prologue

324 13 13
                                    

   بانغكوك - تايلاند

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


بانغكوك - تايلاند

على تلك الأرض البعيدة، حط الربيع رحاله وتفتحت أزهار اللوتس في بقاع، بينما تساقطت زهرات الكرز في بقاع أخرى.

فتى ذو قوام متناسق وطول متوسط يتنقل بخفة فوق البلاط الرخامي، يسمح لجسده الهزيل بالانزلاق بين الأروقة الشاسعة بخفة، ينزل درجات السلم متخطيا بضع درجات لاستعجاله، يحيي بابتسامة ساحرة كل من يصادف طريقه من الحرس والخدم، ربما كان ذلك سبب كونه محبوبا بينهم جميها على حد سواء.

وقف لاهثا أمام باب إحدى الغرف وطرقه بخفة، لكنه لم يجد الاجابة المعهودة.

-"أمي؟" لم يتلقى الرد، فاقتحم الغرفة مستغربا ظلمة المكان.

متجاهلا الأمر توجه إلى النافذة وأزاح الستائر لتتسلل أشعة الشمس كاسرة العتمة، ويتسلط الضوء على جسد والدته المتكور أسفل الملائات.

-"أمي!"
ركض متفقدا إياها، كانت شفاهها بيضاء، بشرتها شاحبة، وقد تكونت الهالات السوداء تحت عينيها الذابلتين، شعر بارتجافها عندما حطت يده على جبينها
لقد كانت تحترق...

-"يا إلهي.." تكورت الدموع في عينيه، لم يرى في حياته أمه بهذا الضعف، وفي ثانية استجمع نفسه وقرر اتخاد خطوات سريعة قبل انتكاس حالتها الصحية أكثر.

غادر الغرفة بأقسى مالديه من سرعة، متوجها إلى المطبخ الكبير في آخر الرواق، هناك حيث تلقاه الخدم باستغراب.

-"آنسة نامتان، أرجوك، أمي!"
التفتت المعنية اثر سماع صراخه، كانت سيدة في أواخر العشرينيات، والأصغر بين كل الخدم هناك، إلا أن ذكائها وتفانيها في العمل جعلها تتفوق على الجميع، وتعين بذلك المشرفة على كل شؤون القصر.

-"اهدئ فورث حسنا؟، اجعل كلامك واضحا!" هزت كتفيه عاقدة حاجبيها بقلق، تحاول تهدئة الذي بالكاد يلتقط أنفاسه بين دموعه المنسكبة.

-"أمي تحترق! افعلي شيئا، أتوسلك"
-"مال-"
-"إنها مريضة جدا، لقد جئت لأتفقدها قبل وهلة، حرارة جسدها ليست عادية على الاطلاق، لقد بدت وكأنها تفقد الوعي، لا أعلم مالذي سأفعله الان!" قال دفعة واحدة.

-"اهدئ، سوف أتدبر الأمر، عد إلى الغرفة وجهز حماما دافئا، أغلق النوافذ، سأوافيك بالماء البارد والمنشفة ، من المهم التركيز على إخفاض حرارتها اولا" أومأ المعني إثر توجيهاتها وانصرف، استدارت موجهة حديثها نحو أحدهم.

-"مارك، اذهب الى الصيدلية، أحضر أدوية الحمى وما إلى ذلك من مضادات حيوية"

كان تدخل الآنسة نامتان، مشرفة الخدم هو الصواب بعينه، انخفضت حدة حرارتها عما كانت، وقامت إحدى الخادمات بتحضير حساء دافئ، بينما كان الاثنان ينتظران عودة مارك.

-"فورث.." كانت قد استعادت وعيها، مزيحة بذلك ثقل صدر الأصغر.

-"امي! هل أنت بخير؟ هل تشعرين بتحسن؟!" ساعدها على الجلوس متفقدا حرارتها بقلق ملحوظ، قدمت نامتان الحساء إليها وحثتها على تناوله، إلى ان هذه الأخيرة لم ترتشف منه إلا القليل.

-"أنا بخير...فورث، يجب ع-ليك تفقد السيد الص-"

-"إهدئي، سوف اتحدث إلى سيدة المنزل، لا تقلقي ستتفهم الأمر" قاطعتها نامتان تضع الحساء بعيدا، أعادت الاخرى إلى وضعية الاستلقاء تقلب المنشفة في الماء وتعيد وضعها فوق جبين المستلقية على سرير المرض. لم تبدُ مرتاحة لسماع ذلك، كانت تعابير القلق جلية على ملامحها المتعبة، ولم تخفى على القابعان أمامها.
-"كلا! سأكون بخير لا حاجة لذلك، فورث سيتولى الامر مكاني إلى حين عودتي"

-"هل انتِ متأكدة؟" قاطع حديثهم طرق الباب، في تلك الاثناء دخل مارك حاملا علب الدواء بين يديه، استقامت نامتان بعدما عدلت المنشفة لآخر مرة وتوجهت إليه، جرت بينهما محادثة قصيرة حول كيفية الاستعمال، انتهت بخروج الشاب من الغرفة.

عادت مشرفة الخدم إلى السرير، ناولت المستلقية قرص الدواء مع كأس ماء.

-"ثقي بي" نبست بثقة بينما تعاود الاستلقاء، أدارت رأسها للأصغر وأمسكت يده مبتسمة بحنان
-"فورث بني..."
أومأ شادا على يديها، ممتنا لملامحها المسالمة، ملامحها التي لم تفشل في إدخال السرور على قلبه يوما.

-"لدي مهمة صغيرة لك"

على تلك الأرض الراقية، في قصر شهدت جدرانه على بداية قصة فريدة، لم تشهد مثيلا لها من قبل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

على تلك الأرض الراقية، في قصر شهدت جدرانه على بداية قصة فريدة، لم تشهد مثيلا لها من قبل..
عيون لم تبصر نور الفجر يوما...
أيستطيع شيء كالحب إيقاض قلوب اعتادت عتمة الحياة؟ أوتكفي تلك المشاعر لتغيير عالم أحدهم بأكمله؟ أيسع للمرأ قراءة عيون لا لغة لها ولا حياة فيها...؟

~خد بيدي إلى النور~

___________________________________

🫢
اشوفكم~

|Lead Me To The Light|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن