استمتعوا
القبر (5)
على الرغم من أنني اعتدت إلى حد ما على أن أكون 'إرهي'، فإن أحد الأشياء القليلة التي ما زلت غير قادر على التكيف معها هي الطريقة التي يحدق بها الناس فيّ.
ليس الأمر أن نظراتهم تجعلني أشعر بعدم الارتياح، سواء كانت مليئة بالاحترام أو العداء.
لكن القدرة على قبول مثل هذا الاهتمام بشكل عرضي - بل وحتى الاستمتاع به - هو أمر ما زلت أجد صعوبة فيه.
كان جسد إرهي وذكرياته يستمتعان بكونهما مركز الاهتمام.
'حسنًا، بدون هذا النوع من الشخصية، لم يكن من الممكن أن يتسبب في مثل هذا المشهد في حشد من الناس.'
ومع ذلك، هذا شيء لا يمكن أن أفعله أنا الحالي أبدًا.
عبرت هذه المشاعر المتناقضة عن نفسها كنوع من اللامبالاة الهادئة.
وهذا الجو الغريب لفت انتباه الناس حتمًا.
'... يبدو الأمر وكأنه خرج للتنزه فقط.'
"هل انت متأكد حقًا من أن إرهي رودبولت جاء في المركز الأول؟"
همس النبلاء فيما بينهم حول النتيجة غير المتوقعة.
على الرغم من أن إرهي قد أظهر جانبًا مختلفًا في مأدبة مونيكا، إلا أن ذلك كان أمرًا منفصلاً عن الفوز بالمركز الأول في بطولة الصيد.
في ذاكرتهم، كان إرهي رودبولت لا يزال وغدًا عديم الفائدة.
لكن الآن، بينما كان إرهي يسير نحو المنصة، كان ينضح برباطة جأش المنتصر.
كانت عيون الجميع ثابتة على إرهي وهو يقف بثبات أمام ماركيز تيس.
"..."
عبس ماركيز تيس دون أن يقول كلمة واحدة.
لم يتحدث إرهي أولاً أيضًا.
حدق الاثنان في بعضهما البعض كما لو كانا محاصرين في معركة إرادات صامتة.
"... لولا فرساني، لما صدقتكَ."
"هل هذا صحيح؟"
"مرؤوسيني قادرون تمامًا."
"همف، مستوى فرسان رودبولت ليس مثيرًا للإعجاب."
شخر ماركيز تيس وهو يراجع ورقة النتائج التي سلمها له المضيف مرة أخرى.
