9

112 9 6
                                    


~~~

لقد تشاجرت مع أصدقائي منذ المدرسة الابتدائية، وكلما حدث ذلك كنت أعاني من الحمى وأظل طريح الفراش، وخلال المدرسة الإعدادية، أصبحت الحمى أثناء فترات الامتحانات روتينا يوميا، وبعد تسريحي من الجيش، حذرني جدي، الذي كان يصر على تحضير وإعطائي دواء عشبي في كل عطلة

"نعم، لقد انت حساسًا بشكل غير ضروري مثل فتاة في سن صغيرة"

لحسن الحظ، تحسنت صحتي بشكل كبير بعد الخدمة العسكرية، وبعد عودتي إلى المدرسة، اضطررت إلى العمل بدوام جزئي بلا هوادة لسداد الإيجار ونفقات المعيشة، وإذا بقيت في الفراش مريضا، فلن أجد ما أتناوله من طعام، وبعد أن أصبحت مستقلا عن والدي، لم يعد لدي من يعتني بي، ولم أتمكن من تحمل تكاليف يوم إجازة عندما كنت مريضا

أدركت، وكأنني أكذب، أن ما حدث بعد زوال الحمى لم يعد أكثر من تمثيل، لم يكن الأمر يتعلق فقط بالقدرة على التحمل بالنسبة لأولئك القادرين على التحمل، بل كان الموقف الذي يتطلب القدرة على التحمل في حد ذاته هو القدرة على التحمل

ولكن بعد أن أمضيت السبت الثاني معه، عندما عدت إلى المنزل صباح الأحد، ارتفعت درجة حرارتي إلى 39 درجة، وتقيأت حمض المعدة رغم أنني لم أتناول أي طعام، وفي النهاية، لففت نفسي ببطانية واستلقيت على أرضية الحمام، ارتجف جسدي، ورغم أن التورم في أردافي قد هدأ إلى حد كبير، إلا أنني لم أستطع الجلوس أو الاستلقاء، كنت خائفا من النظر إلى كدماتي المحمرة، حتى عند تغيير ملابسي، ولم أستطع استخدام المرهم الذي أحضرته

عندما كنت مصابًا بالحمى ظهرت أمي في حلمي لأول مرة منذ فترة طويلة لمست جبهتي، التي كانت ساخنة بسبب الحمى بيدها الباردة النظيفة

"أم..."

عندما ناديتها بصمت غطتني أمي حتى ذقني بالبطانية وابتسمت بوجه متعب، قالت بهدوء

"لا بأس بالنوم أكثر إذا نمت واستيقظت ستختفي الحمى، لقد تناولت الدواء تحتاج إلى الراحة بعمق للنهوض مرة أخرى غدًا.. "

وبينما همست اتسعت الفجوة بين شفتيها ببطء، اجتاح الفراغ الأسود وجهها بسرعة، اخترقت الذراع الممتدة على عجل الثقب في وجه أمي

عندما فتحت عيني وجدت نفسي راكعا على أرضية الحمام الباردة، كنت أتنفس وأرتجف وجبهتي ساخنة، كان الظلام كثيفًا على النافذة

كان حلقي المتورم يؤلمني، وكانت الدموع التي تجمعت في عيني تتدفق ببطء وتتجمع على الأرض

إلى أين كنت ذاهبًا ؟ ما الذي كنت أسعى إليه؟ ربما كان ما كنت أبحث عنه قد ضاع منذ فترة طويلة، أو ربما لم يكن موجودًا في المقام الأول، والآن، بعد أن وصلت إلى هذه النقطة، راودتني أخيرًا مثل هذه الأفكار، مثل شخص وصل إلى نهاية طريق مسدود ينتظر منذ البداية

سيد السبت-مـُترجمـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن