03 | أرجوانيّ ام زهريّ

3.3K 171 29
                                    

.
.
.

سيّد الكيميـاء



هيئة تاسيلي تقف بجلال وأناقة كعادتها ، شعرها بلونه الكستنائي مصفف بعناية خلف كتفيها ترتدي فستانًا حريريًا باللون الأزرق الملكي يُحاكي تفاصيل جسدها ، مشدودًا على خصرها الرفيع بحزام ذهبي رقِيق للغاية يُضفِي أناقة لها

وقفت بظهر مستقيم ، تنظر بعينيها المُضيئتان بحدة و اعتداد إلى الملابس المعروضة أمامها

عليها البدأ بتجهِيز ذاتها للذهاب للجامعة التّي سجّلت بها مُسبقاً هذا الأسبوع ، و كما تعلم هي و الجميع يعلم أن لا كلمة تعلوا على كلمة إبنة الفيرناندير العنيدة بقراراتها و لا أحد يستطيع التدخل

الخادمات كنَّ يقفن حولها ، يحملن قطعًا من الملابس المختارة بعناية ، إحدى الخادمات ترفع فستانًا من الدانتيل الأبيض ، في حين أن أخرى تحمل قميصًا من الحرير الأسود ، كلهن منتظرات بإجلال وصمت تحرك سيدتهنّ

تاسيلي لا تبدي إلا القليل من الاهتمام بكل قطعة تمر أمامها ، وكأنها تُقيِّم جمالها لا فقط بناءً على مظهرها، بل بما يليق بمكانتها الرفيعة ، أصابعها الرقيقة تلمس القماش برفق

"ماذا يرتدِين مُراهقات هذه الأيام بالجامعة ... "

أجابت إحدى الخادمات بحذر ، عيناها تتجنبان الاتصال المباشر بعيني تاسيلي المُتوهّجة بحدّة :

"عادةً يا سيدتي ... يرتدين الملابس البسيطة ، قمصاناً من القطن ، وسراويل جينز وأحذية رياضية ، الأسلوب اليومي يعتمد على الراحة والعصرية..."

قطعت كلام الخادمة برفع يدها الرقيقة في الهواء ، وكأنها توقف صوتاً مزعجاً ثم أطلقت ضحكة صغيرة باردة ، بالكاد تصل إلى عينيها

"جينز ؟ وأحذية رياضية ، هل يظن هؤلاء الفتيات أنهن في مهرجان شعبي أم ماذا ..ياللّرداءة عديمات ذوق  "

استدارت بخفة نحو المرآة الكبيرة الموضوعة هناك و التٍي كانت مُزيٍنة من الحَواف بالذّهب و المُجوهرات الباهٍضة تتفحص انعكاسها وكأنها تسأل نفسها إن كانت مثل هذه البساطة تليق بها لكنها سرعان ما أزالت الفكرة

تخيّلت ذاتها بتلك التنانٍير القصيرة العاديّة المصنوعة من قماش بسيط و تلك الأحذية الخاصة بالأطفال حدّ قولها

تاسيلي فيرناندِيز ترتدٍي قُمصان القطن و الجينز بدلاً عن فساتِين مُصمّمة خصيصاً لها و بدلَ ضرب كعب فٍيرساتشِي أرضاً تضربُ حذاءاً رياضياً

CHEMESTRY MASTER حيث تعيش القصص. اكتشف الآن