بينما كانت يوني في حالة من اللاوعي، بدأت تستعيد وعيها ببطء. أحست بألم خفيف في معصميها وكاحليها، وحين فتحت عينيها، وجدت نفسها مقيدة على السرير في غرفة مظلمة وباردة. تذكرت ببطء الأحداث التي وقعت قبل أن تفقد وعيها، وبدأت تشعر بالخوف.
بينما كانت يوني مستلقية على السرير ومقيدة بالحبال، شعرت بالعجز الكامل. كانت الغرفة مظلمة وهادئة، فقط صوت أنفاسها المضطربة يكسر الصمت. كانت تشعر بالبرد، ليس فقط بسبب الجو، بل بسبب الخوف الذي يتسلل إلى عظامها.
"ما الذي يريده مني؟" كانت تسأل نفسها مرارًا وتكرارًا. كلما حاولت التفكير، ازدادت الأمور غموضًا. كانت تعلم أنه ليس فقط شخصًا قاسيًا، بل خلف تلك القسوة كانت هناك مشاعر أكثر تعقيدًا. لكنها لم تستطع فهم دوافعه.
بينما كانت تحاول تحريك يديها بحذر لتفحص مدى إحكام الربط، كانت تعرف أنه لا فائدة. الحبال كانت مشدودة بإحكام، وجسمها منهك من المقاومة. لم تكن تعلم ما إذا كان جونغكوك سيعود قريبًا أو ماذا سيفعل عند عودته.
بداخلها، كانت تتأرجح بين الأمل والخوف. ربما كان هناك طريقة للتحدث معه، لفهم ما يحدث، وربما حتى إقناعه بإطلاق سراحها. لكنها كانت أيضًا قلقة من أنه قد لا يستمع أو أن خططه لها أكثر ظلامًا مما تتخيل.
وسط كل هذه الأفكار، كانت يوني تحاول أن تبقى هادئة. كان عليها أن تكون قوية، أن تجد طريقة للخروج من هذا المأزق، حتى وإن كانت مقيدة جسديًا،
طرف والدها
في تلك اللحظات العصيبة، كان والد يوني يشعر بتوتر متزايد. اعتادت يوني أن تعود إلى المنزل في وقت محدد بعد انتهاء يومها المدرسي وعملها بدوام جزئي، ولكن تلك الليلة تأخرت بشكل غير معتاد. في البداية حاول تهدئة نفسه، معتقدًا أنها ربما تأخرت بسبب بعض الأعمال المدرسية أو أمور تتعلق بالعمل، لكنه لم يستطع تجاهل شعوره المتزايد بالخوف.
بعد مرور ساعات دون أي إشارة منها، بدأ قلبه ينبض بسرعة. حاول الاتصال بها مرات عديدة، لكن هاتفها كان مغلقًا. هذا الأمر زاد من قلقه. فكر في كل السيناريوهات الممكنة، لكن لم يكن لديه أي دليل واضح على ما يحدث.
جلس على الطاولة في المطبخ، يحاول تهدئة أفكاره، لكن عقله كان مشغولًا بأفكار سيئة. تساءل: "هل يمكن أن تكون قد تعرضت لحادث؟ أو ربما شيء أسوأ؟"
في النهاية، لم يعد بإمكانه الصبر أكثر. أمسك بمعطفه وهاتفه وخرج من المنزل. قرر التوجه إلى المدرسة أولًا، ثم إلى مكان عملها، ليرى إن كان هناك أي شخص قد رآها. عندما وصل إلى المدرسة، كانت البوابات مغلقة، ولم يكن هناك أحد.
من هناك، توجه إلى المقهى الذي تعمل فيه يوني، لكنه وجد أن المقهى مغلق، والشارع المحيط به كان هادئًا تمامًا. زادت مشاعر الخوف بداخله، وشعر أن هناك شيئًا سيئًا يحدث.
أنت تقرأ
"رجل الندبه: قصة يوني وجونغكوك"
Mystery / Thrillerيوني، فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، لكنها بملامحها الدقيقة وقوامها الصغير بدت وكأنها لا تتجاوز الـ12 عامًا. كانت تعيش حياة صعبة، بعيدة عن الترف والرفاهية التي يحظى بها غيرها من الفتيات في عمرها. ورغم صغرها وضعفها الظاهر، كانت تحمل في قلبها قوة عزيمة...