بينما كانت يوني تسير عبر الشوارع، رأت جونغكوك في الزقاق المظلم، وعادت إلى الذاكرة مشاعر القلق التي مرت بها في لقاءهما السابق. لم يكن لديها وقت للتفكير؛ فجونغكوك كان يبدو غاضبًا بشكل ملحوظ.
بدأت يوني في الجري بأقصى سرعة، قلبها ينبض بسرعة من الخوف. كانت تحاول أن تتجنب النظر خلفها، لكن صرخات جونغكوك الغاضبة كانت تلاحقها. "توقفي! لماذا تتهربين؟" صرخ بصوت مليء بالتهديد.
بينما كانت تركض، حاولت يوني أن تجد مخرجًا أو مكانًا للاختباء، لكن الشوارع كانت مليئة بالظلام وصعب التنقل فيها. تحركت بشكل عشوائي عبر الأزقة الضيقة، تصطدم بالأشياء وتكاد تسقط من شدة سرعتها.
رغم محاولاتها للهروب، كان جونغكوك يقترب منها بسرعة. كانت الأصوات التي يصدرها، وصدى خطواته، تزيد من توترها. كان الغضب في عينيه واضحًا، مما جعل يوني تشعر بأن الموقف يتفاقم.
بهدوء وبسرعة، حاولت يوني أن تجد مكانًا يمكنها الاختباء فيه. دخلت إلى مستودع مهجور يطل على الزقاق، وأغلقت الباب خلفها بهدوء. كان قلبها يضرب بعنف بينما تجلس في الظلام، متمنيةً أن يتمكن من تجاوزها دون أن يلاحظ مكان اختبائها.
أصوات خطواته كانت تقترب وتبتعد، ويوني تلتصق بالجدار، تتنفس بعمق في محاولة للهدوء. كل ما كانت تأمل فيه هو أن يمر الوقت ويتركها جونغكوك في سلام، كي تتمكن من العودة إلى حياتها الطبيعية دون مزيد من المشاكل.
بعدما بدأت يوني في الشكوى من الإرهاق والخوف، قرر جونغكوك أن يتعامل مع الوضع بطريقة مختلفة. اقترب منها ببطء، وجعل صوته أكثر هدوءًا."أحتاج أن أتحدث إليك، ولكن بطريقة مختلفة"، قال بلهجة موجهة.فجأة، قام جونغكوك بحركة غير متوقعة. أخرج من جيبه زجاجة تحتوي على مادة خفيفة وفتحها. ثم، بدون أن تعي يوني ما يحدث، رش القليل منها في الهواء، مما جعل رائحة خفيفة تنتشر بسرعة. كانت المادة مهدئة، لكن تأثيرها كان قويًا بما يكفي لجعل يوني تفقد وعيها.سقطت يوني على الأرض، وأغشي عليها بسرعة.
حملها وتوجه إلى منزله قام بوضعها على السرير وقام بربطهابعد أن انتهى من ربط يوني بإحكام، نظر إليها جونغكوك بنظرات مليئة بالغضب والتوتر، وكأن مشاعره كانت تتصارع داخله. "لماذا تجعلين الأمور صعبة دائمًا؟" تمتم بتلك الكلمات قبل أن يلتفت ويغادر الغرفة بسرعة.
أغلق الباب خلفه بقوة، وكأنه يحاول أن يحبس مشاعره بعيدًا عن المكان. بدأ يتجول في ممرات المنزل المعزولة، يحاول تهدئة غضبه وتفكيره. كانت خطواته ثقيلة، وصوت أنفاسه متسارعًا.
وقف لفترة قصيرة أمام نافذة مطلة على الحديقة الخلفية، محاولًا استعادة هدوئه. لم يكن يعرف لماذا تصرف بهذه القسوة، ولماذا يشعر بالتوتر والقلق كلما كانت يوني بالقرب منه. كان يعلم أن ما فعله قد يزيد من تعقيد الأمور، لكنه كان محتارًا بين الحفاظ على سلطته والسيطرة على مشاعره.
جلس على أريكة في إحدى الغرف، وأخذ يفكر في الخطوة التالية. كان يعلم أن عليه اتخاذ قرار قريبًا.
أنت تقرأ
"رجل الندبه: قصة يوني وجونغكوك"
Mystery / Thrillerيوني، فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، لكنها بملامحها الدقيقة وقوامها الصغير بدت وكأنها لا تتجاوز الـ12 عامًا. كانت تعيش حياة صعبة، بعيدة عن الترف والرفاهية التي يحظى بها غيرها من الفتيات في عمرها. ورغم صغرها وضعفها الظاهر، كانت تحمل في قلبها قوة عزيمة...