-♡-
{Dérivant dans son étreinte}
ــــــشَقتْ ألينور جفنيها عن بعضِهما بفزعٍ لِما رأت أثناء نومها؛ كان كابوسًا فظيعًا يتمحور حول الطبيب هاريسون: رأته مُكبَلًا يختنق غيظًا، ينظُر لها ولا تفهم ما تقوله عينهُ الغاضبة، إلا أن كل ما عَرفته أنه كان بحاجةِ المُساعدة، ولكنه -كعادة مؤذية- يُكابر؛ كبريائه يقف عائقًا بالمنتصف دائمًا ويُلجمه.
اعتدلتْ جالسة، وأخذتْ كوب الماء -بِكفٍ مُهتَز- ترتشف منه، عسى أن تُسيطِر على أنفاسِها، أو تتخلص مِن رغبتها المُلحَّة بالبكاءِ في بداية الصباح؛ منظَـرهُ لا يُغــادِر عـقـلـهـا.
«لا بأس، كل شيء سَيسير على نحوٍ يسير.» ظَلت تُردد وكأنها تُشتِت دماغها الذي دُمِغَ به المَشهدِ. مسحتْ طرفيِّ عينيها المُبَللة بأناملها، واستقامت تقصِد المرحاض؛ قَررت أنها لن تدَع مُجرد حلمٌ سخيف لا حقيقة فيه -كما تأمل- يخرِّب يومها.
وبعد أن انتهت مِن الإغتسال وارتداء ملابسها، خرجت لتُوقظ النائمَين، ثم راحت تُحضِّر فطورًا بسيطًا بوسعها إعدادِه.
«تحتاجين مُساعَدة؟» سأل ديميتري من بين تثاؤبه بينما ينظر إلى ظهرها، ولكن ألينور كانت بعالم آخر.. دون إرادة منها سَرحت تفكرُ وتفكرُ بالطبيب؛ تعجب ديميتري واقرب منها حتى أصبح إلى جانبها مباشرة، حينها استطاع أن يرَ عينها الشاخصة بشرودٍ، وكأنها تبصر ما لا يُمكن لغيرها إبصاره.
«مَن ذا الذي يخطِف عقل الجميلة منذ أوَّل الصباح؟» لحنَّ الفتى جملته بالسُخرية، لتَجفل ألينور عائدة إلى الواقِع ورمقته سريعًا قائلة: صباح الخير ديمي، كيف حال كتفك؟
حرَّك ديميتري كتفه ببطءٍ -في تلك الدُعامة التي تشده وتحمِل ذراعه- ثم قال بلا مُبالاة: إنه يتحسن، بعض الوخز ولكنه قيد العمل.
أخذت ألينور الأطباق لتضعها فوق المائدة الخشبية الصغيرة تزامُنًا مع قولها اللطيف: أنتَ قويًا كفاية لتستعيد كامل صحتكَ قريبًا يا ديمي.
ومع أن قولها لطيفًا ووجهها باسِمًا، إلا أنها لم تبدُ حيويَّة كما عاهدها الصبي.. ولذلك سألها بإهتمام: أنتِ بخير، صحيح؟
نظرت له بإستنكارٍ وقالت وهي تهرب مِن عينيهِ: بالطبع أنا بخير!؛ هل ستخرج اليوم؟
لم يَكُن الصبي ساذج حتى لا يلحَظ أنها تغيِّر بوصلة الحِوار، ولكنه تغافل عن ذلك وأجاب: أجل، منذ اليوم سأذهب وأشاهد كيف يكون العمل، حتى آخذُ فكرة أوضح عن دوري وعن المهنةِ.
«لماذا لا تأتِ وتبيت الليل عندنا يا صغير؟، غرفة السقيفة مناسبة بشدَّة لتلك المُهمة؛ ستحبها.» اقترحت الجدَّة تشارك في الحديثِ، فالفتى قد أخبرها أنه كان يسكن بِدار رعاية للأيتام وحينما هرب تأذى ثم تكفلت ألينور برعايته داخل مشفى عالمي كالذي تعمل به، وردَّا للمعروفِ هو أتى لزيارة الطبيبة العطوفة -كما دعاها-، ذلك ما جعل الجدة تغضب قليلًا لإخفاء ألينور الأسرار عنها.
أنت تقرأ
Untouchable man| عقـدة ثقة
Romanceإنه رَجُل يَمتهن إصلاح القُلوب ولَكنّه يَنفُر مِما يَكمُن بذلكَ القالِب، يَكفُر بِعقيدة المشاعر!، رجُلًا بِقلبٍ قاحل لا حياة فِيه؛ مُعتلٌ بعقدة الثقة، ويَجهلَ موضِع العَقْد. أما هي، فإنها فتاة بإبهام أخضَر، لا تَمِسّْ يابسًا إلا ودَبَّت به الحياة. «...