رياح الغضب
" اخرج من حفرة لدحديرة ومن فخ لفخ "..
هكذا هو حالها بالتحديد.. بعد مغادرة يوسف تنفست الصعداء ...
لديها الان مساحة من الحرية للتفكير بتمعن ... الورطة التي ورطت نفسها فيها تجرها للقاع لكنها مجبرة فحقيقة انها تم توريطها منذ زمن لا يمكن انكارها ... والدها هو من ورطها في ذلك المستنقع متعمدًا وراموس فقط يجمع الغنائم ...
هى تحتاج للهدوء كى تستطيع التركيز والخروج بأقل الخسائر ... اشتاقت لسماع موسيقى هادئة ربما الكونشرتو ال 23 لموزارت كان سيهدئها كثيرًا لا تدري لماذا لكنه يرفعها الي السحاب ثم تنام فور انتهاء المقطوع مباشرة نومًا عميقًا بلا كوابيس ... لكن فيلا يوسف الجرداء تخلو من أي مظاهر الترفية ... وحالة فلسها التام قبل المزاد لم تمكنها من اعادة الاشتراك في النت لذلك قررت استكشاف الفيلا فلربما تجد أي شيء يسليها حتى عودة يوسف ... الامر الذى يثيرها بشدة هو عدم قدرتها علي فهم مشاعرها هى شخصيًا ... تنفر منه وتخاف قربه لكنها في نفس الوقت لا تستطيع الابتعاد عنه يربطهما خيط رفيع غير مرئي لكنها تشعر به .. تكاد تجزم انها تستطيع لمس ذلك الخيط.. انها تشعر بالانتماء ليوسف مع ان فترة معرفتهما لا تتعدى الاسابيع ....
كيف تشعر بذلك الشعور ...؟ والاهم لماذا اذًا رؤيته تسبب لها المًا دفينًا..؟ ربما الايام ستجعلها تفهم فكل يوم تكتشف جانب جديد في شخصية يوسف.. ما اكتشفته حتى الأن لا يعجبها علي الاطلاق ..عنيد ملحد وغامض .. ووسامته لا تشفع له لديها فهى محصنة ضد مكر الرجال .. ان ما يربطها به اكبر من الاعجاب بوسامة رجل حتى ولوكانت قاتلة .. ما يربطها به هو قوة القدر وتدابيره الغامضة التى لا تفهمها ....
ولتأكيد غموضه اختار مكان غير مأهول بالسكان بعد لسكنه فالكامبوند الذى يضم فيلته شبه مهجور واغلبية الفيلات مازالت في مرحلة البناء ... ولا تتذكر حتى انها شاهدت حارس في الجوار ... هى كانت في دنياها الخاصة اثناء رحلة القدوم لكنها ادركت انها ابتعدت عن القاهرة بمدة زمنية لا تقل عن نصف الساعة لكنها لا تعلم الى اين بالتحديد اتجه بها سائق يوسف ..... راقبت المكان من النافذة ... زخات المطر اخذت في التزايد والغيوم في السماء تنذرها بيوم شتوى ماطر... هى عكس يوسف لاتكره الشتاء بل تحبه لانه يوافق مزاجها الكئيب.. حياتها ببرودة لياليه واوقات حزنها طويلة بطول تلك الليالي ايضٍا
فتحت النافذة علي مصراعيها واخرجت يداها لتلقي المطر عليهما ... تسألت مجددا ..." هل المطر يغسل الذنوب ...؟ " استمتعت بهطول الامطار الغزيرة والتى اصبحت تحجب عنها الرؤيه الان ... راقبت الاشجار وهى تهتز بسبب الرياح التى كانت تشتد بدون سابق انذار ... بالامس فقط كان الجو مازال خريفي رائع مع لمسة من البرودة في الليل ... اما اليوم فالشتاء فرض نفسه فرضًا ... ربما الشتاء غاضب من يوسف لكرهه اياه ويتحداه ان يجرؤ علي الاعتراض ... وكأنما اراد اثبات من له اليد العليا فيهما فلم يكتفي بالامطار التى تحولت الي سيول بل ايضٍا صاحبها ببرق ورعد يصم الاذان اغلقت النافدة برعب فالطالما كانت تخاف من البرق والرعد والعواصف العاتية ... جو الشتاء الكئيب الذى كانت تفضله تحول فجأة الي عاصفة مخيفة... ورياح الغضب تضرب المنزل بقوة ... تمنت عودة يوسف سريعًا ليس فقط بسبب عدم رغبتها في البقاء وحيدة بل ايضًا لانها كانت تخاف عليه من الخروج في مثل ذلك الطقس الغاضب...
أنت تقرأ
رماد العنقاء
Romanceكالعنقاء نفض عنه رماده وعاد يبحث عن انتقامه ... في طريقه للنصر تعلل بأن الغاية تبرر الوسيلة فبرر لنفسه الخطيئة خاض حربًا بلا هوادة لكن عندما انتصر لم يشعر بالسعادة فقلبًا تغذى على الحقد دومًا لن يعرف يومًا طعمًا للراحة ... من اعت...