5_ رؤية

147 16 3
                                    


.
.
.
.
.
استلقيت على السرير الحريري وأنا أتذكر ما حدث قبل حضوري لعالم المستذئبين...
Flash back:

"بعد خروج إيدن مباشرة، عدت إلى غرفتي وأنا أشعر بأن العالم يدور من حولي. كنت بحاجة ماسة إلى البقاء وحدي، بعيدًا عن كل شيء. رفضت الطعام والشراب، وأغلقت الباب على نفسي، غير راغبة في رؤية أي أحد. جلست على الأرض، ركبتي مطويتان إلى صدري، ورأسي مدفون بينهما. شعرت بالرطوبة على وجنتيّ والألم الطفيف في عينيّ من جراء الدموع الحارقة التي انهمرت دون استئذان. كان عقلي فارغًا، متحجرًا في محاولة لاستيعاب ما حدث. كل هذا يبدو لي غير منطقي، كأنه كابوس أعيش فيه ولا أستطيع الاستيقاظ منه.

سمعت طرقًا على الباب، وصوت أمي القلق وهي تطلب الإذن بالدخول. لم أجب، لكنها استمرت بمحاولاتها لإقناعي بفتح الباب. بعد لحظات من الصمت، استسلمت وسمحت لها بالدخول. نظرت إليها بعينين مثقلتين، ووجهي شاحب وجاف كأن الحياة قد انسحبت منه، بينما حاولت أمي بكلماتها أن تواسي ما لا يمكن تهوينه.

تحدثت أمي بصوت هادئ وهي تضمني إلى صدرها، محاولة أن تبث في قلبي بعض الطمأنينة وسط هذا الاضطراب:

- اسمعيني يا ابنتي، البقاء هنا ليس آمنًا على الإطلاق... ليس لكِ."

شعرت بحرارة كلماتها، لكن رغم ذلك، كان من الصعب عليّ قبول ما يحدث.

في لحظة انفجار مشاعر، تراجعت خطوة إلى الوراء، محاولاتي لاحتواء الاضطراب الداخلي باءت بالفشل. نظرت إلى والدتي بعينين غارقتين في الدموع، وصرخت بصوت مختنق:

- ماذا عن مدرستي، صديقاتي؟ حلمي في أن أصبح طبيبة؟ إلى أين سأذهب بالضبط؟ أجيبيني! أخبريني الحقيقة! من أنا؟

كانت تلك الأسئلة تتدفق من قلبي الممزق، وكأنني أحاول فهم ما حدث وما سيحدث. كان الألم في صوتي يعكس كل الحيرة والشكوك التي تعصف بي منذ تلك اللحظة التي تغير فيها كل شيء.

والدتي لم تتمكن من إخفاء الألم في عينيها وهي تستمع إلى صرخاتي، لكنها لم تكن قادرة على الإجابة مباشرة. فقط احتضنتني بشدة، وكأنها تحاول حماية ما تبقى من عالمي المنهار.

- ليانا...
بدأت بصوت مرتعش، : - أعرف أن كل هذا صعب، لكن عليك أن تفهمي أن هناك أمورًا أكبر مما يمكننا فهمه. حياتك هنا كانت مجرد بداية، لكنك مقدرة لأشياء أكبر بكثير....

شعرت بترددها، لكنها استمرت:

- الوقت لم يكن مناسبًا لإخبارك، لكن... والداك الحقيقيان... لم يكونا مثل أي شخص آخر. لقد كانا مهمين جدًا، أكثر مما تتصورين. عندما كنت رضيعة، تم العثور عليك بجانب ذئبين مقتولين، واحد أسود ضخم والآخر أبيض كالثلج. هؤلاء كانوا والديك على الاغلب....

نظرت إليها بذهول، كلماتهما كانت مثل الصواعق التي تضربني. كيف يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ والديّ الحقيقيان كانا ذئبين؟ بدأت الدموع تنهمر مجددًا، دون أن أتمكن من السيطرة عليها.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن