فِي حِينَ كانَتْ الجُموعُ الغَفيّرَة شاخِصَةً البَصَر تَتَبَع بِصمّتْ نِهايّة أَحداثُ مُبارَزة القَيصَر الشَكِس رُغمَ إنَّهُم راهَنوا عَلى فَوزِه مُنذُ البِدايّة، كانَ الڤيكونت جوشوا يَتَرَبَص لِأيّ مُخالِفَة يُمّكِن أَنّ يُعاقِبْ عَليّهَا غَيرَه، فَرَمّتْ قَزحِيتَاه شَبكَةَ صَيّدَها لِيّقَعْ صَيّداً وَفيراً فيّها أَلّا و هو الفورِست بلريانو مورو {ذَباحُ الكرنَڤال }.
إلتَقَطَ مِن الصينيّة المُذَهَبّة المَحمّولَة عَلى يَد جاريّة، كَأسَاً صُنِعَ مِن المَعدَن مُرَصَع بِالمُجوهَراتْ المُلوَنَة مُحتَواهَ مِن عَصير الفواكِه الإستِوَائِيّة، إِستِقَام الڤيكونتْ جوشوا مِن كُرسيّه حَيثُ يَمين كُرسي الإمبِراطُور.
تَنَّبَهَ لِنَبرَة الڤيكونتْ المُتأمرة الإِمبِراطُور أنتونيو و وَزيّرُ العَدل دُوكيـوم و الفورِستْ بلريانو، وَزيّرُ العَدل الذي يتَموضَع كُرسيّه إلى يَسارِ كُرسيّ الإِمبِراطور، الفورِستْ بلريانو الَذي غَادرَ طَاوِلَة عَائِلتِه ليَقِف خَلفَ كُرسيّ الإمبِراطُور الآن مُتحِضراً لوقتِ الذَبّح مّا إِن تَنتَهِي جَميّع نّزالّاتْ المُبارَزة :
-وِفْقَاً لِلقوانْيّن الغَيّر المَكتوبـَة لِلكرنَڤال تَمَّ إِلغَاءَ جَميْع الأَعرَاف الإِجتِمَاعيّة و قَواعِد الحَيّاة اليَومِيَّة، فِي هَذِه اللَيلَة تَدرُّك أَنَّها خفَّفتْ مِن وَطَأَة هُمومَ عَامٍ كامِل عَليّك، حينَ مَنَحَتكَ الإِحتِفاظِ بِهويّتِك لِنَفسِك.
إنَّها لَيلَةٌ مِن البَهجَة و العَيّش الرَغيّد لِزوجَتِكَ و لِإبنِك لو إنْصَعتَ لِلقَوانِين ، و إِنّ أَبقيتَ مّا أَبقيتْ فِي حَيز الأَمّانِي و رَضيتَ بِحَظِكَ مِنَ الهَنَاءَة لَمّا نَفرَّ النَاس مِنْ طاوِلَةِ عائِلَتِك.
إِلى مَنْ تَرامُّ بِحَديثِك أيُّهَا القَاضي! .
'بَتَرَّ وَزيرُ العَدل حَديثُ نّدِه القَاضي و إِستَعلَّمَ عَمّنْ قَصَده بِحاجِبينِ مُنْعَقيِدَيّن خَاشيّاً بِأَن يَكونْ هوَ، في ضلِّ صَمتْ الإِمبِراطُور و الذَبّاح '
إِنَّ البَشَر بِالعُموم و الطِليّان عَلَى وَجهِ الخُصوص لا يَحبِّذونَ المُنطَوي و لا تَسكُن لـهُ أَرواحِهُم بِشكلٍ عَام، أنَّهُم يَفهَمُون أنّ تَكون وَقِحاً أو أَنّ تَكون صَاخِباً مُزعِجاً ، أَمّا أَنّ تَكون مُنطويّاً مُهذَبَاً غَامِضَاً هَذَا غَيّرُ مَقبولَاً البَتَة.
و قَد حَكَمّتَ أيُّها الفورِستْ عَلى حَليلَتِك و إِبنِكَ بِإنّ يَكونوا غَيرَ مُتقَبليّن مِنْ قِبَل عَامَةِ النَاس، فَلا أَحَدْ يَقرُبُ طَاوِلَتَهُم في لَيالِي إِستِهلالِ الفَرَح في الكرنَڤالاتْ و لا يُطرَق بَابَهُم إِنَّ مَروا بِضائِقَة فِي الأيّام الأُخْرَيَات.
'سَبتَ القاضي جوشوا بِوتيرةٍ سَرِيعَةٍ، شَفاهُه لَمْ تَتَوقَف عَن تَرّدِيدِ ما يُشِعل فَتيلَة التَحْرِيض '
القَاضِي الكبير صائِبٌ في كلامِه يا جَلالـة الإِمبِراطور .
'إِسْتَرَدَّ لونَ وجهَه الطَبيعي ثُّمَ نَطقَ وَزيرُ العَدل دوكيوم يَزيْد الفَتيلُ زيتَاً '
عَلَّ الإِمبِراطور أنتونيو يوافُقْنّي الرَأي، فهوَ عَلَى عِلمٍ بِأَنَّ الأَقنِعَة هيَ الأدَاة الَتي مَنَحَتْ الكرنَڤال دَسيسَةٌ خَاصَة، أداةٌ لا يُمكِن تركَها في المَنزِل و الحُضور إِلى قاعَةِ هذا الحَفِل المُبهرَج و إلا قَدْ لا تَعُّد لِلمنزِل أَبدَاً.
'سَبَتَ القَاضِي الكَبير و قَد بانَتْ بَسمَتَهُ الخَبيثَة الجانِبيّة معَ أضطِرابِ مَلامِح الإِمبِراطور حينَ أشرّكَهُ بِالحَديْث'
تَحتَ جِناحِ نابُولي المُبهِرَة حَضرَّ جَمّعٌ غَفيّر للكرنَڤال و نَظرَاً لِأنَّ الثَروَةِ و الفَقرِ مُختَبِئَين تَحتَ الأَقنِعة ، بِأستِطاعَة أَيَّ شَخصٍ مِنْ عَامـة النـَاس نَيّلَ اهتِمَام أَميرَة ....
النُبلَاء يَتَمّكنوا بِسِهولَة مِنْ إِغوَاء الخَيّاط ...
يُمكِن لِأي سَيّدة نَبيّلة أَنّ تُراقُصْ صَانـِع الأَحذِية...
جَميعُهَا أُمورٌ لا تُسمَّح بِها قَواعِد اللِباقـَة فِي الحَياة العَاديّة.
احتَفَظَتْ الأَقنِعة بِعِنَاية بِأسرَار أَسيّادِّها .
'إنّخَرَطَ مَلِك نابُولي بِالحَديْث بعدَ إِنّ كانَ يُركِز عَينَاه عَلى رُدودِ أَفعَال شَعبِه الإيْجابيّة عَلَى مُبارَزَة نَجلِه'
لا يُنطَق أيّ حُكمٌ هُنا و لا مِطرَقَةٌ تَعلو يَد الإِمبراطور، إلا إنَّني أُحبِذ التَذكير بِأَنَّ مُخالَفَة فَردٌ واحِد يَعنِي هلاك أُمّة جَمعَاء.
' و معَ الصَمتْ خاطَبَهُم القاضِي جوشوا يَعودُ بِهِم إلى بَيتْ القَصيد '
-لا أَحَد يُمكِنهُ البَتْ بِأَسبابِ نَزعَتِكَ هذِه أيُّهَا القاضِي الكَبير، مِمّا يُوقِد في دواخِل النَفَس شُعلَة الكشفِ عَن الحَقيّقة، بِغَض النَظَر عَمّا قَد تَؤولِ إِلَيّه نَتَائِج الأُمور.
و مَن يَزعَم إنَّهُ عَلَى حَق عليّه الفَوز بالمُبارزة لِأتباث ذلِك.
'شَدَّد الإِمبراطور عَلى آخِر جُمّلَة و قَد بانَتْ عليّه مَلامِح الغَيض مِن إِقحَام القَاضِي نَفسَه بأُمورٌ لا تَبُت لَهُ بِصلَة'
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Historical Fictionلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...
