الكابوس
الوعى عاد اليها ببطء لكنها لم تكن لتجرؤعلي فتح عينيها واكملت التظاهر بفقدان الوعى ... بدأت في تقييم وضعها ... شعرت انها ممدة علي ظهرها في وضع مستقيم على شىء صلب قاسي ... سيطرت على رعشتها بقوة ادهشها معرفة انها تملكها....كانت اكيدة من انها محتجزة في خزانة الملابس فالشياطين قد نالت منها اخيرًا واعادتها الى الخزانة مجددًا ... كانت تدرك جيدًا انها ليست المرة الاولي التي تكون فيها معهم في الخزانة فكوابيسها اليومية لم تكن تسمح لها بالنسيان ..... ايضًا كانت تدرك ان احتجازها في الخزانة هذه المرة لن يكون له نهاية سوى بموتها فهذا ما ستريده الشياطين وستنفذه ...الشياطين لن تتركها تخرج سالمة وتهرب من براثنها بعد ان انتظرت كل تلك السنوات لاعادتها الى هناك مجددًا....
فجأه شعرت بيد تمسح علي شعرها فغادرتها شجاعتها المزيفة التي حاولت التظاهر بها وبدأت في الارتجاف بقوة....صرخت برعب وقالت....
- اتركوني في حالي ... لا تلمسوني ...ارحلوا الى جحيمكم ....
ما ان انهت جملتها حتى سمعت صوت يوسف يتسأل في دهشة...
- من تقصدين لارا ..لا يوجد هنا احدًا غيري ..؟
فتحت عينيها بعدم تصديق ... وفوجئت بنفسها ترقد علي فراش صلب عاري من الشراشف في نفس الغرفة الكئيبة التي ادخلها اليها يوسف قبل قليل .. و كان يقف الى جوارها يراقبها باهتمام....سألته بضعف ....
- ماذا حدث...؟
اجابها بتهكم...
- هل تسأليني ...؟ لن افيدك كثيرًا... لهجته مازالت متهكمة وهو يكمل ... - فور رؤيتكِ للغرفة فقدتِ لونكِ وصرختِ برعب كأنكِ شاهدتِ عفريت ثم فقدتِ الوعى...
اغاظها تهكمه بشدة ...كيف يبدو عديم المشاعر كليًا هكذا .. فرعبها الواضح لا يخفى على احد.....
- لا تستخف برعبي .. فربما شاهدت احدهم فعلًا
ضحك بصوت عالي....
- مستحيل ان يستطيع حتى العفريت ان يدخل بيتي بدون اذني ... من يريد الدخول عليه الاستئذان اولًا وانا اليوم لم اسمح لاي عفريت بالدخول...تهكمه من رعبها مازال يغيظها للغايه...
اكمل بنفس نبرة التهكم المستفزة..
- يبدو جليًا اننى انا العفريت الذي تقصدين ... تلفت حوله وكأنه يبحث عن الجمهور ...اكمل ..- كما ترين لا يوجد غيري هنا
فاجابته بضيق...
- انا في الواقع لا ادري ماذا اصابني ...شعرت بالخوف فجأة...احاول فهم الامور لكننى اجد صعوبة في التركيز ... لكن كل ما استطيع قوله اننى لم اشعر بالراحة في هذه الغرفة .. تسبب لي الرعب والإختناق ...يوجد بها شيء ما يخيفني جدًا ولذلك لن ابقى هنا لثانية اخرى بعد الان ...وتأكيدًا لكلامها حاولت النهوض من الفراش ...فهى غادرت قصر المنصوري هربًا منهم ولن تسمح لهم بتنغيص حياتها مجددًا...
ارقدها مجددا بلطف وقال....
- انتظري قليلًا بعد ...مازال يبدو عليكِ عدم الاتزان ... انظري جيدًا لا يوجد ما يخيف في الغرفة ...وكي اطمئنكِ سنقوم بتبديل الغرف ...انا اعشق هذه الغرفة بشياطينها واثاثها وكل تفاصيلها...
ها قد عاد يوسف للطفه السابق الذي يغمرها ...بدأت تستشعر تقلب مزاجه الفجائي .. فهو حنون لطيف في معظم الاحيان لكنها كانت ايضًا تشعر ببرودة تشع منه في اوقات قليلة جدًا فعليًّا.. لكنها كانت تحيرها بشدة وتجعلها تتسأل عن السبب.. لكن مهما كان السبب او مهما حاول ابقائها هنا لفترة اطول فهى لن تطيعه ... ستغادر الان فورًّا ...
- صدقني انا اشعر بالتحسن واستطيع النهوض
بحركة داعمه مميزة مد يده اليها لتستند عليها ....وهى قبلتها شاكرة ... انها بالفعل تحتاج لدعمه حاليًا ...تحتاج للهرب من تلك الغرفة الكئيبة ...تحتاج الى الامان الذي يوفره لها وجوده في حياتها ....فهو اصبح زوجها
شكرته بنظرات صامتة علي عدم الحاحه عليها بالبقاء فهى لم تكن تستطيع قضاء دقيقة واحدة اخرى في تلك الغرفة ...هبطت معه الى الطابق السفلي مجددًا ويوسف فتح لها باب غرفته بلطف....
تفضلي -
دخلت الى غرفته وهى تشعر بالراحة ...حتى هذه اللحظة لا تستطيع تحديد سبب رد فعلها المبالغ فيه تجاه الغرفة العلوية لكنها لم تهتم كثيرًا بالتفسير طالما تخلصت منها بسلام...
اشكرك -
انتى بدأتِ الليلة بالفستان الأسود ...اختيار موفق لليلة سوداء -
شعرت بخجل عميق يحتلها ..حتى الان يوسف لم يري منها اي تقدير لصنيعه ... لكنها فعليًا لا تستطيع فعقلها المسكين لا يحتمل كل هذه الاحداث التي لم تترك لها مساحة للتفكير باتزان....
وجدت نفسها تهتف بندم واضح وتأنيب ضمير...
- انا اسفة
أنت تقرأ
رماد العنقاء
Romantikكالعنقاء نفض عنه رماده وعاد يبحث عن انتقامه ... في طريقه للنصر تعلل بأن الغاية تبرر الوسيلة فبرر لنفسه الخطيئة خاض حربًا بلا هوادة لكن عندما انتصر لم يشعر بالسعادة فقلبًا تغذى على الحقد دومًا لن يعرف يومًا طعمًا للراحة ... من اعت...