البارت"٩"

263 14 1
                                    

-

تحاوط عنقه تبكي بشوق تنهار كل حصونها وقوتها اللي كانت متمسكه فيها طولت ست اشهر تحشر راسها بعنقه يرفع يده على راسها يضمها اكثر له لانها تخفي بكاها عن الكل الا عنه ،ينطق لها:حبيبتي
تبعد عنه تشوف سُهيل اللي اخذه لحضنه لطويل الوقت ،ربت عسكر على كتف اخوه اللي نطق:ياجعلني ما عدمتك يا اخوي ياجعلني ما عدمتك
ابتعد عسكر عن سُهيل اللي رفع طرف شماغه على عينه يخفي دموعه ،يسلم على لافي اللي يتحمد له بالسلامه والعقلان ،يناظر لها ولصدودها عن الكل لانها تبكي بسكون ،اقترب منها ياخذ بيدها بين يدينه يبين لها انه عندها وحولها وحواليها وان كل شي يهون ناظرت له تحس فيه والتعب اللي يحاول يخفيه ماهو تعب جسدي كثر ماهو نفسي شدت على كفه اللي يحضن كفه تستشعر قسوة كفه وتحس بدفء قلبه ،يخرجون يلتفت عسكر يشوف فهد بجانب المحامي يكلمه ،ولان القاضي ماحكم لفهد انه ينسجن الا انه راح يكون مراقب ،تشد وطن على يده توعيه انه طول بالنظر له لان من قهره كان وده يخنقه بين كفوفه ويفتك منه ينتهي منه ومن همه ،يلتفت لها يبتسم يشد على كفها يلتفت خلفه يشوف سُهيل متوسط لافي و خيّال ينطق لوطن:مستوى العلاقات زاد في غيابي !
هزت راسها بايه يبتسم لهم يبتسم سُهيل يوقن ان اخوه طايح ويحبها لان لاحظ طول الجلسه ان عسكر ما شال عيونه عن وطن وكانه يداريها بعيونه بس مرتاح وجداً لهم لانه لاحظ ان وطن يهمها عسكر لان طيلة الشهور اللي فاتت كانت تسعى لخروجه ونالت سعيها ،تشوف اخوانها و سُهيل يركبون السيارات تبتسم وطن خلف نقابها تنطق :عسكر
التفتت لها مشتاق وجداً لاسمه منها و بصوتها ينطق لها بكل صوته وشعوره :لبيه يا نجاة عسكر و وطنه
ابتسمت من مناداته لها وكيف انه يقول لها نجاته ،تنطق :نروح بسيارتك
هز راسه بايه ينطق لها:انتِ جايه فيها ؟
هزت راسها بايه،يبتسم كله لانها جايه بسيارته ينطق لها:فداك يا وطن
توجهو للسياره يركب مكان السواق وهي بجانبه مكان الراكب يشبك يديه بيديها ماهو مستوعب ان انتهت معاناته وان عوقه انفك ،رغم انه ماهو متطمن ابداً لعدم حضور عزام لانه يعرف ان هذا اليوم لعزام مهم مثل ماهو له مهم وللكل ،ناظر لها ينطق لها :امي تدري اني ابي اطلع
هزت راسها بالنفي تنطق :سُهيل مابغى يعلمها لجل ما تقلق
هز راسه بايه يستمتع بسوالفها وكلامها رغم قله الا انه على قلبه مثل الشهد ،ينطق لها:وحشتني وطن ،غربتي زادت وتغربت بدونك يا وطن عسكر
احترت من اعترافه بالشوق رغم انها اقوى منه شوق لاكن الفرق انه هو يفصح وهي تبقيه بداخلها ،ماتنكر ابداً ان قلبها يميل له وكثير هي ما عمرها كرهته رغم انها نفرت منه لاكن من بان لها كل شي كانها هدّت وخف نفورها او بالمعنى الاصح اختفى تماماً ،تنطق له:وحشتني اكثر يا عسكر
ابتسم كله لانها تبوح عن شعورها وعن وحشتها بدونه مثل ماهو كان مستاحش بدونها ،يكملون طريقهم لبيوت ال برّاق يرتجف داخل عسكر لانه اشتاق للبيت اشتاق لامه اشتاق لرذاذ اخته اشتاق لكل شي حتى ضجيج رواف و صراخ ابوه وهواشه واشتاق حتى لليلة زواجه من وطن لهواشهم لحضنه الاول بعد كثير العتاب والبعاد اشتاق لكل شي كل شي اشتاق له،وقف امام بيوتهم يشوف الحارس يفتح البوابه يشوف فزته من شافه ينزل عسكر يلتفت يشوف الحارس جاي له يحضنه يعبر عن شوقه لهم رغم عدم ايجاده للعربيه الا انه حاول يتكلم ،يضحك عسكر يربت على كتفه يبادله الحديث يساله عن احواله يلتفت لوطن يشوفها تحتريه يلتفت لبيتهم تتوجه وطن يّمه وبجانبه تمسك كفه يحاوط كفها يدخل بيتهم يلتفت بعينه يشوف امه امانه ومأمنه حنانه وقسوته قوته وضعفه برده ولهيبه امه حنانه امه جنته وناره يتوجه يّمها يركض ،لها تشهق هي من استوعبت ان اللي قدامها عسكر تبكي تنطق بعلو صوتها:ولدي عسكر ابوي انت
انحنى لاقدامها يقبلها بشوق بلهفة لامه لحنانه لجنته لمواساته لعلاجه لدواه لدكتورته امه ماغيرها يقبل قدمها يوقف بطوله يقبل كلتا كفوفها اللي ترجف يقبل كفوفها لطويل الوقت يقبل راسها مره وثنتين والف مره لانها تبكي بشوق لولدها بلهفه حرّه على اللي صابه ،يحضنها تشد على ثوبه تبكي على صدر ولدها على فقيدها اللي تعد الدقايق الايام لجل شوفته لجل تقر عينها فيه في ولدها بكّرها ضناها واول عيالها ينطق لها:قرة عينك يمه قرة عينك قرة عيني فشوفتك يمه لاتبكيني جعلني فداك تكفين يا يمه
قبل راسها يسمعها تنطق ببكي وشعورها كله :ولدي حبيبي قرة عيني فيك يا يُمه قرة عيني فيك يا ابوي انت يا ابوي بعد ابوي قرة عيني
هو ما تحمل كلامها لان من حضنها تجمعت الدموع بمحاجره والحين الحين تطيح تخذله يمسحها بطرف شماغه ،يقبل راس امه رفعت يدينها خديجه لوجه ولدها اللي قبل كل يدينها تحسس لحيته والشيب اللي غزاها لطولها تناظر لعيونه للسواد اللي هلكها واتعبها للدموع اللي بللت لحيته يضمها له من شاف انها تطالع لتعب وجهه يدري ويوقن انها تتعب من تعبه ،يقبل راسها للمره الواحده بعد الاف يهمس لها :تكفين يمه جعلني ما ابكيك لا تبكين لا تنزل دموعك انا عندك وحولك وبخير يمه بخير
ابعدت عنه من سمعت بكاء رذاذ اللي كانت جايه من دوامها رغم انها شافت سيارة عسكر للكن تعودت ان وطن تروح وتجي فيها ،يبتسم عسكر من عرف صوتها من عرف انها اخته رذاذ اللي من التفت لها تصرخ باسمه تركض ترتمي في احضان اخوها اللي كلنت طول هذي الشهور تشوف الموت الف مره وتشوف الهلاك التعب وان تمر عليها شهور ما تكف دموعها من النزول وتمر ايام وايام ما تذوق طعم النوم ولا الراحه تضم سندها وظهرها بهذي الدنيا كلها عضيدها واخوها حبيبها و ابوها تضمه بكل ما اوتيت من قوه لانها انهارت بكي وكانها ما بكت من ولادتها رغم انها طول الشهور هذي ما كفت دموعها ابداً ولا هدا لها بال نطق لها :جعلني ما عدمك يا رذاذ الغيم ورذاذ الحياة هذي جعلني ما عدمتك لا تبكين تكفين يكفي امي
ابعدت عنه تنطق له:رجعت لنا رجعت الحياة لنا عسكر لا تروح مره ثانيه عسكر والله والله ماذقت طعم الراحه يا اخوي يا عضيدي والله ما ذقتها
رفع يدينه لوجهها يمسح نهر دموعها ينطق لها برجفة صوته من هول المشاعر اللي تفجرت داخل قلبه لانها بين دموعها تحكي له وتكلمه عن تعبها وفقدها له وتحلفه ما يروح عنهم مره ثانيه يستوعب حجم المعاناة اللي عاشوها مثل ماهو عاشها :بالهون جعل عيني ما تبكيك تكفين وانا اخوك لا تبكين
ابتسمت لانه يقولها لا تبكي وهو عيونه غرقانه بالدموع رفعت يدينها تحضنه تحتاج حضنه وامانه والدفء اللي فيه،رفع نظره لوطن اللي صاده انظارها عن الكل والواضح انها تبكي هي ما تحملت الحنيّه المفرطه اللي تتمثل امامها والفقد اللي صار ،قبل راس رذاذ يقبل راس امه يطمنهم بكثير الكلام يتوجه لها يحضن كفها بكفه ينطق لها بهمس :جعل عيني ما تبكيك يا وطن روحي
شهقت بخفه تبكي ابتسم يحضنها له لانها تبكي رغم هدوء صوتها وعدم علوه بالبكى الا انها تبكي وتكثر شهقاتها الخفيه المكتومه ،مسك وجهها بكلتا يدينه ينطق لها بهمس وحنيه تغرق فيها حروف منطوقه :لا تبكي وطن روحي ترا قلبي يبكي على كل دمعه تنزفها عيونها لا تبكي وطن
حضنته بكل قوتها كلامه حنيته مواساته لها و كيف انه ينطق لها انها روحه و وطنه ،ابتعدت عنه تبتسم بعيونها المليانه دموع رفع يديه يمسح دموعها ،مسك كفها يتوجه يم امه ورذاذ ينطق :يمه جعلني ما عدمتك ليه الدموع
ابتسمت خديجه من شافت كفه ملاصق لكف وطن تنطق بينها وبين نفسها ان الله يديمهم لبعض لانها تشوف مداراته لها وحبه اللي ينطق من عيونه،توجهت يّم عسكر يجلسون على الكنبه عسكر متوسطهم خديجه على يمينه و وطن على يساره عند قلبه عند مسكنها و موطنها ،ابتسمت رذاذ تمتلى عيونها بالدموع لان المنظر قدامها حنون حنون حنون وجداً وكيف انه يداري امه وزوجته ويناظر لها يداريها بعيونه ،فز من شاف ابوه يدخل من الباب تسرع خطواته له لابوه يلتفت غياث على ولده على عسكر اللي ما انتظر حتى كلامه من انحنى لاقدام ابوه يقبلها يوقف يقبل كفه يقبل راسه يفتح غياث حضنه لولده اللي يقبل راسه يحضنه حضن الاب لولده رغم القسى والجفى اللي فيه الا انه ولده وهو ابوه مشاعره ما تنتفي ابداً ولا تخف لانه تشفق على ولده رغم انه ماكان يوضح اي شعور الا انه كان يتشفق على ولده وبكّره ،ربت غياث على ظهر ولده اللي قبل كتفه ينطق له:الحمدلله الحمدلله
كان يبي يقبل راس ولده الا ان عسكر رفض رفض قطعي وهو يقبل راس ابوه و كفه
-
-بعد صلاة المغرب-
عج المكان بكل من يعز عليهم عسكر بكل من فقده بكل احبابه وقرايبه بالكل بـ ال رعد جميعهم و ال برّاق جميع وكل من له صله بهذي العائلتين يفوح بالمكان ريح العود والبخور ،ريحة البُن الاخضر ،الهيل،الزعفران،ريحة القهوه السعوديه تكثر البشوت بوسط المجالس اللي يركض بها الخيل من كبرها ومن وسعها وفخامة تصميمها اللي ما يليق الا باكبر العوائل ،جلس عسكر بجانب اخوه سُهيل وبالجانب الاخر كان رواف اللي كانت مشاعره وقت لقاء اخوه عظيمه وكبيره جداً ،دخلو ال رعد جميع اكتملو الحضور تلمس الخوف داخل عسكر لان عزام ما لمحه ابداً وسال امير عنه وكان جوابه"له يومين ما شفناه واكيد انه مختلي بعمره" يعرف ويُوقن ان عزام ما اختلى بنفسه الا من حرّ ما يوّنس ويشعر به ماقدر يكمل منتصف العزيمه و اوقفه سُهيل من شافه يخرج من المجالس والحوش كله من شافه بالشارع يركب سيارته،مسك سُهيل باب السياره قبل يقفله عسكر ينطق:عسكر تعوذ من الشيطان وارجع
تنهد عسكر ينطق له :عزام يا سُهيل عزام ماجاء عزام اللي كل يوم يتردد لجل يشوفني عضيدي ماهو بخير افهم
مسك سُيهل كتوف اخوه ينطق له:امنتك باللي خلقك اجلس بس لين يقلطون العشاء كلها نص ساعة ويقلطونه تكفى
تنهد عسكر يتبع اخوه لداخل المجالس لان من اصرار اخوه عليه ما وده ينفي كلامه ويكسره لان هو ما كذب وكلامه صحيح العشاء مُقام لاجله وهو يطلع بارد مبرده! ماهي مو السلوم وان الناس متعنيه من كل مكان لجله
-
-مجالس النساء-
بين ضجيج السوالف وقرع الفناجيل وصوت المعازف الخافته و شيلات الترحيب،خطوات النساء بعالي كعبها روائح اجمل العطور والبخور واغلاها، كانت خديجه وسطهم بجانبها بناتها وطن و رذاذ بجانبهم ابتسام وبنتها سما قايمين على كل شي بفرحه وابتسامه خديجه من كثر فرحتها بخروج ولدها ودها تشيل الارض بين يديها لو احد يطلبها عيونها عطته من كثر فرحتها طول وقتها تزغرط وتهلي وترحب و تحمدالله على انعامه ولطفه فيهم ،التفتت وطن تشوف امها تناظر لكل شي وكانها ناقده ولا يعجبها شي رفعت يدها تنادي حور هزت حور راسها بمعنى "وش تبين" احتدت نظرت وطن لها تقوم بخوف و بلا نفس تتوجه لوطن تنطق لها:نعم وطن
نطقت لها وطن :امي فيها شي؟ تعبانه هي
هزت راسها بالنفي تنطق :لا مافيها شي ليش تسالين
هزت وطن راسها تنطق لها:خلاص ولا شي
عقدت حور حجاجها تتوجه بجانب امها اللي نطقت بهمس:وش تبي قليلة الخاتمه
تاففت حور تنطق بهمس :يمه ترا وطن ما سوت لك شي !
رصت ابتسام على يد حور تنطق لهاب بهمس حاد:بنتي وانا اعلم بها
تنهدت حور تتقهوى تناظر للبنات وحماسهم وحرارتهم بالتقديم،جلست وطن بجانب كنوز اللي نطقت لها:وطن كيفك والله وحشتيني مره ما صرتي تجين لبيت خالي عبدالله
ابتسمت وطن تمسك كف كنوز تنطق لها:يابعد الدنيا يا كنوز والله انتِ تعرفين الظروف ولا سنى لي وقت ابداً اني اجي او اروح
ابتسمت كنوز تنطق لها:والله من داعي محبه سالتك ولا هو شرهات ولا شي
هزت وطن راسها بايه تفهمها رغم فارق السن اللي بينهم الا ان تفكيرهم جوهم متقارب الابعد درجه ،جلست رذاذ بجانبهم تبتسم لكنوز لانها حبتها من حب وطن لها ،التفتت وطن تشوف سحاب و سما بجانب بعضهم والواضح من حركاتهم ان عندهم موضوع مهم تنطق لرذاذ:جن عوير وصوير
ضحكت رذاذ تهز راسها بايه لان وطن ما كذبت ابداً تنطق هي:بس وربي وحشني خبالهم وتهبالهم هاجدين مره
-
-اخر الليل-
انتهاء العشاء والعزيمه كلها الكل تفرق لاشغاله لحياته ،نزل من سيارته وقف عند المكان اللي متعود يلقى فيه عزام اذا بغى يختلي بعمره ،زاد قلقه كله من ما شاف سيارته او اي شي يدل ان فيه احد في ذا المكان همس بخوف من كل فكره مُرعبه مرت في داخله:الله يستر عليه من كل شر
تنهد يفتح جواله يتصل عليه رغم انه يحلف انه احرق جواله من كثر الاتصالات ،ركب سيارته بعد ما تاكد للمره المليون ان عزام مو موجود في هذا المكان وبس في هذي اللحظه ادرك تماماً ان عزام مو بخير ابداً ،مشى مبتعد عن امله الاخير في انه يلقى عزام فيه يتصل على سُهيل ينطق له :مالقيت عزام مدري وينه وجواله مقفل اسال عمي يمكن معلمه
اغلق من بعدها بدون ما يسمع رد سُهيل مو تقليل لاحترامه الا انه ما يبي يزعله لانه في اعلى مراحل الغضب رغم انه يكتمه داخله ولا يبين بس الحين الموضوع فيه اخوه و خوي دربه ،تنهد بكل مافيه من نفس داخل رئتيه ،يهدي من سرعته من لمح اشعار من عزام يناظر للطريق يفتح جواله يشوف الرساله يزداد صداعه يوقف بكل سرعته وكاد ان يصتدم بسياره اخرى ولاكن نجاء باعجوبه يتنفس بكل سرعة جسده يشعر بخفاق قلبه يفتح جواله مره اخرى يصدق يكذب عيونه اللي تشوف وان رساله وحده من عزام"عسكر طلعت! ماشاءالله الحمدلله اللي فك اسرك اعذرني وانا اخوك انا ماني في الديار ولا حولك استودعتك الله " كتب بكل سرعته"عزام وينك يا خوك وين ديارك انا اجيك ومعذور وانا اخوك اقلقتني "يتنفس يتطمن انه بخير وهذا همه ومبتغاه ،تنهد رغم كثرت الشك اللي صابه الا انه الان تطمن وكثير واكثر من الكثير ، توجه للبيت مرتاح لان اخوه بخير ،وقف السياره ينزل ياخذ الحارس المفتاح منه زي العاده يلبقها في مكانها ،يشوف سُهيل جاي له ينطق له من شاف ملامح وجه مرتاحه :لقيت عزام ؟
هز عسكر راسه بالنفي ينطق:ارسل لي وانه مشغول ولا هو في الديار
هز سُهيل راسه بايه ينطق:الحمدلله اهم شي انه بخير ابي اقول لعمي اقلقته
هز عسكر راسه يتوجه لداخل البيت يشوف الهدوء في البيت يتوجه لجناحه هو و وطن يفتح الباب بهدوء يشوفها زي ما عهدها توّتر الليل توجه لغرفة الملابس يبدل ملابسه لشورت و تيشيرت باللون الاسود زي كل مره ،توجه يم الكنبه يجلس عليها يتاملها يستوعب كيف الشوق فاضح وان هو اشتاق لها و وحشته جداً ينطق بهمس لبيت جاء في باله:"كيف نخفي حبنا و الشوق واضح وفي ملامحنا من اللهفه ملامح"سلمت من الصلاة تشعر فيه و بوجوده تخلع جلالها تناظر له،يبتسم لها ترد له الابتسامه قام يقترب لها يمسك كفها ينطق :اشتقت للامان اللي في عيونك ماكذب اللي سماك وطن انتِ وطني واماني ومامني وطن
ناظرت له لعيونه تستشعر صدق حكيه وملامحه المتلهفه لها ولسوالفها عيونهم صارت تحكي كثير الكلام يفهمون بعض من العيون ،هو يقراء عيونها يعرف ويحس فيها ،انحنى لعنقها بدون اي مقدمات يقبله
يحاوط خصرها يلصق جسدها في عرض جسده ،نُحلها في عضل جسده ،توسعت عيونها ينبض قلبها يخفق تضن لوهله انه يبي يخرج من بين ضلوعها يطير له ،تحس في حراره في خصرها من مسكته لها ومن شدته عليه ،رفعت يدها لصدره لقلبه تحديداً تستشعر سُرعة نبضات قلبه بينما هو غارق في طول عنقها و شذى عطره وعبيره رفع راسه يبتسم لها يقارب وجه لوجهها يبتسم اكثر من لاحظ احمرار وجهها يلاصق انفه بانفها يمسك كفوفها يضعها على لحيته ،بلعت ريقها من القُرب الرهيب اللي حصل والتلاصق الجسدي المرعب لها هي ،ابتسم بكل روقان من استسلامها له يقبل خدها لثواني طويــله يستعيد في هذي الثواني ايام وسنوات ضاعت بليّاها ،يبتعد عن وجهها لاكن لازال مُتمسك في خصرها النحيل خصرها الضامي اللي مكأنه ذاق الطعام رغم روّيان جسدها الا ان خصرها يلحقه الجوع ،رفعت يدها عن صدره تضعها على خصرها تحاول تبعد يدّه اللي متشبثه في خصرها ابتسم لانها تحاول تفك قيده عنها بهدوء وبدون تهجم زي عادتها ،تنطق له بهدوء عكس العواصف اللي هو بنفسه اشعلها من خجلها الشديد :عسكر
ابتسم يبعد يده عن خصرها يناظر لعيونها ينطق لها:لبيه يا عيون عسكر
كانت مُناداتها له لجل يبتعد عنها لان التوتر منع عنها النفس تحس ان قلبها يتفجر من المشاعر اللي عوُدت لها ،ناظر لعيونها المعركه الازليه له دائماً وابداً ابتسم ينطق بهمس يفصح عن احد قصائده اللي كتبها :
"يوم لدت عينها في عيني  اعلنت الهزيمه
وانفتن حرف القصيد فحسنها ولا قدرها

«انتِ وطن في عيّن عسكر»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن