اصداء الفراق_Part_11

80 6 0
                                    

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️
في لحظة من الفرح تحولت إلى جحيم، حيث قدمت أوليفيا نفسها قربانًا لحبٍ أكبر من كل شيء. تداخل الألم بالحب في تلك اللحظة ، حيث تحولت حياة الزفاف إلى ساحة اختبار عميقة، وكأنما تجسدت كل عهود الحب في دماء لحظة واحدة..
▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

عندما وصلت أوليفيا إلى المستشفى، كانت محاطة بسرعة من الأطباء والممرضين الذين عملوا بلا كلل لمحاولة إنقاذ حياتها. كانت عيونهم مليئة بالقلق، لكنهم لم يعرفوا بعد مدى خطورة حالتها. كل ثانية كانت تمر كساعة، مع الأمل يتلاشى ببطء.

لوكاس الذي كان يرافقها طوال الوقت، كان في حالة من الصدمة. كانت دموعه تنهمر على وجنتيه، وعيناه مليئتان بالعجز والألم. كان يجلس بجانب سرير أوليفيا، يمسك بيدها التي كانت باردة ومتورمة، ويفكر في كل لحظة قضوها معًا، وكل وعد لم يُكتمل. صرخات الألم والانهيار كانت تتردد في صوته، بينما كان يتوسل إلى الأطباء لإنقاذها.

إيزابيلا كانت في حالة من الذهول، قدماها ترتجفان، عيناها تشعان بالحزن والخوف. لم تستطع تصديق ما يحدث، فقد كانت تشعر كأنها تفقد قطعة من قلبها. تمسكت بيد لوكاس، عسى أن تجد شيئاً من القوة في عينيه لتواسي نفسها. كل لحظة كانت ثقيلة كالحجر، بينما كانت تشاهد الأطباء يعملون بجد، دون أن تفقد الأمل حتى اللحظة الأخيرة.

هنان وصلت لتوها إلى المستشفى، كانت تجلس على مقعد في ركن من الغرفة، حيث غمرت مشاعرها بالقلق والتوتر. لم تستطع وقف دموعها، فقد فقدت شخصاً عزيزاً كان له مكانة خاصة في قلبها. أدركت حجم التضحية التي قدمتها أوليفيا، وشعرت بثقل الذنب لعدم تمكنها من حماية من أحبها. نظرت إلى لوكاس، وعرفت كم كان ذلك صعباً عليه، لكنها كانت غير قادرة على التعبير عن مشاعرها بالكامل.

ليليث كانت في حالة من الصدمة،  تجلس على أحد المقاعد في الممر، تنظر إلى الأرض، وعينها مليئة بالدموع.

و ايريس كانت تراقب من بعيد، لم تتوقع أبداً أن يحدث هذا. على الرغم من أنها لم تكن قريبة جداً من أوليفيا، إلا أن مشهد الموت كان صدمة بالنسبة لها.

كان التحول المفاجئ في حياة لوكاس من طفل صغير إلى شاب محطّم، قد سلب منه كل الأمل والراحة. لقد عاد لوكاس إلى عالم من الدمار والخراب، حيث فقد أمه التي كانت تشكل له الضوء الوحيد وسط السواد الذي غمر حياته. في تلك اللحظة، كانت أوليفيا، التي تجسد البهجة في حياتهم الكئيبة، قد أصبحت هي الأمل الوحيد الذي يضيء دربهم المظلم.

لكن، كما كل شيء جميل لا يدوم، بدأ الضوء يتلاشى تدريجيًا. كان صوت الآلات الطبية يتصاعد في غرفة العناية المركزة، معلنًا عن توقف قلب أوليفيا. تجمهر الأطباء حولها، يحاولون بكل طاقتهم أن ينقذوا حياتها، ولكن دون جدوى. كانت محاولاتهم تضيع في مهب الريح.

البروبيتيوس " لعنة الشيطان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن