18❥ عودة.

53 13 16
                                    


بعد شهرٍ كامل ، في المنطقة الغربية من باريس.

كانت السماء قد أنتهت من البكاء وسُقيّ الأرض ، لتكونَ الآن مليئة بقوسٍ يملئ السرور لكُل فردٍ يراه.

ومنهم أنا..

كانت ابتسامة هادئة علت محياي وأنا اتأمل جمالَ السماء ، بينما امشي في الشارع وبرفقتي صبي صغير ممسكًا بيدي.

"أختي ، أنتِ ستعودين غدًا للقاعدة صحيح؟" سأل هو لأومأ له رأسي ، مما جعله يعبس.

"لقد حصلتُ على اجازة لشهرٍ واحد فقط ، وأنتهت الإجازة " بررتُ له بهدوء بينما اُداعب خصلات شعرهِ السوداء.

مع محاولة كبح ضحكتي لعبوسه.

"متى سأراكِ مجددًا؟"

رفعت رأسي اتظاهر بالتفكير ، قبل أن تتسع ابتسامتي وأنا انظر له: "كُل أسبوع يُسمح لنا بالخروج 'عدا أيام المهمات' يوم الجمعة والسبت"

ابتسم مجددًا وهو يحتضنني: "سأشتاقُ لكِ"

"تأكد من تناول وجباتك ، وعدم السهر أيضًا" ألقيتُ عليه أوامري واومأ رأسه بجديّة يستمعُ لي.

استمررنا بالمشي بعدها ، وتسوقنا كثيرًا حتى موعد غروب الشمس ، وعدنا بعدها للمنزل.

صباحَ اليوم التالي ، ودعتُ إلما جيدًا وغادرتُ بعدها إلى شرقِ باريس ، إلى القاعدة.

أنا وإلما ، كلانا فقدنا عائلتينا في ظروفٍ مختلفة ، والوحدة هي ما جمعتنا لنُكوِن عائلة صغيرة.

قبل شهرٍ ، وعندما كان الحزن والاكتئاب ينهشانِ عقلي .. طلبت مني لورين الخروج واراحة قلبي لشهرٍ بعيدًا عن القاعدة.

وبما أني شخصٌ كان يحتاج للابتعاد عن ما يُذكرني بحزني ، وافقتُ على اقتراحها وقد استلمتُ الإذن من الجهاتِ العُليا بمساعدة القائد كلارس.

وقبل أن اخرج بقليل ، ألتقيتُ بالقائد تشارلز وقد اعتذرتُ له عن قِلة احترامي له في السفينة ، وكم كان وضعي محرج وقتها رغم الحزن الذي نهشَ عقلي.

Kingdom of Paris || مملكة باريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن