الفصل الاول

4 1 0
                                    


رجوتها لتكن اخت لي.
رجوتها لتكن أما لي.
رجوتها لتعطيني حنانا سُلِبٓ قصرا في طفولتي.
رجوتها لتعطني حضنا اشكي لها عن ما يثقل صدري.
رجوتها كثيرا لكنها لم تعطي.

اهملتني أشد الإهمال في طفولتي.
تركتني في منزل أشخاص لا بيت امان.
ترعرعت بشخصية مهزوزة.
ولا زلت احتفظ بذلك الجانب المهزوز لكنني و والله انني اتصنع القوة.
لم اتعلم بناء شخصية بل تعلمت قمع شخصية على حساب الأخرى.
مقدرتي على تذكر ولو لذكريات بسيطة معها في طفولتي معدومة.
لا استطيع تذكر حياتي أو بالأحرى مقتطفات من طفولتي معها.
فضلت الذهاب و تركي خلفها دون الالتفات.
كان الالتفات لي مجرد مرحلة ضعف خاضتها بداية حياة امومتها.
لم تقم بدور امومتها.
اذكر رؤيتي لام اطفال وهي تمتطرهم بكلام معسول.
اذكر رؤيتها تمطرني باسوء الكلام.
تسرد لي عن قصص طفولتي الجميلة معها لكنني لا اذكر.
بدأت بالشك أن تلك القصص لا وجود لها.
هوايتها المفضلة هي جلب الاحراج والعار لي منذ صغري.
جعلتني امقت شكلي .
جعلتني اتمنى الموت على أن أستمر بالتنفس معها بنفس البيت.
تجعل دموعي تحفر طرقا على وجنتاي.
منعتني من عيش دور طفل.
جعلتني مراهق بعمر الطفولة و شاب بعمر المراهقة.
جعلتني اهاب صوت أقدامها وهي اتية ناحيتي.
جعلتني أتقن الكذب و الاختباء خلف مشاعر تمنيت أن أظهرها بدون شعور الثقل والعار من نفسي.

كرهت نفسي كوني ضعيفة.
كرهت نفسي كوني لم أكن بمستوى الابنة التي كانت تطمح لها.

في صغري لُقِبت بفتاة حنونة ذات مشاعر حساسة و اعجبت به لشدة لطفه ولكن اظن انها لم تره باللطف الذي رأيته به.
حاولت مرارا بناء شخصية محببة لها لكنها ما تسارع باكتشاف عيوب مهما بلغ صغر حجمها.

لم اعجب بنفسي التي صنعتها لأجلها وهي كذلك.
اراها تبتسم في وجوه الكثيرين لكن عندما يأتي دوري تنسى كيف تبتسم.
اسمع صوت قلبي وهو يتمزق لأشلاء وأنا أراها تبتسم و تضحك بهستيرية مع غيري.
دائما ما كنت أتلقى مديح عن أنني أملك الطف ام بالكوكب لكن لا أحد يعلم ما يوجد خلف ستائر اللطف.

كلما أحسست أنني اتقدم بعلاقتي معها تأتي و تحطم احساسي.
لم تكن الحضن الدافئ الذي حلمت به ولم اعيش مراهقة كما تمنيت في طفولتي.

اذكر أنها حاولت ابعادي عن اصدقاء حلمت بتواجدهم في حياتي و اذكر أنها استمرت بالقول أنني لا استحق اصدقاء.

لا اطيق الاقتراب منها.
لا اطيق رؤيتها.
لا اطيق تواجدنا بنفس الغرفة.

لم تجعلتني أشعر بالامان معها.
جعلتني دوما أضحوكة امام أقاربها.
لم تتقبل ابنتها كما هي بل حاولت تغييرها بشتى الطرق.

اذكر الايام التي قضيتها بكاءً لأجلها.
جعلت عقدة النقص جزءا لا يتجزأ من شخصيتي.
أفكاري حول أنني شخص ناقص لا نهاية لها.

لا استطيع تصديق شخص قال لي أنني شخص مهم في حياته.

انا الان أتممت الثامنة عشرة ربيعا من عمري والى الان لا اذكر اخر مرة أحسست بها بالاكتفاء بنفسي أو بها.

















To be continued....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 16 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

NEOMWhere stories live. Discover now