الحادى عشر

233 9 0
                                    

صورة من الماضي

" وبين عشية وضحاها تتغير المفاهيم وتتبدل الافكار ونبدأ من جديد في تقييم الأمور ... ربما القليل من الصبر سيفيد ...  "                              يوسف غادر في المروحية مجددًا ولم يرافقها لداخل القصر ... وهى كانت تترنح من الحيرة .. خطواتها مهزوزة وساقيها غير ثابتتين ... سؤال مازال بلا جواب .." ماذا يريد راموس منها بالتحديد..؟ " ...                  

انتقامه من والدها تم بنجاح واختفى اسم فؤاد المنصوري من علي وجه الارض ... قصرهم الاثري في القاهرة  اصبح ملكه ..هو كان يستطيع سحقها وتركها تواجه مصيرها.... تواجه السجن لمدى حياتها حتى تتعفن فيه... لماذا تكبد كل ذلك العناء..؟ خطط بعبقرية وجعلها تتزوج من يوسف وهى تظن انها ذكية وتخدعه وهو كان يحركها بالخيوط كعروسة الماريونيت .. ما حدث علي الشاطىء جعلها تتراجع عن شكوكها في يوسف .. لفترة اعتقدت ان راموس يريد جسدها وان يوسف سيهديها له ولكن يوسف اثبت انه ذو دم حار ورفض ان يأخذها في العراء علي الرغم من انه يعلم انه كان يحظى بخصوصية تامة ... يوسف يغار عليها كالجحيم وبالتأكيد لم يكن منحها لراموس واردًا ابدًا في مخططاته...
استدارات لمغادرة القصر مجددًا عندما وجدت فيكتوريا فيرنانديز تجلس في الصالون الضخم .. يكفيها مواجهة واحدة مع عشيقة غاضبه ... لكن فيكتوريا استوقفتها ...نادتها بلغه عربية سليمة الي حد ما...
 لارا من فضلكِ ..اريد التحدث اليكِ ....؟-

سماعها لفيكتوريا تتحدث العربية اذهلها .. .اخر شيء كانت تريده الان هو مواجهة مع احدى نساء يوسف الغاضبات لكن نبرة صوت فيكتوريا لم تكن غاضبة بل كانت تتوسلها للبقاء ...
استدارت مجددًا وواجهتها ... فيكتوريا بالفعل جميلة جدًا وصغيرة في العمر ... من المؤكد انها تصغرها بستة سنوات علي الاقل... فى مقابلتهما السابقة لم تنتبه لبرائتها وصغر سنها بسبب شدة غيرتها منها ومن احتضانها ليوسف بحميمية  اما الان بعد ان هدأت استاطعت ملاحظة ذلك بوضوح....  تعجبت كيف يحظى راموس الذئب العجوز بشقيقة مراهقة مثل فيكتوريا لكن الذي رأته من عجائب في الشهر الاخير فاق كل ما عرفته يومًا في حياتها فأصبحت تتقبل أي شيء ...
فضولها جعلها تقبل دعوة فيكتوريا فجلست علي المقعد المجاور لها
وفيكتوريا بدأت الحديث بتواضع ... 
 - في البداية دعينا نتعرف بصورة صحيحة ... انا فيكي وانتِ لارا .. وارجو منك اعتباري صديقتكِ ...
نظرت اليها لارا بسخرية ....                                                        - صديقة .. ؟ هنا في هذا المنزل...؟ وشقيقة راموس شخصيًا...؟ او دعكِ من ذلك .. هل تريدينى ان اصدق ان عشيقة يوسف تريد صداقتى ...؟
فيكى اجابتها بألم وهى تجمع الكلمات بصعوبة ....
رجاءًا تحدثي  ببطء  ... انتِ عصبية وانا أجاهد كي افهمكِ ... -
لارا اكملت سخريتها....
 - بالطبع يوسف هو من علمكِ اللغة العربية.. 
فيكي هزت رأسها بالايجاب....
 - نعم .. علمها لي لانه  كان يعشق التحدث بها .. اراد ان يتقنها ويجعلنى اتقنها لانها لغته الاساسية ...حتى يتذكر من هو دائمًا ...

رماد العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن