36/"𝓔𝓬𝓱𝓸𝓮𝓼 𝓸𝓯 𝓽𝓱𝓮 𝓹𝓪𝓼𝓽 "

38 8 3
                                    


"تحت سماء ملبدة بالغيوم، كان الليل يحمل معه أصداء الماضي. تلك الأصداء التي لا تهدأ، والتي تهمس في أذن أديب مع كل نفس يتنفسه، تحاول أن تسحب روحه إلى هاوية الذكريات. كان يدرك أن الطريق الذي يسلكه الآن ليس فقط طريقًا بين المدن، بل هو ممر نحو جزء من حياته قد حاول جاهدًا أن ينساه. كان يعلم أن هذا الفصل من رحلته سيكشف عن صفحات مضت ولكنه لم يتمكن أبدًا من تمزيقها من كتاب حياته."

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

الفصل ستة وثلاثين: "أصداء من الماضي

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

مكتب بيروت – قسم الشرطة الإسبانية

بيروت جلس خلف مكتبه، يراقب ناصر بنظراته الحادة، أصابعه متشابكة فوق الأوراق المبعثرة أمامه.

"ناصر، نحن نلاحق شبحًا."

قالها بيروت بصوت منخفض، لكنه مشحون بالثقل، كلماته تقطع الصمت في الغرفة. "كل ما نعرفه عن يزيد جابر مبهم وغير كافٍ. كنتَ قريبًا منه في الماضي، نحتاج إلى أي شيء يساعدنا في تحديد تحركاته."

ناصر، الذي جلس مستقيمًا، لم يظهر عليه التوتر المعتاد في مثل هذه المواقف. عيناه كانتا تحملان ذلك البرود الذي اعتاده، لكنه كان يحمل أيضًا ثقل معرفة لا يستهان بها.

"يزيد لم يكن طفلًا عاديًا، بيروت."

قالها بصوت هادئ، لكنه محمل بالكثير من الذكريات، ثم أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتابع: "حتى عندما كنا أطفالًا، كان يسعى دائمًا للسيطرة. لم يكن مجرد قائد للفريق في لعب الكرة، بل كان يريد أن يكون كل شيء تحت سيطرته. لم يكن ذلك سيئًا بحد ذاته، لكنه كان... مختلفًا."

بيروت انحنى قليلًا للأمام، اهتمامه أصبح أوضح. "مختلفًا؟ كيف ذلك؟"

ابتسم ناصر، لكنها لم تكن ابتسامة تحمل أي دفء. كانت أشبه بابتسامة شخص يتذكر أمرًا لم يكن يجب أن يُنسى.

"كان يعرف كيف يلعب بأعصاب الناس. حتى في ذلك العمر، كان يعرف متى يضغط وأين، كان يتلاعب بمخاوفنا، يجعلنا نشعر أننا أقل منه، لكنه لم يكن يتجاوز الحد... كان فقط يختبرنا."

بيروت أومأ برأسه، كأنه يجمع القطع المتناثرة في ذهنه. "وهل تعرف أين قد يكون الآن؟ أي خيط يمكننا اتباعه؟"

ناصر أخرج ورقة مطوية بعناية من جيبه، وضعها على الطاولة أمام بيروت. "اختفى منذ تسعة عشر عامًا دون أي أثر، لكنني أذكر عنوان منزل والديه القديم. كانوا يعيشون في حي هادئ على أطراف البلدة. كنا نذهب إلى هناك كثيرًا. ربما تركوا خلفهم شيئًا."

ADIB II أَدِيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن