فتحت ماري الأبواب بصوت صرير خفيف، مما دل على حاجتها إلى تزييت. عندما انفتحت الأبواب، استقبلتها رائحة الكتب القديمة، وكانت الرؤية مذهلة. الأرفف الخشبية كانت ممتلئة بالكتب، بعضها بدت قديمة جدًا، كأنها تحمل قصصًا لم تُروَ منذ زمن بعيد. "هذا هو المكان الذي أحتاجه"
توقفت للحظة، مستمعة إلى الصوت الذي يتردد في فراغ المكتبة. تساءلت في نفسها: "هل يوجد أحد هنا؟" لكن الفراغ أجابها بصمت مطبق. تجمعت شجاعتها، وقررت دخول الغرفة، حيث شعرت وكأنها تعبر من بوابة إلى عالم آخر.
كانت المكتبة ضخمة، مملوءة بالكتب حتى أقصى حد. وقفت ماري في دهشة، تأسرها الأضواء المشتعلة بالفعل، مما كان من حسن حظها، لأنها لم تستطع العثور على أي مفاتيح للإضاءة. لو كانت الأضواء مطفأة، لكانت قد ضاعت في ظلام الغرفة، وسط الممرات الكثيرة والمظلمة، توهج الأنوار المنخفضة أضاف جوًا سحريًا للمكان. "لا أستطيع تصديق أنني هنا، هذا المكان كالجنة، بلا شك سوف أسكن هذه المكتبة"، همست ماري لنفسها ممازحة. تقدمت بخطوات خفيفة، وبدأت تتصفح الكتب. كان هناك شعور بالسكينة يحيط بها، وكأن الكتب كانت تحرس أسرارها.
خطت بضع خطوات للأمام، معجبة بالجمال المحيط بها. الديكور كان رفيع المستوى، والجدران مغطاة برفوف خشبية مليئة بالكتب، بينما كانت الثريا تضيء المكان بأناقة. كان هناك طاولة صغيرة على الجانب، مع بعض الكراسي وكتب مبعثرة عليها. صفوف متتالية من الكتب اللامتناهية كانت تناديها، كأنها تدعوها لاستكشافها. كان المكان أشبه بجنة، خاصة لشخص يحب القراءة، مثلها.
بينما كانت تستعرض الممرات، شعرت بشيء من الارتياح. كانت كل تجربة مرت بها منذ وصولها إيجابية: الطعام اللذيذ، المكتبة الجميلة، والديكور الفخم. ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لتهدئة قلقها بالكامل. كان توترها لا يزال يتراقص في داخلها، مُسجلاً مشاعر عدم اليقين والخوف من عدم قدرتها على تذكر أي شيء عن حياتها السابقة.
تمشي بين الممرات، تفحص الكتب بعناية. بعض الكتب كانت مألوفة لها، ذكّرتها بماضيها وقراءة تلك الروايات في فترات مختلفة من حياتها. شعرت بجرعة من الألفة في ذلك البحر من الصفحات. بينما كانت تتجول
بينما كانت تتصفح، توقفت عند كتاب عتيق على الرف. كان عنوانه "استعادة الذاكرة: رحلة إلى الداخل". انتابتها رغبة قوية في معرفة ما بداخل ذلك الكتاب. "ربما يمكن أن يساعدني في فهم ما فقدته" فتحت الكتاب ببطء، وبدأت تقرأ.
"في عالم الذاكرة، يمكن أن يكون الماضي مخفيًا، لكن هناك دائمًا خيوط صغيرة تدل على الطريق". كانت هذه العبارة تعكس مشاعرها. شعرت أن هذه الكلمات تتحدث إليها، تهمس في أذنها. "أين هو ماضي، سنتين كاملتين لا أتذكر عيشهما؟" تساءلت ماري ...
مع كل صفحة كانت تقلبها، بدأت تشعر بشيء من الأمل يتسلل إلى قلبها. "ربما أستطيع أن أستعيد بعضًا من ذكرياتي"، فكرت. كانت تتخيل نفسها في فصول من حياتها القديمة، تضحك مع الأصدقاء، تشارك اللحظات السعيدة، وحتى لحظات الحزن. "هل كانت هناك لحظات جميلة؟ هل كنت سعيدة طوال السنتين الماضيتين؟" كانت الأسئلة تدور في عقلها.
أنت تقرأ
مؤامرة زهرة الربيع || The Primrose Conspiracy
Romanceلم تكن الحياة رحيمة بماري، فقد عانت من ماضٍ مليء بالعنف والإساءة، تاركة وراءها جروحًا عميقة في قلبها وروحها. تعيش ماري أيامها باردة، خالية من الأمل، حتى تلتقي بكلاوس، الملياردير الوسيم الذي يملك كل شيء ما عدا الحب الحقيقي. كلاوس، الرجل الذي يعيش في...