من انت سيدي ؟

2 0 0
                                    

كانت تسير بفستانها الأبيض مع بعض الزخارف التي تزينه من الأسفل باللون الأصفر الشاحب  تسير تائهة بينما تصتدم في هذا وذاك كما كانت تتعرقل كثيرا بسبب طول الفستان الذي لم تعتده " إنتبهي سيرينا !" كان هذا كل ما تسمعه من الناس حولها كلما ارتطمت بشخص ما  لكن من سيرينا ؟  
هذا  هو السؤال الذي كان ينهش رأسها ، الآن أين هي ؟ هي تتذكر أنها كانت في الإستوديو الخاص بالتصوير لكن متى تغير الأثاث هل إستطاعوا تغيير كل الأثاث بين ليلة وضحاها ؟ 
بدأت تسير وهي لا ترى أمامها من الزحام  تبدوا كالتائه في بلد غريب ، بدأت تسير حتى وجدت نفسها تصعد على سلالم لا ترى اولها من آخرها بسبب ظلمة المكان  انتهت الدرجات وهي تصعد اصبح المكان مظلم وجدت نفسها تسحب للأمام حتى باتت ترى ما حولها تقف على مسرح مثل مسارح العروض  امامها الكثير من الناس يرتدون ثياب رومانية قديمة  بدأت الموسيقى في العمل لم تجد نفسها الا وهي تقوم بملاحقة خطوات شاب قبالها والتي استطاعت ان تحفظ خطواته سريعا حتى صنع حركة مفاجئة مما جعلها تكون اقرب منه في تلك اللحظة تسنى لها رؤية ملامحة جيدا 
وجه مستدير قليلا يبدوا عليه الشباب والحيوية غطى شعره البني القصير جبهته حتى اول حاجبيه ،مما اعطاه مظهرا متناغما مع حليه التي كانت تشبه ثياب فتيان الريف ، عيناه السوداء القاتمة تضيف سحرا وعمقا الى ملامحه  لديه نظرة ثاقبة يخيل لها انها بمجرد النظر لعينيه وكأنه قرأ ما يجول في ذهنها  حاولت أن تكمل العرض وهي تتحاشى النظر له بدأت الموسيقى أن تأتي بآخرها حتى إنتهت بحركة فجائية لم تتوقعها 
لم تكن تلك الحركة موجودة عندما تدربْت حتى الممثل قاموا بتغييره  هذا كل ما جال في خاطرها عندما شعرت بيديه على ظهرها تسندها على بعض سنتيمترات من الأرض كان وجهه قريب بعض الشيء من خاصتها مما زاد من شعورها بالتوتر  وقف الإثنان وهم ينحنو للجمهور الذي أخذ بالتصفيق المبالغ فيه حتى ظنت أنهم مجبرين على ذلك 
بينما تقف هائمة حولها وجدت يدها تسحب مجددا حتى هبطت تلك الدرجات مجددا لكن هذه المرة انار المكان بضوء خافت كان مصدره الشموع المعلقة على الجدران كل ما تراه هو ظهر هذا الشاب الذي لم تتعرف عليه للآن  حاولت التملص من يديه العديد من المرات لكنه كلما كانت تفلت يدها كان يعاود بإمساكها مرة أخرى بإحكام أكثر من السابق حتى آلمتها يديها كثيرا 
حاولت التحدث " توقف " م .ما..هذا ؟  صعقت عندما سمعت صوتها لم يكن صوتها أبدا بهذه الرقة كان دائما ما يتم توبيخها من قبل والدتها بسبب صوتها العالي والغير مهذب بالمرة لكن لما صوتها بهذا الضعف بالكاد إستطاعت أن تستمع نفسها فما بالك للذي امامها تصنمت في مكانها لكن من اقل محاولة من هذا الشاب قام بسحبها نحو الاسفل حتى دخل غرفة  علمت من مظهرها أنها غرفة تبديل الملابس الخاصة بالممثلين كانت الكثير من الثياب الملقاه على الأرض ومعلقة على قطعة خشبية كبيرة تبدوا علاقة ثياب 
ترك هذا الشاب يدها أخيرا وقفت تدلك يدها باليد الاخرى جاهلة  بسوداويتان تتفحصانها وهي تهمهم ببعض السبات لمن تسبب لها بهذا الالم لكنها أجفلت حين  شعرت بعينان تخترقانها شعرت بالعرق البارد يتسلل على عمودها الفقري التفتت للخلف ببطئ وهي تبتلع ماء جوفها بتوتر رات سوداويتاه والتي ازدادت قتامة وافترشت على وجهه ملاءة الغضب والانزعاج الشديد دقائق مضت حتى وجدت سيف على نحرها  كان هو من يمسك به قال ببطىء وهو يشدد على مخارج الحروف لكل كلمة 
" من .انتي ؟ وكيف دخلتي الى هنا .. ؟ "
انهى كلماته وهو يقوم بالضغط على طرف السيف حتى غطى خط رفيع من الدماء وشاحها الاصفر الباهت كتمت تأوهها داخلها وهي تقول بضعف لن تعهده من نفسها وخوف من الشخص امامها 
"اانا .. ل.لق.لقد كنت .." تنهدت قليلا وهي تحاول جمع شتات نفسها " كنت نائمة في غرفتي الليلة الماضية حتى لا اتاخر عن العرض الخاص بي لكن عندما استيقظت لم اكن بوعيي تقريبا لذلك اعتذر ان كنت قد خربت العرض الخاص بك سيدي "
اخذ الشاب يطالعها وهو يحدق فيها بعينيه الداكنتين التي تسير توترها وتربكها ,وكأنه يحاول استخراج سرما من نظرتها المرتبكة , على الرغم من انه بدا اقل غضباً مما كان عليه منذ لحظات ,الا ان هيبته لم تكن تخفي اي دلائل رحمة .اقترب منها ببطئ وهي كل ما استطاعت فعله هو العودة للخلف حتى سقطت على احدى الأرائك خلفها استند بمرفقيه على مسندي الأريكة وقال بصوت منخفض بالقرب من اذنها " في نظري الآن كل ما تفوهتي به ...هو مجرد مزحة سخيفة "
قال بعدما ابتعد عنها وهو يرجع خصلات شعره البنية للخلف " لولا انني في مزاج جيد اليوم لكنتي الآن في عداد الموتى "                اضاف وهو يفتح الباب ويشير لها لتقترب  ثواني وكانت تقف امامه
"ستظلين في قصري وستصبحين من جواريَّ حتى ارى ما سأفعله بك "ثم جذبها من ذراعها وخرج من الغرفة كانت ايرينا تتبعه في تردد حتى تذكرت شيء هي للآن لا تعرف شيئا عن هذا الرجل وكيف ستصبح من جواريه هي لن تقبل بهذا ابدا لكن عندما نظرت له قليلا رات ملامحه يبدوا انه غاضبا ماذا ان تحدثت الآن هل يمكن ان يخرج سيفه ويضرب بعنقها في ثواني معدودة وضعت يدها على رقبتها بخوف ثم قالت بعدما لملمت شتات نفسها قليلا
" سيدي انا للآن لم أعرف إسمك او أية معلومات عنك " نظر لها الآخر وقد امتلأت عيناه بالدهشة والتعجب توقف قليلا حتى تسنى له ان يستوعب ما تقوله دقائق مرت وهو في حالة صمت
 "من انت سيدي ؟ "
 كررت سؤالها مجددا لعله لم يسمعها لكن تفاجئت به يضحك بصوت عالي جدًا حتى ان صوته لفت انتباه كل من في القاعة ثم نظر لها بعدما هدأت نوبة الضحك الهيستيرية خاصته وقال بعدما اقترب من أذنها
"انا امبراطور روما .."
 توسعت عيناها في دهشة ولم تكد تتحدث حتى قاطعها قائلاً
 "انا الإمبراطور نيرون كلوديوس قيصر أغوسطوس"
فغرت ايرينا فاهها وهي غير مستوعبة الآن استوعبت سبب ارتدائهم الملابس الرومانية القديمة ليس لانه تدريب كما كانت تظن انما هي عادت للماضي ! 



You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 30 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ديليغو .... DiligoWhere stories live. Discover now