الفصل الثاني "حزن مكنون"

331 24 32
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤️
شوفتوا على وعدي😂
بسم الله الرحمن الرحيم
____________

في منزل آخر:

كان يجري حديث بين رجلين أحدهما أشيب الرأس، يقول بصوت مميز:

- مقولتش رأيك يعني في العروسة!

طالعه الرجل باقتضاب وبوجه متجهم، متسائلًا:

- هي عندها كام سنة؟

- 18 إلا شهر.

تعجب الرجل ورفع حاجبيه قائلًا في غضب:

- بجد والله؟ أنت َ بتقول إي!

- في إي يا ابني؟

- يا عمي، أنت دلوقتي ودتني أتقدم لواحدة مكملتش 18 سنة، وبتقول في إي!

- بقولك إي، أنا عملت كل حاجة في الموضوع دا عشانك، ودي البنت الوحيدة اللي وافقت على ظروفك، أنت عارف واحد بالظروف دي مش سهل يلاقي عروسة، وأنت عارف كدا كويس، وبالنسبة لحوار السن فأنتم مش هتتجوزوا غير لما تكمل 18 سنة.

- وانت بقى مصدق إنها موافقة؟

- وإي اللي يخليك تقول غير كدا؟

- طول ما احنا قاعدين مرفعتش عنيها عن الأرض!

- عشان خجولة ومؤدبة.

- بجد والله؟

- بص يا ابني، فكر كويس، على ما صدقنا نلاقي لك عروسة، أنا عن نفسي شايفها مناسبة جدًا، وكلها في الأول والآخر سنة وهتطلقوا، وهترجع حياتك طبيعية تاني، عالعموم روَّح كدا وريح، وهستنى رأيك بكرا.

وإلى هذا الحد انتهى الحديث بإماءة من الشاب الذي استعد للذهاب إلى منزله...

____________________________________

وكانت سارة في غرفتها، الصغيرة والتي لا يوجد بها سوى سرير صغير بنفس الحائط التي يوجد به الباب، ويقابله خزانة ملابس لا يوجد لها من نصيبها منها سوى رف واحد، وباقي الغرفة تحوي الأشياء القديمة، والأثاث المُخزن، فمنزلهم صغير يتكون من 3 غرف ضيقة وصالة صغيرة أيضًا، ومكان ضيق بالكاد يسمى مطبخ...

ولم تتوقف سارة عن البكاء بعد وكلما هدأت ثارت مشاعرها مرة أخرى؛ فتبكي من جديد، شعرت كم الهوان الذي في قلب والدها اتجاهها، هل لهذه الدرجة هي مهمشة في قلبه، وعبء كبير عليه؟ تعلم أن والدها قاسٍ عليها، ولكنها كانت تعذره؛ لأجل عمله الشاق، لكنه حقًا قاسي، ولا تهمه، هكذا أدركت، وأصبحت لا تملك السوى الدعاء من الله النجاة، وأن تتمسك بحلمها، وإن أصبح هباءً.

الفرصة الرابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن