.
.
.سيّد الكيـمياء
إنه اليوم الذي ستذهب فيه ابنة الفيرنانديز إلى الجامعة أخيرا
يمتد الحرم الجامعي بمحاذاة نهر تشارلز ، عند الدخول إلى الحرم يستقبلك مشهد يكاد يكون سرياليًا مِن مبانٍ شاهقة بواجهات زجاجية تلامس السماء ، وأخرى عتيقة بواجهات من الطوب الأحمر
الممرات هنا أشبه بشرايين تنبض بالحياة ، ترى الطلاب يعبرونها على عجل و خطوات سريعة، كل واحد منهم غارق في عوالمه الخاصة ، عيون تلمع بالتفكير العميق وأيدٍ تحمل كتبًا ضخمة
الجدران مزينة بلوحات فنية تتنوع بين الحداثة والكلاسيكية القديمة ، ومعارض متناثرة لابتكارات الطلاب ، وكأن الجامعة تحتفي بعبقرية كل من مر بها و تُخلّد ذكرى العِلم في جدرانها
الأرضية لامعة يعكس بريقها أضواء الفلورسنت البيضاء، فيما تتسلل من النوافذ العالية أشعة شمس خجولة تضيء تلك اللحظات السريعة العابرة
تختلف القاعات في طابعها كما تختلف الشخصيات التي ترتادها أصوات المُحاضرين تتداخل مع ضجيج الأقلام وأزرار الحواسيب المحمولة
أما القاعات القديمة ، فهي أشبه بمعابد للعلم أسقفها مرتفعة مزينة بالثريات الكريستالية ، والألواح الخشبية الداكنة تحمل آثار الأجيال التي مرت من هنا، صرير الكراسي القديمة يضفي على الجو هيبة الزمن في المكتبة الكُبرى بينما الهدوء يخيّم المكان و كأنه يعزف موسيقى خاصة به
أما عن الطلاب، فهُم لوحة فسيفساء متعددة الألوان والأطياف ... شباب وشابات من كل بقاع الأرض ، عيونهم تحمل بريق الحلم وروح المغامرة بيننا يتحدثون بلغات متعددة ، من الإنجليزية السريعة إلى الصينية الرنّانة
الملابس تعكس تنوعهم ، سترات رسمية بجوار قمصان رياضية ، أزياء تعبر عن شخصياتهم بقدر ما تعبر عن خلفياتهم ، يلتقون في المقاهي المنتشرة، يحتسون القهوة ويتبادلون الضحكات والهموم
الأشجار العالية تحيط بالمكان ، تتراقص أوراقها مع كل نسمة هواء خريفية تُعلن عن قدوم الشتاء
في الليل، تتغير الأجواء، تتحول الجامعة إلى مشهد آخر، حيث تضاء المباني بأضواء خافتة تمنحها مظهرًا ساحرًا الجامعة لا تهدأ من ضجيجها، والأحلام لا تنام هُنا
تاسيلي في صباح هذا اليوم قد كان وُصولها لباب الجامعَة قد تمّ بعد أن تمّ الإتفاق مع عائلتها بخُروجها عن أسوار عائلة فيرناندِيز و بدأها مساراً بمُفردها هي تمرّدت بصيغة أخرى ، لم تتفق معهم بعد
أنت تقرأ
CHEMESTRY MASTER
Romance"يُمكِنُكِ مُناداتي بسيّدِ الكِيميـاءِ سأعبثُ بكِ داخلياً حتى أصلَ إلى التفاعُلِ النّهائي الذي سيجمعُنا تحت سقفِ مِخبـرِ الحُبّ، يا مَن تُشبهين نُعومـةَ الصّخورِ الملسـاءِ، عزيزتـي تاســيلـي." "لا تغرَّكِ ليونتـي، فأنا المُتحكِّمةُ هُنا حتّى الصّخـو...