أجلس وحدي في الظلام، أستمع إلى صوت أنفاسي المتقطعة، أشعر بثقل العجز يلتف حول قلبي كحبل مشدود يمنعني من التنفس بحرية. العجز ليس مجرد عدم قدرة على الحركة أو الإنجاز، بل هو شعور عميق يلفّني من كل جانب، يقتحم روحي ويجعلني أعيش في حالة من الفراغ.أشعر كأنني محبوسة داخل جدران غير مرئية، جدران صنعتها من خيبات الأمل والخوف من المستقبل. أريد أن أبكي، أن أصرخ بكل قوتي، لكن حتى الصراخ يبدو مستحيلاً. كل محاولة للخروج من هذا الشعور تواجهني بجدار من الصمت، صمتٌ قاسٍ يبتلع كل ما تبقى من إرادتي.
العجز يقتحم مشاعري ببطء، يحول كل شعور إلى خوف، وكل أمل إلى يأس. أريد أن أفرح، أن أضحك من أعماق قلبي، لكن العجز يقيدني، يسلبني القدرة على الشعور بالحياة. أرى الآخرين من حولي يحيون، يعيشون بكل تفاصيلهم الصغيرة، بينما أشعر أنني مجرد ظِلّ عابر، وجود بلا معنى.
هناك أيام أستيقظ فيها وأنا أشعر وكأنني أثقل من الجبال، كأنني أجرّ خلفي آلاف السلاسل، كل واحدة منها تمثل خيبة أو خوفًا أو حلمًا ضائعًا. كل خطوة أتخذها تبدو لي بلا جدوى، كأنني أركض في مكانٍ لا نهاية له، بلا هدف ولا نهاية.