9/9

11 3 37
                                    

بينما هو في مكتبته الصغيرة ينفض الغبار من على الكتب المصفوفة على الرفوف بترتيب مميز هو وحده يحفظه ، لطالما كانت هذه المكتبة أغلى ممتلكاته أو لنقل هي كل ممتلكاته كان حلمه في صغره أن يدير مكتبة وبالفعل أنفق عليها كل ما ورثه من والديه المتوفييّن وصارت مسكناً له ومكاناً لعمله

بالرغم من أن اختلاط سوبين بالناس شبه معدوم إلا أن جميع أهل تلك القرية الصغيرة يحبونه ويحترمونه ويرونه كابن صغير لهم جميعاً حيث أنه لا يتردد ولو للحظة عن مدّ يد العون لمن يطلبها

"اليوم سيرجع العم هان من السفر أتمنى أن يكون قد أحضر معه بعض الكتب الجديدة لي فأنا بالفعل قارئ لكل حرفٍ متموضع على هذه الرفوف وأريد تجربة شيء جديد"
قال مخاطباً نفسه ليسمع صوت الأجراس المعلقة عند الباب معلنةً دخول شخصٍ ما

"صباح الخير سوبيني أرى أنك لم تنته من تنظيف المكتبة هل تريد بعض المساعدة؟"

"اوه، صباح الخير مينجي! لا..لا أحتاج مساعدةً فقد شارفت على الانتهاء بالفعل يمكنكِ الجلوس"

"في الواقع لقد جئت لأعيد إليك الكتب التي استعرتها ولآخذ غيرها لقد كانت رائعة حقاً أريدك هذه المرة أن تختار لي أيضاً.."

"يسرني أنها أعجبتكِ وبكل سرور سأختار لك غيرها ثم أني طلبت من العم هان أن يجلب لي بعض الكتب من المكان الذي سافر إليه وأظن أنه سيصل اليوم!"

"هذا رائع..لم تحصل على كُتبٍ جديدة منذ مدة أشعر بالحماس ربما أكثر منك أنت حتى"

ابتسم صاحب الشعر الأزرق للطافة بنية الشعر تلك ودعاها للجلوس ريثما ينتهي مما كان يفعله
مينجي صديقة سوبين المقربة يعرفان بعضمها منذ صغرهما هي تصغره بسنتين تقريباً وتفهمه جيداً كما هو الحال معه
حسناً ربما تلك الفتاة المرحة النشيطة تزيد أيامه روعةً بالإضافة إلى كتبه

"ألقِ نظرة لهنا سوبين منذ متى وهذا الصندوق مركونٌ هنا بالأسفل"

اقترب سوبين لينظر نحو الصندوق الذي تشير إليه رفيقته ليراه صندوقاً عتيقاً تجمعت على غطائه أكوام من الأتربة تدل على أنه لم يفتح منذ وقتٍ طويلٍ جداً رغم أن المكان نظيفٌ ومرتب ويتم تنظيفه يومياً
حاول الفتى تذكُّر الصندوق أو من أين حصل عليه لكنه فشل في ذلك لذا قرر الاقتراب منه ونفخ الغبار عنه وفتحه تحت أنظار الفتاة..

"كتبٌ قديمة إنها خمسة كتب جميعها بأغلفة زرقاء باهية اللون تبدو جديدة وهذا غريب نظراً لشكل الصندوق الذي وضعت به"

الساعة الزرقاء || تشوي سوبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن