بين الحب و الخطر

كوخ مهجور

أشار كارلو بيده ليبدأ حديثه وكانت نظراته تحترق بالفضول "أندرو لم أكن أتوقع أن تخوننا بهذه الطريقة ، ومن هذه المحققة الجميلة التي معك " بصوتٍ ساخر" .

حاول أندرو الحفاظ على غيرتة وهدوئه خوفاً على حياة إيلا وقال " كارلو دع إيلا تذهب هذا الأمر بيننا "

ضحك ووضع ذراعيه على بعضها وقال " إذاً أنتم هؤلاء الأشخاص الذين تسببوا في كل هذه المشاكل ، لقد تجاوزت حدودكم بالفعل ، هل لديكم أي شيء لتقدموه قبل أن أقرر مصيركم ؟"

تبادل أندرو وإيلا نظرات سريعة. كان أندرو يعلم أن عليهم أن يكونوا حذرين في كل كلمة ينطقونها وقال بهدوء " لم نكن نقصد أن نكون عائقاً لك لكننا أضطررنا لفعل ما فعلناه " .

رفع كارلو حاجبيه قليلاً ثم قال " أضطررتم ؟ كيف ذلك ؟" شعرت إيلا بالرعب لكنها حاولت جاهدة أن تخفي خوفها وقالت بصوت مهتز " لقد كنا فقط نحاول حماية من نحب أحياناً تجبرنا الظروف على إتخاذ قرارات صعبة " .

نظر كارلو إليها بتمعن ثم ضحك ضحكة باردة " حسناً سنرى مدى صدقكم عندما تواجهون الأختبار الحقيقي ستكونون عبرة لأي شخص يحاول التدخل في أعمالنا " ثم أشار إلى رجالة الحراس " خذوهما إلى الزنزانة سنرى كم سيصمدان " كان قصره في وسط غابة حالكة الظلام بجوار المبنى المهجور .

اخذوا الحراس بيد إيلا وبدأت بالصراخ بسبب ضغط الحارس بشدة على جرحها العميق وهو ينزف صراخها في ممرات قصر كارلو كانت قد مست قلب أندرو بشدة تحول وجه اندرو إلى قناع من الغضب الجامح .

كانت عيناه تتوهج بوميض من الشر وكأنها نيران متقدة ويداه ترتعش بشده عندما اجبروا الحراس ايلا على الصمت ، حاول كثيراً بكبت غضبه لكن غضبه كان اشبه بعاصفة تشتعل داخل صدره .

لم يكن آندرو ليسمح بأن تُمس شعره من شعر إيلا امامه دون ان يتحرك ، وبينما كان الحراس يجرون إيلا امامه نحو طريقهم للزنزانة راح الغضب يستعر في عروقه كحمم بركانيه تنتظر الأنفجار.

أنتظر أندرو عندما ابتعدوا عن اعين الآخرين ، في احدى الزوايا المظلمة للممرات الطويلة و أثناء طريقهما للزنزانة انتهز الفرصة .

بسرعه البرق انقض اندرو على الحارسين بضربه خاطفة اطاحت بأحداهما أرضاً ، قبضتة القويه تحطمت على وجه الأخر تاركه اياه يتلوى من الألم لم يكن هناك مجال للتردد كانت ضرباته قد اظهرت مدى الحنق الذي أختزن بداخله .

سقط الحارسين بلا حراك واندرو بنظره خاطفه امسك بيد إيلا وأسرع بها بين الممرات المعتمة . كانت خطواتهما تتسارع كدقات قلوبهم وبينما كانا يشقان طريقهما بين الممرات المظلمة حريصين الا يكتشف امرهما ،فجأة ظهر امامهم حارس من حيث لا يعلمون .

توقفت حركتهم وتسارعت نبضات قلوبهم بسرعه ، كان الحارس ينظر إليهم بنظرة متسائلة وقد بدأت الشكوك تراودة ، لم يكن هناك وقت للتفكير أو التراجع مد أندرو يده خلف قميصه وسحب سلاحه الذي كان مخبأ بعناية.