هل كان حقّا حلما؟

82 7 0
                                    

"لقد تأخرنا كثيرا سيتوجب علينا سلك طريق مختصر عبر الغابة"
سمعت سائق الحافلة يكرر هذه الجملة ليعلمنا بالأمر شعرت بأن صوته يرتجف وكأنه كان يحذرنا بخطورة ما سيقوم به ولكنني لم أبدي أي إهمتمام وكذلك لم يفعل أحد وإتكأت على أخي الذي كان يجلس بجانبي وغفوت قليلا......
( "أفق يا عزيزي لقد إنتهت الرحلة وقد وصلتم" )
إنه صوتها كيف يمكن لي أن أنساه لقد كان حقا صوت أمي التي فارقت الحياة منذ أشهر...
أصوات صراخ قاطعت لمّ الشمل وفتحت عيني فإذا بالأجواء يلملؤها الرعب والهلع وإمتزجت بالدعاء والبكاء
شعرت بأنني أرتفع من مكاني تدريجيا...لا لقد كنت فعلا أرتفع من مكاني حقا.....
إن الحافلة مرّت من منحدر جبليّ وإنزلقت....
حدث كلّ شيء في لحضة لكنني شعرت بأنّ هذه اللحضه قد طالت بي...
فجأة عمّ السكون والهدوء و سكتت كل الأصوات وإنطفأت كل الأنوار ولم أعد أشعر إلاّ بيد أخي التي كانت تمسكني بشدة....
أشعر بضيق شديد و صعوبة في التنفس....
فتحت عينيّ لبرهة فرأيت نور القمر يمرّ في حطام الحافلة.... رغم أن المشهد كان مخيفا أحسست بأنه مريح.... فأغمضت عيني وغفوت.....
("مرحبا بك يا بنيّ لقد إشتقت إليك كثيرا")
إنه نفس الصوت...صوت والدتي....
فتحت عيني التي إمتلأت دموعا على نور الشمس الذي تسلّل إلى الغرفة من الشبّاك.... لقد شعرت بالراحة وكأنني نمت الدهر كلّه...
"هذه الغرفة تبدو لي مألوفة"
فجأة تذكرت ما حدث "هل كان كل ذلك حلما ؟"
"واين الجميع؟ أين أخي؟"
"أين أناا وماذا حصل بعد تلك الليلة وذلك الحادث؟"
كثرت الأسئلة وانعدمت الأجوبة....
نضرت الى جسدي فإذا بي سليم فأكتشفت أن كل ما حدث كان حلما فقط...
نهضت من مكاني و فتحت الشباك وصعقت لما رأيته
وجدت نفسي في قريتي التي ترعرعت فيها والتي إحترقت... إنها نفسها كيف لا أعرفها وقد قضيت فيها أحلى سنين عمري...
"كيف يمكن أن يحدث هذا ألم تحترق قريتنا في ذلك اليوم!!" لقد كان صوت أخي الذي إقترب مني وقد بانت على وجهه علامات الحيرة
خرجنا مع بعضنا من منزلنا وفُتحت في تلك اللحضه كل المنازل دفعة واحدة
"ك..ك..كيف يمكن لهذا أن يحدث إنهم ركاب تلك الحافلة"
صعقنا جميعنا لما تراه أعيننا...
"مالذي يحدث؟ مالذي حدث؟ كيف حصل هذاا؟ اين نحن؟..." مجددا تعددت الأسئلة ولكن بدون أي جواب
نضرت الي الشجرة التي إحتلت مركز القرية وتساءلت
"هل كان حقا ما حدث حلما ؟"

غابة الأحلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant