53

22 4 0
                                    


~~~

دخلت المدخل وتوقفت وشعرت بعدم الارتياح ببطء، في الظلام، خلعت حذائي ودفعته نحو المدخل، وبينما كنت أتحسس الحائط، ضغطت على مفتاح الضوء

طقطقة، أضاء ضوء غرفة المعيشة، وقفت ساكنا، ممسكا بحقيبتي، وشعرت بغرابة، كان المنزل خانقا وضيقا، كان السقف منخفضًا، وكان المكان مظلمًا وهادئا كان الوقت متأخرا، لكنني لم أستطع سماع أي ضوضاء من الطابق السفلي أو العلوي

وضعت حقيبتي عند المدخل، وبعد أن أعددت كل شيء في ذهني، أدركت أن الأمر لم يمر سوى يومين، ومع ذلك، في تلك الفترة القصيرة، بدا المنزل غير مألوف بالنسبة لي

وضعت الملابس المتراكمة في الغسالة التصق مسحوق التنظيف الجاف بأطراف أصابعي الجافة، وعندما غسلته بالماء، شعرت بأن أصابعي أصبحت زلقة، فكرت في تشغيل المكنسة الكهربائية، ولكنني بدلاً من ذلك جلست القرفصاء وشاهدت الملابس تدور وتدور ضغطت بمؤخرتي على الأرضية الباردة المكسوة بالبلاط

كان الجو هادئا، وكانت الملابس المغسولة داخل الغسالة تصدر صوتًا أثناء تشابكها وتحركها

أدركت حينها أن الأمر لم يكن غريبا في المنزل، بل كان الأمر غريبا في حقيقة أنه لم يكن هناك

لقد بحثت عنه في كل مكان، لكنه لم يكن هناك، لم يكن في الغرفة أو في أي مكان في المنزل، كل ليلة على مدار الأسبوع الماضي، كانت ذراعاه القويتان تلتف حول خصري، ورائحته المألوفة ودفئه يضغطان علي، لكنه الآن لم يكن هناك

كان الشعور المتأخر بالخسارة أشبه بفراغ، فتحت فمي لألتقط أنفاسي، لكني شعرت وكأنني لا أملك الأكسجين

لذا جلست أمام الغسالة، وأنا أثني جسدي، محاولاً قياس المسافة المادية بين منزلي ومنزله شعرت وكأن المسافة التي تفصلني عنه بضعة كيلومترات تشكل فارقاً كبيراً، وكأنني أرسم خطوطاً دقيقة على الخريطة في ذهني مراراً وتكراراً

بينما كنت أضع أوراق الشاي واحدة تلو الأخرى في كوب في المطبخ، سمعت صوت صفير قصير يتكرر باستمرار، ظننت أنه صوت الغسالة، فحركت رأسي، لأدرك أنه صوت هاتفي، هرعت إلى المكان الذي تركت فيه حقيبتي، وبحثت عن الهاتف حتى استعدته أخيرًا، وكان مكتوبا عليه اسمه بوضوح

"مرحبا ؟"

امتزج صوت لاهث بالصوت، توقف قائد الفريق هان على الطرف الآخر من الخط للحظة قبل أن يسأل ببطء

- هل أنت مشغول ؟

"أنا؟ لا، أنا بخير"

Master of Saturday-مـُترجمـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن