الفصل 6

62 8 6
                                    

توفِّيَ الرَّجلُ في السَّنةِ التي بلغتْ فيها الثَّانيةَ والعشرينَ من عمرِها.

قبلَ وفاتِه بقليلٍ، كانت جولييتُ في حالةِ كراهيةٍ شديدةٍ تجاهَ كلِّ شيءٍ في العالمِ. 
كانت متوتِّرةً ومزعوجةً من كلِّ شيءٍ.

لو كان أيُّ شخصٍ يعلمُ أنَّ أيَّامهُ معدودةٌ وموتُه قريبٌ، 
لقامَ بنفسِ تصرُّفاتِها. في ذلكَ الوقتِ، 
كانت جولييتُ مريضةً بمرضٍ قاتلٍ ولم يتبقَّ لها سوى عامٍ واحدٍ على الأكثرِ.

السَّببُ كان مرضًا وراثيًّا اكتشفتْهُ في نهايةِ عامِها الحادي والعشرينَ. 

كان هذا المرضُ يأخذُ حياةَ العديدِ من الأميراتِ من قبلِها، 
والآن جاءَ دورُها لتفقِدَ كلَّ شيءٍ.

كانت تتقيَّأُ دمًا خلالَ النَّهارِ، وتبكي ليلًا بسببِ الألمِ في صدرِها. 

كانت تعاني من آلامٍ شديدةٍ، وتعلمُ أنَّ الأمورَ ستزدادُ سوءًا مع مرورِ الوقتِ، 
مما جعلَها تتمنَّى الموتَ فورًا.

بسببِ مرضِها، لم تستطعْ مغادرةَ غرفَتِها، وكان الرَّجلُ يزورُها مرارًا وتكرارًا. 
وهذا ما لم يكنْ يحدثُ من قبلُ.

تجاهلتْهُ جولييتُ كما كانت تفعلُ دائمًا، 
وحاولت طردَه في كلِّ مرةٍ، لكنَّهُ استمرَّ في العودةِ بشكلٍ غير معهودٍ.

رغمَ محاولتِها تجاهلَهُ، إلا أنَّ إصرارَه جعلَها تستسلمُ في النِّهايةِ.

في يومٍ من الأيَّامِ، لم تعُدْ ترغبُ في طردِه. 
كانت متعبةً جدًّا حتَّى تُعبرَ عن غضبِها أو إرادتِها. 
الرَّجلُ كان شديدَ الإصرارِ لدرجةٍ جعلَتْها تشعرُ أنَّهُ من الأفضلِ لها الاستسلامُ.

لذلك، استسلمَتْ، وكان هذا هو اليومَ الأوَّلَ الذي دخلَ فيهِ غرفَتَها.

بمجرَّدِ أن رأتهُ بعدَ فترةٍ من الوقتِ، سخرتْ منهُ.

"كيفَ الحالُ؟ هل أنتَ سعيدٌ الآنَ؟"

كانت نبرةُ حديثِها مليئةً بالسُّخريةِ واللَّومِ. 
توجَّهتْ بنظراتِها إلى الرَّجلِ الذي كان واقفًا بثباتٍ كما كان دائمًا، 
حتَّى مع وجهِها الشَّاحبِ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى.

"لم أعدْ أملكُ شيئًا أستطيعُ فعلَهُ كما أريدُ، 
لكنَّكَ سعيدٌ لأنَّكَ تحصلُ على كلِّ ما تريدُ، أليس كذلك؟"

كانت كلماتُها موجَّهَةً فقط للَّومِه. 
كانت تعلمُ أنَّ لومَهُ لن يُزيلَ العبءَ الثَّقيلَ الذي في قلبِها. 
كانت لا تزالُ تعاني وتَشعُرُ بالاختناقِ.

عدتُ بعد وفاةِ زوجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن