رواية "عالم آخر".
الفصل الثاني:
"خُـدعَـة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوصل عمر إلى حافة الشارع، ثم ركض مسرعًا ورأى الناس متجمعين أمام المنزل. كانت سيارة الإطفاء قد وصلت للتو وأخمدت الحريق، بينما كانت الإسعاف في طريقها إلى المنزل حتى وصلت وأخذت والدة عمر. كان يبكي بشدة على حال والدته.
وصلت نور برفقة مريم، وكانت تنظر إليه من بعيد بحزن وشفقة، ثم ركب سيارة الإسعاف مع والدته. وبمجرد ذهابها، جاء جمال وتعجب من كثرة الناس، فسأل أحدهم عما يحدث. قص عليه ما حدث، وحينها شعر جمال بالذعر وسأله عن عمر، فأخبره الشخص بأنه بخير وقد ذهب لتوّه مع والدته في سيارة الإسعاف.
عاد كل واحد إلى حيث كان، وظل جمال واقفًا يمسك بهاتفه حتى رأته نور، فتعجبت، ثم ذهبت إليه متسائلة:
- بابا! حضرتك بتعمل إيه هنا؟
- أنتِ اللي بتعملي إيه هنا!
- أنا كنت معدية من هنا وشوفت الحريقة اللي قامت في البيت ده، وحضرتك؟
ظل جمال صامتًا وهو يتصل بنادر ليخبره بما حدث. فأجابه نادر بأنه يعرف بالفعل وأن عمر قد نسى هاتفه. توقع جمال أن عمر قد ذهب إلى أقرب مستشفى، فقرر أن يأخذ نور ومريم ويذهبوا إلى المستشفى.
كانت نور تشعر بالقلق وتطرح الأسئلة طوال الطريق، تسأل والدها عما حدث وإلى أين سيذهبون، لكنه لم يجيبها بكلمة واحدة، بل ظل صامتًا يشعر بالخوف والقلق. كانت حالته تعكس توتره وتوجسه، مما زاد من قلق نور ومريم أيضًا.***
ما زال التحقيق جاريًا في قضية رجل الأعمال الراحل طاهر المنسي، وكان عادل جالسًا في مكتبه بصحبة رفيقه المقدم حسن الصياد. أخبره حسن أنهم لم يصلوا إلى أي طرف خيط حتى الآن، ويبدو أن القاتل كان بارعًا ولم يترك وراءه أي أثر يدينه. كان عادل شاردًا يفكر في زوجته وحديث أبيه مساء البارحة، فنظر إلى حسن وقال له:
- يعني إيه يا سيادة المقدم، ملف القضية هيتقفل على كده؟!
- يا سيادة الرائد القاتل محترف خطط ونفذ.. حتى المكان مفهوش غير حارس العقارات اللي اعترف بعد كده إنه كان متخدر..
- يعني إيه كان متخدر، وليه المعلومات دي موصلتليش لحد دلوقتي؟
- على حسب معلوماتنا واعتراف بدوي حارس العقار، قال إنه كان بيقضي خدمته الليلية والمفروض إن تاني يوم الصبح هيستلم واحد مكانه اسمه رجب، بس رجب كان متفق معاه إنه هيجيبله العشا وهيرجع بيته تاني لأن رجب كان ساكن قريب من موقع الجريمة..
- وطبعًا بدوي كان في أوضته لا بيه ولا عليه والقاتل اتسحب باحتراف وخدّره..
- الغريب بقى إن في حلقة مفقودة في الجريمة دي.. وهي إن ليه القاتل مخلصش على بدوي بدل ما كان يخدّره طالما كده كده هو واثق إنه مش هيتجاب..؟
فقال عادل بانفعال:
- جرى إيه يا سيادة المقدم، يعني إيه واحد يروح يقتل ويبقى واثق إنه مش هيتجاب؟ في حاجة اسمها قانون وهيتجاب وهيتعدم في ميدان عام.
- اهدا بس يا عادل أعصابك مش كده.. من امتى واحنا بنتعصب بسبب شغلنا اللي متعودين عليه، شكل في حاجة مضايقاك.
قال عادل بهدوء وبنبرة أسف:
- أنا آسف يا حسن.. عندي شوية مشاكل في البيت ومش قادر أتغلب عليها بس أنا اللي غلطان عشان بخلط حياتي الشخصية بالشغل، على العموم أنا عايز عنوان بيته وعنوان كل قرايبه الموجودين هنا في القاهرة، محتاجين إذن من النيابة بتفتيش البيت وبالتحقيق مع جيرانه.
- حالًا هكلم سيادة النائب..
أنت تقرأ
عَالَم آخَـر
Actionلكل منّا عالمه الآخر، العالم الذي لا يعرفه أحدٌ سوى صاحبه فقط.. ماذا يفعل وما الذي يوجد بداخل عالمه هذا! حقًا لا نعلم وليس من شأننا معرفة ذلك، ولكن هل يمكن للشخص الغامض الذي يملك عالمه الآخر أو عالمه الثاني.. بأن يرتكب الجرائم من أجل استرداد حقوق ال...