انتقام أنور

1 0 0
                                    

في إحدى القرى الصغيرة، عاش فتى يُدعى أنور. في الوقت الذي كان فيه أقرانه يجتهدون في الدراسة للحصول على مراتب عليا في المدرسة، كان أنور يتوجه إلى كهف السحرة ليبدأ دراسة السحر وهو في سن الخامسة عشرة. على الرغم من عدم فهم الآخرين لاهتمامه، ظل أنور مخلصاً لممارسة السحر.

بينما كان الأولاد الآخرون يقضون أوقاتهم في اللعب والدراسة، كان أنور يقضي ساعات طويلة في الكهف، يتعلم من الكتب القديمة والرموز السحرية. بدأ يشعر بأن السحر ليس مجرد هواية، بل هو مصير يجب عليه اتباعه. كانت هناك قوة غامضة تدفعه نحو هذا الطريق، تجعله يشعر بأنه مختلف عن الآخرين، وأن لديه دورًا خاصًا في هذا العالم.

بدأت تظهر على أنور علامات القوة السحرية، حيث كان قادراً على التحكم في عناصر الطبيعة واستدعاء الأرواح لحمايته. ومع ذلك، كانت هذه القوة تأتي بثمن، فقد بدأ يشعر بالانعزال عن عائلته وأصدقائه. لم يفهموا شغفه، وكانوا يرون فيه تهديدًا لما اعتادوا عليه من بساطة الحياة.

عندما واجه أنور والديه بأمره وحبه لممارسة السحر، بدأت والدته بالبكاء قائلةً إن السحر لن يوفر له وظيفةً أو منزلًا أو عائلةً. حاول والده أن يكون أكثر تفهمًا، لكنه كان يشاركه نفس القلق. كان يرغب في رؤية ابنه يحقق نجاحًا ملموسًا كأقرانه، الذين كانوا يحصلون على شهاداتهم ويبدأون في بناء مستقبلهم.

ومع مرور الوقت، حصل أقرانه على شهاداتهم وبدأوا في بناء مستقبلهم، بينما استمر أنور في تعلم السحر. بدأ يشعر بالضغوط من المجتمع ومن عائلته، لكنه كان يعلم في داخله أن لديه قدرة خاصة لا يمكن تجاهلها. لم يكن السحر بالنسبة له مجرد مهارة، بل كان جزءًا من هويته وروحه.

في أحد الأيام، بينما كان أنور يستعد لأداء تعويذة جديدة، تفاجأ بزيارة غير متوقعة. كانت والدته تقف عند مدخل الكهف، وعيناها محمرتان من البكاء. قالت له بصوت مرتعش: "يا أنور، نحن نحبك ونريد لك الخير. لكننا لا نستطيع أن نفهم لماذا تختار هذا الطريق الصعب والمجهول."

نظر أنور إلى والدته بحزن وقال: "أمي، أعلم أنكم تقلقون علي، لكنني أشعر أن هذا هو قدري. السحر هو ما يجعلني أشعر بأنني حي وبأن لي هدف في هذه الحياة. أعدك أنني سأجد طريقة لدمج شغفي مع مستقبل مستقر. فقط امنحوني بعض الوقت والثقة."

تركته والدته بكلماتها الثقيلة، وعاد أنور إلى تعويذته بقلب مليء بالقلق والحزن، ولكنه كان أكثر إصرارًا على إثبات أن اختياره للسحر لن يكون سببًا لفشله في الحياة.

في أحد الأيام، قرر أنور أن يذهب مع والديه للتسوق. كان الجو مشمسًا والسوق مزدحمًا بالناس. بينما كانوا يتجولون بين البضائع، شعر أنور بشيء مريب. فجأة، اندفع نحوهم مجموعة من اللصوص، مسلحين بأسلحة باردة، مطالبين بالأموال والمجوهرات.

طريق السحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن