الفصل 38

1 2 0
                                    

_استعدّ مايك! سنصعد قمة ذلك الجبل!

_ذلك......الجبل؟؟!.....

استدار الإثنان فور سماعها تكرّر جملة الفتى.

فور أن اتجها بأعينهما متّبعَين صوتها الرقيق الذي أطرب سمعهما لجمال وقعه.

تلاقت اعينهما بعينيها الزرقاوتين الفارغتين كأنهما مجردتان من أي حياة.

كانت تلك الأعين ميزة أخرى اتصف بها شعب المنطقة.

تموّج شعرها الطويل الأبيض مع كل خطوة خطتها في اتجاههما بينما تلاعبت قدماها بالرداء الأبيض الخفيف الذي كانت ترتديه، ليس غريباً أن تكتسي رداءً خفيفا في مثل هذا الجو الذي يجمد القلوب لا الأجساد فقط، فقد كان شكلها يوحي بالفعل أنها أحد سكان المكان.

كانت ترمقهما بنظرة لا تخفي رعبا دب جسدها مقشعرا بدنها الذي لم يحرك البرد منه ساكناً.

استغرب كلاهما هذا الخوف الواضح الذي يكاد يغادر مقلتيها، ما لبث الأمير أن سألها و نظرات القلق ترتسم على وجهه ببطء:

_المعذرة يا آنسة....لكن هل قلنا شيئاً ارعبكِ؟.....

فتحت فمها المرتعش بينما تجيبه بصوت أكثر ارتعاشا:

_ذ.ذلك الجبل.....هل تخططان للذهاب إليه؟....

رمقها كلاهما بنظرة استغراب توضح كمّ حيرتهما من سؤالها، فلم يبدو على الجبل القريب منهم أي علامات تشي بغرابته، لما قد تسألهما عن وجهتهما تلك بنبرة توحي بتوتر و رعب ظاهرين على كل من قسمات وجهها الجميل و جسدها الضئيل المرتعش.

لكنها سرعان ما أكملت فور ملاحظتها لحيرتهما من سؤالها الغريب:

_اعذراني على تدخلي و سؤالكما شيئا واضحاً كهذا، لكني لا انصحكما بالذهاب إلى ذلك الجبل، و خصوصاً صعود قمته.....

تبادل أليكس النظرات مع فارسه متحدثين بلغة الأعين كما اعتادا في مواقف استدعت تواصلهما دون الكلمات و الحروف قبل أن يجيبها:

_اجل يا آنسة فتلك ستكون وجهتنا التالية.....نخطط لصعود تلك القمة لغرض أهميته لا تقل عن أهمية اخبارك لنا الآن عما فيه، فمن الواضح أن تلك القمة أعلاه ليست بشيء هيّن....أأنا محق؟.

أجابها الفتى بنبرة هادئة بينما تعلو وجهه ابتسامة خفيفة.

زين نبرته ببعض من الهدوء غاية في تهدئة الفتاة أو تقليل ذعرها حتى تستطيع إشباع فضوله الذي شرع ينمو لحظتها مطيلا جذوره التي تخللت جسد الفتى.

_ليس لي علاقة بهذا لكن.....أرجو حقا ان تعيدا التفكير في الأمر.....لابد أنكما من خارج المنطقة الجليدية و لهذا لاتعلمان قصة متاهة الجليد.....

كررا وراءها دون وعي منهما:

_متاهة.....الجليد؟....

انخفض حاجباها بينما هدأت بقية ملامح وجهها متبعة أمر عقلها في الهدوء ليطيع لسانها الأمر متحدثاً بنبرة تكاد الجدية تخرج منها.

رحلة بين طيات التاريخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن