الفصل الثاني"اسرار في أفق"

0 0 0
                                    

في ساعات الظهيرة، عندما بدأ ضوء الشمس يسطع بقوة أكثر عبر الأفق، كان القصر الملكي في إيريسيا يعج بالحركة. أسواق المدينة المزدهرة، التي كانت تندمج مع مشهد القصر، أضحت تعج بالنشاط والضجة. سكان إيريسيا كانوا مشغولين بحياتهم اليومية، لكن الجو العام كان محملاً بشعور غامض، كما لو أن الجميع يشعرون بتغيير قادم.بينما كانت الشمس ترتفع في السماء، عاد أليكس إلى القصر، حيث استقبله الملك، والدته الملكة أستريد، وأعضاء من مجلس الأمناء في القاعة الكبرى. كان الإيقاع سريعًا، وكان هناك نقاشات غير متوقعة حول الوضع الحالي للمملكة والأحداث الأخيرة في الغابة."سيدي، أين كنت؟" سأل الملك بلهجة تحمل علامات القلق. "تحدثتُ مع نيكولاي عن تفاصيل الأحداث، ولكن لم نكن مستعدين لما اكتشفتموه."أجابه أليكس بتعبير جاد، قائلاً: "لقد شاهدنا شيئًا غريبًا، لا يمكن وصفه بكلمات. كان هناك كائن في الغابة، يشع بألوان غير طبيعية.
كان كأنه يبعث برسائل غير مفهومة.""الكائن؟" تكررت الكلمات في القاعة، وجعلت كل الوجوه تتحول نحو أليكس. "هل تعتقد أن هذا له علاقة بالشفق؟"أخذ أليكس نفسًا عميقًا، وهو يتطلع إلى الملك والملكة. "نعم، أعتقد أن الشفق ليس مجرد ظاهرة جوية. هناك قوة غير مرئية تتداخل مع ما نراه، وربما يكون هذا الكائن جزءًا من اللغز."في تلك اللحظة، دخل المنجم الخاص بالقصر، وهو رجل ذو لحية بيضاء وعيون حادة. كان معروفًا بقدراته في تفسير الظواهر الغامضة. توجه مباشرة إلى أليكس والملك، وقال: "لقد كنت أراقب السماء والشفق منذ فترة، وأعتقد أن هناك تغييرات قد تكون مرتبطة بالأساطير القديمة.""ماذا تقصد؟" سأل الملك، وهو يرفع حاجبيه.أجاب المنجم: "الأساطير تتحدث عن قوى قديمة، غامضة، التي تظهر عندما تكون المملكة في خطر. قد تكون هذه الظواهر جزءًا من نبوءة قديمة أو تحذير من قوة مظلمة.""إذا كان ما تقوله صحيحًا، فماذا علينا أن نفعل؟" سأل أليكس، مضيفًا. "كيف يمكننا مواجهة هذه القوى المجهولة؟"قال المنجم بحزم: "يجب علينا البحث عن الوثائق القديمة، النصوص التي قد تكون نُسيت عبر الأجيال. قد تحتوي على معلومات حول كيفية التعامل مع هذا النوع من القوى."بدأت المناقشات تدور حول كيفية العثور على هذه الوثائق

وبينما كانت الاجتماعات مستمرة، كان أليكس يلاحظ الهمسات الخفية بين أعضاء المجلس. كان واضحًا أن القلق كان يعم الجميع، وكان هناك شعور بأن الأمور على وشك أن تتغير بشكل كبير.أثناء الليل، بينما كان القصر يهدأ ويغمره السكون، كان أليكس يتجول في حدائق القصر، محاطًا بظلام الليل الهادئ.

كان يفكر في ما اكتشفه، وفي اللغز الذي بدأ يتكشف أمامه. كانت الأضواء التي كانت تتلألأ من بعيد تبدو وكأنها تذكره بالكائن الغامض الذي رآه في الغابة.وفي تلك اللحظة، شعر بشيء يتحرك خلفه. استدار بسرعة، ليجد امرأة تقف في الظلال. كانت ترتدي ثوبًا أسودًا بسيطًا، وتلف رأسها بغطاء خفيف.

شعرت بوجودها الغامض دون أي ضجيج، وكأنها ظهرت من العدم."من أنتِ؟" سأل أليكس بدهشة، وهو يتقدم نحوها. "كيف دخلت القصر؟ وما الذي تريدي من هنا؟"ابتسمت المرأة ببرود، وأجابت بصوت هادئ: "لم أكن أخطط لإحداث ضجة، لكني هنا لأساعدك في فهم ما يحدث.""مساعدة؟ من تكونين؟" سأل أليكس، وهو يحاول فهم كيف وصلت هذه المرأة إلى القصر دون أن يُكتشف أمرها."أنا سيرافينا، ومن بين من يمتلكون معرفة قديمة عن الأساطير التي ربما تكون مفيدة في حل اللغز الذي تواجهونه. كنت أراقب الوضع من بعيد، وقد جئت الآن لأقدم لك بعض المساعدة."فاجأ أليكس اسم سيرافينا، لكنه كان أكثر انشغالاً بموضوع كيفية دخولها إلى القصر. "كيف تعرفين عن تلك الأساطير؟ وكيف دخلت إلى هنا دون أن يراك أحد؟""لدي طريقتي الخاصة في الحصول على المعلومات،" قالت سيرافينا بلباقة. "لكن الوقت ليس مناسبًا الآن للتفاصيل. ما نحتاج إلى التركيز عليه هو ماذا تعني هذه الظواهر وكيفية مواجهتها."قال أليكس بحزم، "إذاً، إذا كنتِ تعرفين شيئًا يمكن أن يساعدنا، فعليكِ أن تقولي كل ما تعرفينه الآن."أجابت سيرافينا، "أساطير قديمة تقول إن هناك قوة مظلمة تحاول العودة إلى عالمنا. الشفق الذي تراه هو علامة على أن هذه القوة بدأت تستعيد قوتها. النصوص القديمة التي يجب أن تبحثوا عنها قد تكون هي المفتاح لفهم كيفية إيقافها."توجهت سيرافينا إلى أحد الأماكن المظلمة، وأخرجت من حقيبتها الصغيرة مجموعة من المخطوطات القديمة. عرضتها على أليكس، وهو يتفحصها باهتمام."هذه النصوص قد تكون جزءًا من الحل،" قالت سيرافينا. "لكن عليك أن تكون حذرًا. كل خطوة تخطوها قد تكون محفوفة بالمخاطر."مع إشراقة الفجر، بدأ أليكس وسيرافينا تحضيراتهما للبحث في النصوص القديمة. كان لديهم الآن دليل جديد، وربما مفتاح لفهم أسرار المملكة المظلمة.

حراس ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن