.
.
.سيّد الكيميـاء
هيئة تاسيلي تقف بجلال وأناقة كعادتها ، شعرها بلونه الكستنائي مصفف بعناية خلف كتفيها ترتدي فستانًا حريريًا باللون الأزرق الملكي يُحاكي تفاصيل جسدها ، مشدودًا على خصرها الرفيع بحزام ذهبي رقِيق للغاية يُضفِي أناقة لها
وقفت بظهر مستقيم ، تنظر بعينيها المُضيئتان بحدة و اعتداد إلى الملابس المعروضة أمامها
عليها البدأ بتجهِيز ذاتها للذهاب للجامعة التّي سجّلت بها مُسبقاً هذا الأسبوع ، و كما تعلم هي و الجميع يعلم أن لا كلمة تعلوا على كلمة إبنة الفيرناندير العنيدة بقراراتها و لا أحد يستطيع التدخل
الخادمات كنَّ يقفن حولها ، يحملن قطعًا من الملابس المختارة بعناية ، إحدى الخادمات ترفع فستانًا من الدانتيل الأبيض ، في حين أن أخرى تحمل قميصًا من الحرير الأسود ، كلهن منتظرات بإجلال وصمت تحرك سيدتهنّ
تاسيلي لا تبدي إلا القليل من الاهتمام بكل قطعة تمر أمامها ، وكأنها تُقيِّم جمالها لا فقط بناءً على مظهرها، بل بما يليق بمكانتها الرفيعة ، أصابعها الرقيقة تلمس القماش برفق
"ماذا يرتدِين مُراهقات هذه الأيام بالجامعة ... "
أجابت إحدى الخادمات بحذر ، عيناها تتجنبان الاتصال المباشر بعيني تاسيلي المُتوهّجة بحدّة :
"عادةً يا سيدتي ... يرتدين الملابس البسيطة ، قمصاناً من القطن ، وسراويل جينز وأحذية رياضية ، الأسلوب اليومي يعتمد على الراحة والعصرية..."
قطعت كلام الخادمة برفع يدها الرقيقة في الهواء ، وكأنها توقف صوتاً مزعجاً ثم أطلقت ضحكة صغيرة باردة ، بالكاد تصل إلى عينيها
"جينز ؟ وأحذية رياضية ، هل يظن هؤلاء الفتيات أنهن في مهرجان شعبي أم ماذا ..ياللّرداءة عديمات ذوق "
استدارت بخفة نحو المرآة الكبيرة الموضوعة هناك و التٍي كانت مُزيٍنة من الحَواف بالذّهب و المُجوهرات الباهٍضة تتفحص انعكاسها وكأنها تسأل نفسها إن كانت مثل هذه البساطة تليق بها لكنها سرعان ما أزالت الفكرة
تخيّلت ذاتها بتلك التنانٍير القصيرة العاديّة المصنوعة من قماش بسيط و تلك الأحذية الخاصة بالأطفال حدّ قولها
تاسيلي فيرناندِيز ترتدٍي قُمصان القطن و الجينز بدلاً عن فساتِين مُصمّمة خصيصاً لها و بدلَ ضرب كعب فٍيرساتشِي أرضاً تضربُ حذاءاً رياضياً
أنت تقرأ
CHEMESTRY MASTER
Romans"يُمكِنُكِ مُناداتي بسيّدِ الكِيميـاءِ سأعبثُ بكِ داخلياً حتى أصلَ إلى التفاعُلِ النّهائي الذي سيجمعُنا تحت سقفِ مِخبـرِ الحُبّ، يا مَن تُشبهين نُعومـةَ الصّخورِ الملسـاءِ، عزيزتـي تاســيلـي." "لا تغرَّكِ ليونتـي، فأنا المُتحكِّمةُ هُنا حتّى الصّخـو...