هو أنك تقعي في طريق يوسف ده معناه إن حد داعي عليكي أكيد.

نظر يوسف له نظرة جعلته يصمت ثم قال: سامر صاحبي من و احنا صغيرين، وسيبك من كلامه هو بيحب الهزار بس.
_"أهلا وسهلاً، أنا ليان"
قال سامر وهو يعطي الحقيبة التي بيده ليوسف: اتشرفت يا ليان، أنا جبتلك حاجه تلبسيها بدل الهدوم اللي اتبهدلت دي، والمقاس بقي أنتِ وحظك هما هيبقو كبار شويه عليكي، ما هو يوسف مقاليش أنك قصيره ورفيعة اوي كده، هو أنتِ في أولى جامعة؟
_"أنا متخرجه على فكره، ايه مش باين عليا ولا ايه"

ضحك سامر عاليًا وقال: أنا قولت أولى جامعه دي إكرامًا ليكي بس، لكن أنتِ شكلك أصغر من كده كمان، أنا اسف يعني في الكلمة بس أنتِ شبه الكنز.
_"أنتَ رخم اوي، أنا فعلاً حظي وحش عشان وقعت في طريقكو، أنتو الاتنين أرخم من بعض.
يوسف وهو ينظر لها بغضب: أنتِ من ساعة ما قومتي وأنتِ بتغلطي فيا على فكره، أنا بعديهالك بس عشان مقدر الحالة اللي أنتِ فيها، وخلاص بقي اسكتوا.

وفجأة دوى صوت رصاصة في المكان اصطحبه صوت صراخ من الألم،وصوت صراخ من الخوف.

يتبع..
تفتكرو مين اللي اتضرب بالرصاصة؟
قولولي رايكم🫶🏻
دُمتم بخير♥

لقاء و انتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن