طعنة في القلب
" انا عنقاء خرافية تخلت عن انتقامها وعلي باب الهوى اصبحت ناسكًا متعبدًا في محراب عشقها..."لارا صرخت بعنف ...- لا ...
يوسف سألها بترقب لا يخلو من اللهفة ... - لماذا لارا ...؟ هل تذكرتِ شيئًا ما ...؟ هزت رأسها بالنفي ...الح عليها بالسؤال ...- لماذا لارا...؟
- ارجوك يا يوسف ... لو انت تحبنى كما تقول جنبني مقابلته ...انا لا اريد ان اراه ابدًا .... - حسنًا لارا لن تقابليه الأن... لكن هذا مجرد تأجيل ... انتِ تتظاهرين بأن الأمور علي ما يرام لكن في لحظة سيحدث الإنفجار ووقتها سيكون الأذى دائم ... انتِ لديك فرصة الان للفهم اغتنميها ... انا اعدكِ بإخباركِ الحقيقة كامله.. ربما ستفهمين وتعطينه بعض العذر .... كلامه يحمل كل الحق .... فى نفسها ممزقة بين رغبتها في معرفة الحقيقة ورعبها مما تحمله تلك الحقيقة من الالام اذا ما كشفت ....
يوسف اشار الي مبنى كبير يقترب منهما وقال ..
- مؤسسة فينيكس
لارا تمسكت بذراعه برعب حقيقي وبدأت في الارتجاف ....
يوسف شعر برجفتها فتمزق قلبه وأشار الي قائد المروحية لاكمال طريقه الي المستشفي دون الهبوط في المؤسسة كما كان يخطط...
رحلة الطبيب كانت ناقوس الخطر الذى انتبه اليه عقلها .. دياز كان يحاول اقناعها بأن فقدانها لذاكرتها قرار اتخذه عقلها لحمايتها ...
واجهها بمشكلتها ...- انتِ ترفضين التذكر.. في كل يوم يمرعقلكِ يتعود اكثر علي حياته الجديدة لا وليس فقط ذلك بل يخترع حياة واحداث واشخاص ... عقلكِ ذكى جدًا .. انه يقنعكَ بحالة وهمية من السعادة حتى يغنيكِ عن الماضي الذي لم تكنى سعيدة فيه بل وكنت تتألمين بعنف...
رحلة العودة تمت في صمت حذر ... لوقبلت عرضه للغذاء في الخارج فاصطحبها يوسف الي مطغم فخم في حي راقي .... رغبتها في الاكل اكدت ليوسف كلام الطبيب فلارا تختلق حياه لنفسها ... اكلا بشهية واستمتعا بمنظر البحر ... سيدة شقراء كانت تتناول الطعام مع رجل نهضت فور لمحها ليوسف ومالت لتطبع قبلة علي وجنته ... الغيرة قطعت امعائها على الفور لكن يوسف ابعدها عنه فورًا وقام بتقديم لارا اليهما كزوجته ... الشقراء قيمت لارا بنظرات جردتها من ملابسها وانسحبت فورًا الي طاولتها بعد ان قالت بالانجليزية بغل حرصت علي ان تفهمها لارا وهى تقول .... - انها عادية جدًا ... ماذا وجدت فيها اكثر من أي فتاة اخرى لتتزوجها ؟ اجابها بثقة ...- الحب ايمى ... انها الوحيدة التى احببتها... لارا اكتفت برده فاكملت اكلها بشهية وتجاهلت الشقراء التى كانت تقتلها بنظرات غيرة وحقد وحسد .. ربما تتسأل كيف احبها يوسف وهى الأن بالفعل ابعد ما تكون عن الجمال او الاناقة ..؟ ولإغاظتها اكثر لارا مدت يدها عبر الطاوله تبحث عن يد يوسف الذى احتواها بحنان ... وفي اثناء مغادرتهما للمطعم يوسف وضع ذراعه علي كتفيها بحركة حمتها من نظرات الفوضولين .... حالة النكران التي تعيشها لارا تخيفه للغاية ... اكثر ما يخيفه هو كلام زهرة عن الحاله المشابهة التى اصابتها من قبل ...
دائمًا هو السبب ... تأنيب ضميره يقتله.. يمنعه من النوم ...لماذا وافق منذ البداية علي اشراك لارا فى هذا المستنقع ...؟
فور وصولهما إلي القصر انسحبت الي غرفتها فورًا فهى كانت بحاجة شديدة الي ترتيب افكارها ...
بالطبع هى تعلم ان الطبيب محق لكنها ما زالت لا ترغب في تبديد سعادتها الحالية لانها تعلم جيدًا ان عقلها المغلق عندما تدب فيه الحياة من جديد سوف يفتح باب الدمار ....
ملابسها التى اتسعت عليها بشكل ملحوظ كانت تنبئها عن حقيقة وضعها الذي اصبحت عليه ... اصبحت كتلة من العظام البائسة... اي جمال سيجده فيها يوسف الوسيم القوى خصوصًا وهو محاط بالجميلات في كل مكان ...؟
ربما لو اثبتت لهم تحسنها الكامل بغض النظر عن حالة ذاكرتها فلربما يستسلمون ويتركوها لشأنها ...ستحتفل اليوم بشيء لا تدري ماهو لكنها تشعر به ....
أنت تقرأ
رماد العنقاء
Romansكالعنقاء نفض عنه رماده وعاد يبحث عن انتقامه ... في طريقه للنصر تعلل بأن الغاية تبرر الوسيلة فبرر لنفسه الخطيئة خاض حربًا بلا هوادة لكن عندما انتصر لم يشعر بالسعادة فقلبًا تغذى على الحقد دومًا لن يعرف يومًا طعمًا للراحة ... من اعت...