الفصل التاسع عشر "العدل أساس الملك"

20 3 0
                                    

********
لا تنتظرنّ العدل من قادة زيفوا الحقيقة
ليرضوا أنفسهم
********

وجد "مراد" جثة فتاة تبدو في مقتبل العمر, كانت مطعونة ببطنها, اقترب منها في خوف و عندما أدار وجهها ناحيته سمع صوتًا, صوتًا جعله يفلت الجثة من يده عالمًا بأن قد نُصب له فخ محكم, فـسب بصمت ثم استدار, كيف لا يكون فخًا و هو يسمع قول الضابط:

-اثبت مكانك يا مراد

نهض "مراد" من مجلسه ببطئ، ثم توجه ناحية الضابط دون أن ينطق فاه بكلمة، ماذا عساه يفعل؟ لقد أمسك متلبسًا، ناصبًا له أحدهم فخا محكم الإنصاب

لا جهد له لمحايلة لن تفيد، هو يعلم أنه في خطر شديد، لكنه آثر التزام الصمت حتى تسنح له فرصة مناسبة...
_____________

انتشر خبر القبض على "مراد" بين معارفه كالنار في الهشيم و أسرع الجميع مهرولين ليكونوا معه في تلك المحنة.

بادر "رضوان" بتوكيل  محامي كبير لعله يساعد ولو قليلا...

أما عن باقي الماثلين فمنهم من ظل يبكي منتحبًا كتلك الزوجة البائسة و الأخت التعيسة، و منهم من أظهر الصمود المنافي لما يعج به صدره ك"رضوان" الذي ظل ثابتا رغم الدموع التي ترقرقت من عينيه آسفًا على فلذة كبده، متوعدا لهذا الذي كتب نهاية مصيره بيده...

مرت دقائق كأنها ساعات حتى خرج "مراد" برفقة المحامي و الذي يبدو على وجهه الراحة و الامتنان...

اندفع الجميع نحوهما ليتسائل "رضوان" في لهفة:

-طمني يا متر

تحدث المحامي بهدوء:

-متقلقش يا أستاذ رضوان محدش قدر يثبت عليه حاجة

سألت "أفنان" مسرعة:

-يعني مراد هيخرج يا متر؟

-مش بالظبط، هو هيتحبس لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع و يثبت إن اللي على السكينة دي مش بصمات مراد و دة أمر سهل يعني بما إنه ملمسهاش نهائي

حمد الجمع الله في نفوسهم، شاكرين مرور تلك المشكلة مرور الكرام، لكن قطع وصلة الراحة تلك قول المحامي:

-اللي مش بسيط بقى إن القضية دي ليها علاقة كبيرة أوي بقضية أفنان

نظر الكل إلى بعضهم بصدمة، خصوصاً تلك التي لم تعلم أن لها قضية قد فتحت، تساءلت "أفنان" في دهشة:

-قضية ايه اصلا أنا مفتحتش قضايا!!

-إزاي يا بنتي؟

القضية دي مفتوحة من 3 سنين يعني بعد الواقعة بأسابيع معدودة لما كنت في المصحة، و لما النيابة لقتك غير مؤهلة نفسيا للشهادة و مفيش أي شهود عن الواقعة قفلوا القضية، و رجعت اتفتحت تاني لما جاسر جاب داوود القسم بتهمة اختطافك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

و يبقى الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن